حقيقة كان تقدم البعث و أزلامه في الانتخابات الأخيرة و بقيادة عضو القيادة القومية أياد علاوي صدمة حقيقية للمشهد السياسي العراقي، خصوصا و أن قائمته تضم وجوها بعثية لا تبتسم أبدا منذ إسقاط البعث مثل عدنان الجنابي و نبيل محمد سليم و سلمان الجميلي الذي عزّى الإرهابيين بمقتل الزرقاوي المجرم، و مهما قيل عن التزوير فالأرجح أن ما تم التلاعب به لا يمكن أن يخل كثيرا بموازين القوى بين هذه الكتل و الأحزاب، لكن هنا وجدتني مهتما بأسباب ضعف الائتلافين الذين يقودهما المالكي و الحكيم، فطوال السنوات الماضية طغى الخطاب الدّيني على مجمل لغة الائتلاف العراقي و في وقتٍ كان المواطن العراقي ـ في الجنوب على وجه الخصوص ـ يعاني من الفاقة و الحرمان و الافتقار للخدمات و الحياة الكريمة، كان قادة الائتلاف مشغولين بأوهام الخطاب الإسلامي و خرافة الأمة الإسلامية و “تحرير فلسطين” و “القدس” و محاسبة مثال الآلوسي بسبب زيارته لإسرائيل، كل هذه المواقف صبّت في صالح الخطاب البعثي الذي يتبنى ذات المصطلحات من قبيل “مقاومة الاحتلال و الاستعمار” و “هوية العراق العربية” و أن العراق ـ جزء من أمة عربية.. إلخ.
هذه الانتخابات أظهرت لنا بوضوح لا يقبل الشك أن السياسات المتناقضة و ضبابية الخطاب الائتلافي هي التي أدت إلى تصاعد كتلة بعثية لا شك في انتمائها العنصري و الطائفي، فالمجلس الإسلامي الأعلى و بدلا من أن يقوم بتجديد و تغيير قيادته و برامجه، أبقى السلطة في يد آل الحكيم و على نحو وراثي، و نحن في مجتمع يعاني من داء التوريث منذ أيام بني أمية، رغم أن هذا المجلس كان فيه من الشخصيات من تمتلك الكفاءة و الثقافة و الخبرة، لكن ما العمل مع عشاق الكرسي؟ من جانب آخر، وجدنا الجعفري يسارع إلى إنشاء تيار الإصلاح ـ برئاسته ـ لأنه لم يتحمل قيام حزب الدعوة باختيار المالكي رئيسا، و لو أنه بقي في حزبه لكانت تلك سابقة ممتازة في العمل الديمقراطي و في عراق عرف عن أغلب أحزابه أنها “عائلية وراثية”، لكن ما العمل و الكل يعشق الكرسي؟
هذان الائتلافان دولة القانون و العراقي الموحد لا يزالان يعيشان خطاب التناقضات، فهما يكرهان البعث في العنوان و لكن في المضمون يعيشان ذات المضمون الدّيني و عقد الصراع و الكراهية و الانتماءات الدينية و القومية، إن البعث لا يمكن أن يموت ما لم نقم بتجفيف موارده من أنهار الخطاب الإجرامي و العنصري، فالارتماء في أحضان الجامعة العربية و الإسلامية ، هاتان المنظمتان المعروفتان بدفاعها عن الأنظمة الدكتاتورية، و التوجه إلى عقد تحالفات هنا و هناك في دول الإقليم التي هي في الغالب طائفية و عنصرية، لن يخدم العراق بالتأكيد، و على الائتلافين التخلص من عقدة الشعور بالنقص، فكلما اتهم المصريون و الأردنيون و السعوديون شيعة العراق بأنهم ـ تبعية إيرانية ـ سارع المالكي و الحكيم في رحلات مكوكية إلى هذه الدول شخصيا أو بالنيابة و كلما اتهمتهم دول الجوار السنية و الشيعية بأنهم “عملاء المحتلين”!! زاد هؤلاء في خطاب الكراهية تجاه الغرب و أمريكا تحديدا لأجل عيون الملك عبد الله السعودي و أبو سفيان الخامنئي و من لفّ لفهم، بالتالي يبقى العراق يعيش هاجس الانتماء، و ها هو علاوي و جلاوزته قد بدأوا بالفعل في نفخ النار القومية و الطائفية عبر عقدة الانتماء القومي للعراق و كذب من زعم أن علاوي عراقي وطني، بل هو بعثي فاشي طائفي أموي، و لا زلنا نتذكر كيف ترحّم أياد علاوي رئيس الوفاق على مؤسس البعث عفلق على قناة العربية فقال: “ميشيل عفلق الله يرحمه”.. و هنا لست أعني أنني ضد الترحم على إخوتنا المسيحيين و اليهود و سائر الأديان، بل ضد الترحم على مؤسس حزب دمّر العراق و جلب له الهلاك، و كلنا يتذكر كيف رفع علاوي يده مشيرا للطائرة الأمريكية ـ كان يخطب رئيسا للوزراء ـ فقال: هذولة الأصدقاء.”. و عندما سقط من الحكم و في مشهد مكرر ـ طائرة أمريكية تطير و هو يخطب ـ قال: شوفوا.. حتى كلام ما نقدر نحجي..”ّ!! شخصية كهذه مهووسة بالسلطة و يقيس كل شيء بمقياس الكرسي و يصبح فيه الأمريكي ـ و هو المحرر الذي لا ريب فيه ـ يصبح محررا أو محتلا حسب المصلحة العلاوية الضيقة، هو خطر حقيقي يهدد الديمقراطية العراقية بلا شك.
هذه الانتخابات أظهرت لنا بوضوح لا يقبل الشك أن السياسات المتناقضة و ضبابية الخطاب الائتلافي هي التي أدت إلى تصاعد كتلة بعثية لا شك في انتمائها العنصري و الطائفي، فالمجلس الإسلامي الأعلى و بدلا من أن يقوم بتجديد و تغيير قيادته و برامجه، أبقى السلطة في يد آل الحكيم و على نحو وراثي، و نحن في مجتمع يعاني من داء التوريث منذ أيام بني أمية، رغم أن هذا المجلس كان فيه من الشخصيات من تمتلك الكفاءة و الثقافة و الخبرة، لكن ما العمل مع عشاق الكرسي؟ من جانب آخر، وجدنا الجعفري يسارع إلى إنشاء تيار الإصلاح ـ برئاسته ـ لأنه لم يتحمل قيام حزب الدعوة باختيار المالكي رئيسا، و لو أنه بقي في حزبه لكانت تلك سابقة ممتازة في العمل الديمقراطي و في عراق عرف عن أغلب أحزابه أنها “عائلية وراثية”، لكن ما العمل و الكل يعشق الكرسي؟
هذان الائتلافان دولة القانون و العراقي الموحد لا يزالان يعيشان خطاب التناقضات، فهما يكرهان البعث في العنوان و لكن في المضمون يعيشان ذات المضمون الدّيني و عقد الصراع و الكراهية و الانتماءات الدينية و القومية، إن البعث لا يمكن أن يموت ما لم نقم بتجفيف موارده من أنهار الخطاب الإجرامي و العنصري، فالارتماء في أحضان الجامعة العربية و الإسلامية ، هاتان المنظمتان المعروفتان بدفاعها عن الأنظمة الدكتاتورية، و التوجه إلى عقد تحالفات هنا و هناك في دول الإقليم التي هي في الغالب طائفية و عنصرية، لن يخدم العراق بالتأكيد، و على الائتلافين التخلص من عقدة الشعور بالنقص، فكلما اتهم المصريون و الأردنيون و السعوديون شيعة العراق بأنهم ـ تبعية إيرانية ـ سارع المالكي و الحكيم في رحلات مكوكية إلى هذه الدول شخصيا أو بالنيابة و كلما اتهمتهم دول الجوار السنية و الشيعية بأنهم “عملاء المحتلين”!! زاد هؤلاء في خطاب الكراهية تجاه الغرب و أمريكا تحديدا لأجل عيون الملك عبد الله السعودي و أبو سفيان الخامنئي و من لفّ لفهم، بالتالي يبقى العراق يعيش هاجس الانتماء، و ها هو علاوي و جلاوزته قد بدأوا بالفعل في نفخ النار القومية و الطائفية عبر عقدة الانتماء القومي للعراق و كذب من زعم أن علاوي عراقي وطني، بل هو بعثي فاشي طائفي أموي، و لا زلنا نتذكر كيف ترحّم أياد علاوي رئيس الوفاق على مؤسس البعث عفلق على قناة العربية فقال: “ميشيل عفلق الله يرحمه”.. و هنا لست أعني أنني ضد الترحم على إخوتنا المسيحيين و اليهود و سائر الأديان، بل ضد الترحم على مؤسس حزب دمّر العراق و جلب له الهلاك، و كلنا يتذكر كيف رفع علاوي يده مشيرا للطائرة الأمريكية ـ كان يخطب رئيسا للوزراء ـ فقال: هذولة الأصدقاء.”. و عندما سقط من الحكم و في مشهد مكرر ـ طائرة أمريكية تطير و هو يخطب ـ قال: شوفوا.. حتى كلام ما نقدر نحجي..”ّ!! شخصية كهذه مهووسة بالسلطة و يقيس كل شيء بمقياس الكرسي و يصبح فيه الأمريكي ـ و هو المحرر الذي لا ريب فيه ـ يصبح محررا أو محتلا حسب المصلحة العلاوية الضيقة، هو خطر حقيقي يهدد الديمقراطية العراقية بلا شك.
Email: sohel_writer72@yahoo.com
Web: www.sohel-writer.i8.com