كثيرا ما تتردد على مسامعنا كلمة البيئة لكن غالبا ما تعنى بمفهومها الايكولوجي في حين أنها و بشكل مبسط جل الأشياء المحيطة لنا و التي لها تأثير على الكائنات الحية بما فيها الإنسان و على أصله و مآله و على وجوده كما أنها تعتبر مجموعة من الأنظمة المتشابكة و علاقات تجمع بين أهم عناصر البيئة الايكولوجية كالماء والهواء والمعادن والكائنات الحية.
يمكن تصنيف البيئة إلى ثلاث أصناف استهلها بالبيئة المادية التي تحتضن الهواء و الأرض بعناصرها ثم تأتي بعدها بيئة بيولوجية تنطوي على النباتات و الحيوانات والإنسان أيضا ,دون أن ننسى المصنف الثالث الذي ينقسم بدوره إلى ثلاث أنواع أخريات جراء التقدم والمدنية التي لحظها العالم في القرون الأخيرة والتي تزداد مع مرور الأيام وكما سلف لي الذكر فالأنواع الثلاث تتمثل أولا أيضا في الهواء والماء والأرض ويسمى بالبيئة الطبيعية أما النوع الثاني فيدعى بالبيئة الاجتماعية وهي عبارة عن قوانين تنظم وتحكم العلاقات الداخلية للأفراد إلى جانب المؤسسات والهيئات السياسية وكل هذا يكلل بآخر صنف وهو البيئة الصناعية وهي طبعا في كل المجالات و من صناعة الإنسان هذا الأخير الذي أسس منظمات تحمي البيئة وتنظم حملات توعية و من ابرز المؤسسات الوطنية مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من التلوث الذي يظهر تدريجيا بتلوث العناصر الأساسية كالماء باختلاطه بمياه المجاري أو الكيميائيات السامة أو الفلزات ويحدث التلوث المائي عندما يلقي الناس بكميات من المخلفات في نظام مائي ما، بحيث تصل إلى درجة لا يسمح لعمليات التنقية الطبيعية التابعة له أن تؤدي وظيفتها على الوجه المطلوب.
أما تلوث التربة فهو التدمير الذي يصيب الطبقة الرقيقة الصحية المنتجة مما يسبب الكثير من الظواهر الايكولوجية المستجدة و السلبية ذات تأثير خطير على صحة الإنسان بشكل مباشر كفقدان المناخ لتوازنه وآخر غير مباشر كإحداث ثقب للأوزون وكذا توسعه يوم بعد يوم .
ولم تسلم باقي العناصر من التلوث وللحد منه يتوجب علينا تنظيم حياتنا بشكل يضمن حمايتها و قد قال تعالى”ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”صدق الله العظيم وذلك بإتباعنا لقواعد في حياتنا اليومية تثبتها السلطات بمبادرات مثل توزيع الحاويات بين شوارع المدينة ولما لا اظافة أخريات من اجل المواد الممكن أن تخضع لعملية إعادة التدوير وللإفادة هذه العملية يتم خلالها إرسال المواد المستهلكة إلى المصانع المتخصصة في إعادة تصنيع المواد رغبة في التقليل من مساحات الطمر و مواقد حرق النفايات وبالتالي في حماية البيئة.
كما أن للمواطنين دور هام في المساهمة باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وهذا الدور يقتضي التزامهم بعادات تحمي البيئة عوض إفسادها أو معالجتها بعد فوات الأوان وهذه العادات تتمثل في تقليل الاستهلاك أي باستخدام الشيء للحاجة فقط دون الإسراف أو المبالغة وأيضا بالإبلاغ عن أي مخالفات تضر البيئة ضمانا لتنمية مستدامة صالحة للأجيال
وتبقى المسؤولية في عاتق كل مواطن من خلال التزامه التام بكل ما يضمن مساهمته في حماية البيئة وهذا ما أكده تعالى بقوله :”لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” صدق الله العظيم .
—