آششش،آششش،آششش …هذا ليس صوت أب قبيح ذميم يحاول أن يغفوا في الظهيرة ،فيما تحاول أبنته أن تسر أمها ببعض حديث معلناً بذلك دكتاتورية في منزلة بصوته المزعج (آششش،آششش).
وإنما هو صوت تفاعل بعض قطع بصل وضعت على بعض قطرات زيت طفئ في مقلاة آيلة إلى طعام لذيذ ، لست في صدد تقدم مقدمة لكتاب طبخ أو في معرض الحديث عن فوائد الطعام بقدر ما أريد أن أوصلك قارئي العزيز إلى مغزى ،إن هذا التفاعل المريب الذي يهرب منه الطباخ بجنسيه- ذكر أم أنثى لأني لست من مؤيدي حصر المهن على جنس دون آخر فكل المهن تصح للجنسين معاً ببعض التفاوت ولستُ في صدد الحديث عنه الآن.
(آششش،آششش)هو نتيجة تفاعل مريب ومزعج بين غرضين صرفيين احدهما صلب (البصل)والآخر سائل (الزيت) والذي يفضل أن يبقى فيه الشخص (الطباخ) قريب منه ولكن آمن تفاعل هذين الغرضين بحيث لا يضره حتى يسترخيا سويا في تلك المقلاة ليصلا بعد ذلك وبإضافة إليهم بعض المكونات إلى طعاما لذيذاً هنياً مريء صائغا يطيب طعمه ويحلو مذاقه وتمتلئ منه البطون لتستطع بعد ذلك العيش …
من هذا العملية المريبة المبتدئة بالصوت المخيف والمزعج (آششش،آششش)إلى الهروب منه مخافة إذاء الشخص القريب منه إلى الاستمتاع بطعمه تقودني وبكل إيمان أن هكذا هي الأفكار في المجتمعات وان بدأت مزعجة غريبة كصوت (آشش،آششش)ويبقى بعضهم سواء الأفراد ،أو المجتمعات ،أو المؤسسات الدينية أو الاجتماعية أو الثقافية بعيدة منها حين حدوثها آنذاك إلى الارتواء منها واعتبارها طعام صائغاً مقبولاً لذيذا يعيننا على الاقتيات منه القوت الذي يشبع الفكر والخيال والرؤى والأفكار والتفكير تسعد به البشرية جيلا وأجيالا وحيننا وأحياناً.
—
—
مقالات ذات الصلة
14/10/2024