(ما مر عام والعراق ليس فيه جوع) نبوءة للسياب تحققت وازدادت في عهد الجمهورية الخامسة ازدياد الثكالى والايتام والفقراء والمسحوقين.. كان الفقر محشورا في بعض مناطق العراق لكنه اليوم شمل كل العراق،وفي الوقت الذي تزداد فيه بعض الكروش انتفاخاً تضمر اجساد ابناء العمال والفلاحين والعاطلين عن العمل وتجف الروح بهم وتجبرهم على ان يبحثوا عن قشة تنتشلهم من جوع لا يطاق..
اغنياء الصدفة لم يعملوا بما امرهم الله ورسوله، لا بل ازدادوا في غيهم لتحقير الفقراء واستغلال طاقاتهم، وكل المؤسسات بقيت تتفرج على طوابير الموت دون ان توقف زحف عزرائيل، ورجال الدين لم يستطيعوا ان يعيدوا الايمان الى القلوب ولم يحدّوا من النفوس الامارات بالسوء..! انقلبت المعادلة وصارت الحظوظ تأخذ طريقها بينما انزوت العقول في دهاليز لا يعلمها الا الله.. وقديما قال حكيم: (اللهم اجعلني من اصحاب الحظوظ ليخدمني اصحاب العقول ولا تجعلني من اصحاب العقول لاخدم اصحاب الحظوظ) وهو ما جعل الهوّة عميقة خاصة وان الانتهازيين صاروا بعدد نخيل العراق يوم كان العراق في المرتبة الاولى بزراعة النخيل.. والمتطفلين راحوا يصولون ويجولون لا يردعهم ضمير ولا تردهم اخلاق الاولين.. وصار السلاح هو الوسيلة الوحيدة فقط في ازاحة المتميزين واصحاب العقول عن امكنتهم التي هي حق لهم.. فيما اضحت الاخلاق ضرباً من الخيال في زمن بلا اخلاق! نحن محكومون بالغباء، الغباء الذي رفع الدعي والنصاب الى علو بينما ابقى الحريصين في وحل الضياع.. مصيبة ما بعدها مصيبة.. قال لي صديق اعلامي ان مديره يزاول هوايته الصباحية كل يوم وهي توبيخ المغلوب على امرهم بكلمات لا تليق بكلب! والغريب بالامر ان كثير من المديرين لا يفقهون بالمهنة شيئاً الا فعل التوبيخ بعدما يهمس في آذانهم واحد من المتملقين بان هذا الموظف قد اخطأ دون ان يعرف الخطأ وسببه وهو ليس بالخطأ الكبير حتى تقوم قائمة السيد المدير صاحب المال والقوة ويزبر وينهر ويعربد ويضرب بالقندرة دون ان يراعي الانسان البسيط الذي امامه غير عابئ بقدرة الله التي قد تودي به في اية لحظة وتجعل كرسيه هشيما..
هذا الامر اصبح عادة، وصار صفة ملازمة لشخصية السيد المدير الفذة، حتى خيّل لبعضهم ان هذا الاسلوب هو الوحيد الذي يجعل الآخرين يحترمونه ويقدرونه ويخافون منه.. وخيّل لبعضهم انه يملك موظفيه وبيده نواصيهم ومصائرهم.. وخيّل له ان الرب الواحد الاحد الذي دونه لا يمكن ان يعيش الاخرون..
قندرة المدير حاضرة في كل اجتماع، وحاضرة في مخيلة الجهلة الذين لا هم لهم الا التصفيق له ووصفه باوصاف خارقة.. فهو الذي لا يخطأ وهو الذي لا تزل قدمه وهو المنقذ والراعي وله الاسماء الـ…….!
ويبقى العيب اولا وأخيراً ليس بهذا المدير الفلتة الذي يدير عمله احياناً بالريموت كونترول انما بأولئك المتملقين الذين وان صفقوا له فهم في دواخلهم يحتقرونه وعينهم على فتاته ودراهمه حتى اذا جاء اليوم الذي ينزل الله غضبه بهذا المدير ينفض عنه المتملقون والمصفقون وبائعو الضمائر ولكم في النظام السابق عبرة!
فيا ايها الذين مشوا في الأرض مرحاً وصعّروا خدودهم للناس فانكم لن تبلغوا الاخلاق ابداً !
اغنياء الصدفة لم يعملوا بما امرهم الله ورسوله، لا بل ازدادوا في غيهم لتحقير الفقراء واستغلال طاقاتهم، وكل المؤسسات بقيت تتفرج على طوابير الموت دون ان توقف زحف عزرائيل، ورجال الدين لم يستطيعوا ان يعيدوا الايمان الى القلوب ولم يحدّوا من النفوس الامارات بالسوء..! انقلبت المعادلة وصارت الحظوظ تأخذ طريقها بينما انزوت العقول في دهاليز لا يعلمها الا الله.. وقديما قال حكيم: (اللهم اجعلني من اصحاب الحظوظ ليخدمني اصحاب العقول ولا تجعلني من اصحاب العقول لاخدم اصحاب الحظوظ) وهو ما جعل الهوّة عميقة خاصة وان الانتهازيين صاروا بعدد نخيل العراق يوم كان العراق في المرتبة الاولى بزراعة النخيل.. والمتطفلين راحوا يصولون ويجولون لا يردعهم ضمير ولا تردهم اخلاق الاولين.. وصار السلاح هو الوسيلة الوحيدة فقط في ازاحة المتميزين واصحاب العقول عن امكنتهم التي هي حق لهم.. فيما اضحت الاخلاق ضرباً من الخيال في زمن بلا اخلاق! نحن محكومون بالغباء، الغباء الذي رفع الدعي والنصاب الى علو بينما ابقى الحريصين في وحل الضياع.. مصيبة ما بعدها مصيبة.. قال لي صديق اعلامي ان مديره يزاول هوايته الصباحية كل يوم وهي توبيخ المغلوب على امرهم بكلمات لا تليق بكلب! والغريب بالامر ان كثير من المديرين لا يفقهون بالمهنة شيئاً الا فعل التوبيخ بعدما يهمس في آذانهم واحد من المتملقين بان هذا الموظف قد اخطأ دون ان يعرف الخطأ وسببه وهو ليس بالخطأ الكبير حتى تقوم قائمة السيد المدير صاحب المال والقوة ويزبر وينهر ويعربد ويضرب بالقندرة دون ان يراعي الانسان البسيط الذي امامه غير عابئ بقدرة الله التي قد تودي به في اية لحظة وتجعل كرسيه هشيما..
هذا الامر اصبح عادة، وصار صفة ملازمة لشخصية السيد المدير الفذة، حتى خيّل لبعضهم ان هذا الاسلوب هو الوحيد الذي يجعل الآخرين يحترمونه ويقدرونه ويخافون منه.. وخيّل لبعضهم انه يملك موظفيه وبيده نواصيهم ومصائرهم.. وخيّل له ان الرب الواحد الاحد الذي دونه لا يمكن ان يعيش الاخرون..
قندرة المدير حاضرة في كل اجتماع، وحاضرة في مخيلة الجهلة الذين لا هم لهم الا التصفيق له ووصفه باوصاف خارقة.. فهو الذي لا يخطأ وهو الذي لا تزل قدمه وهو المنقذ والراعي وله الاسماء الـ…….!
ويبقى العيب اولا وأخيراً ليس بهذا المدير الفلتة الذي يدير عمله احياناً بالريموت كونترول انما بأولئك المتملقين الذين وان صفقوا له فهم في دواخلهم يحتقرونه وعينهم على فتاته ودراهمه حتى اذا جاء اليوم الذي ينزل الله غضبه بهذا المدير ينفض عنه المتملقون والمصفقون وبائعو الضمائر ولكم في النظام السابق عبرة!
فيا ايها الذين مشوا في الأرض مرحاً وصعّروا خدودهم للناس فانكم لن تبلغوا الاخلاق ابداً !