أن نرى السياسيين العراقيين يقضون العيد في مخيمات النازحين وتحت حرارة الجو المجنون وليس في لبنان وتركيا وإيران (إن لم يكن في أمريكا والدول الأوروبية).
أن نرى موقفا مشرفا للعشائر التي شهدت مجزرة سبايكر بحكم سكنها هناك، موقفا يردّ جثث الشهداء المغدورين إلى أهاليهم ويقدم الجناة البغاة إلى المحاكم.
أن لاتحتفل الناس بشكل صاخب، مراعاة لمشاعر النازحين ولنا في ذلك أسوة بإخواننا المسيحيين الذين امتنعوا عن الاحتفال أكثر من مرة بأعياد رأس السنة الميلادية عندما تزامنت مع محرم وعاشوراء.
أن نقلل التصفيق والتطبيل أكثر من اللازم لأحداث الدول الأخرى، وأن لانشغل وسائل إعلامنا وأوقاتنا بشكل مبالغ فيه بالثرثرة عنها، فشؤوننا أولى بأن نشغل وقتنا بها وخبراتنا الكلامية والسياسية والفكرية والعملية أولى أن نستخدمها لحل مشاكلنا، ولنتذكر أن مآسينا ونكباتنا المتتالية مرت مرور الكرام على الدول الأخرى ولم تلق الاهتمام اللازم كما اهتممنا نحن بمايدور لديهم من أحزان أو أفراح.
أن ندرك أن العيد ليس أياما تأتي وتمرّ، بل غاية نصبو إليها وتنبع من داخلنا لتنعكس على خارجنا، فإذا كانت دواخلنا سوداء تشوبها شوائب الدهر أو الفكر فلا معنى للعيد وسيكون كل مظهر خارجي للعيد نوعا من النفاق والتصنع.
18 تموز 2015
—