أستوقفتني مجموع أبيات من الشعر الشعبي للشاعر المبدع صباح الهلالي، حيث بين الشاعر في تلكم الأبيات خوفه من ….. السياسي، حيث يقول :
ترى ما هو المبرر الذي يدفع هذا الشاعر ومعه جميع العراقيين للخوف من السياسي؟ والذي يُفترض به وبموجب الأعراف الدولية والمواثيق أن يستخدم عقله ونضوجه الفكري والأيدلوجي في توجيه جميع الممارسات الحزبية التي تواجه منظمته الفكرية أو حزبه.
الغريب أن هناك من يراهن على فتح جميع الخيارات.. وهذا ما تعودنا عليه من الساسة العراقيين فهم يهددون دائماً بتلك العبارة التي تقول أن جميع الخيارات مفتوحة أمام قائمتنا ! وبدون أي استثناء فأن أكثر الخيارات رعباً هو ركوب الخيار الصعب الوحيد في تلك المرحلة وهو ضرب العملية السياسية الجارية في العراق وإعادة العراق الى المربع ما قبل الأول وإدخال البلد في دائرة الدم المفرطة .
الشعب العراقي شعب عظيم وعظمته تكمن في تمكن أطيافه على تنوعها من الألتفاف على المشروع الطائفي الذي بدأ الساسة إطعامه لشعبهم من خلال التصريحات التي كانت تطلق هنا وهناك وبمناسبة أو بدون مناسبة والكل منا يتذكر جيداً تلك التصريحات ومدى تأثيرها المباشر على عمق الشارع العراقي .
لقد أنتهى الشعب من معركته الطائفية حتى لتجشأت كل طائفة رائحة دماء الأخرى وكانت نفس الرائحة لأن الدم واحد والأنتماء واحد وأثبت الكل بأنه قادر على القتل وبأبشع الصور، ولما لا وهناك من يدعم تلك المعركة في العراق وبأعلى درجات المساعدة !
لقد بدأت مرحلة التغذية العكسية للطائفية حيث بدأ الشعب يعيد تلك الكرة الكريهة الى ملعب الساسة العراقية والذين لا زالوا لغاية الآن غير قادرين على لملمة الشمل السياسي لكتلهم والتوحد بأتجاه هدف واحد هو تشكيل حكومة الأمل المنشود، الحكومة التي تدخل في إعتباراتها شعباً ينزف في كل يوم بل في كل دقيقة ثمناً لأصالته وتمسكه بالحرية المبتغاة بعد طول صبر وأمتدادات ألم .
الخيارات مفتوحة والشوارع مفتوحة وصدر العراقيين مفتوح لسهام الأرهاب التي قد تكون أحدى تلك الخيارات التي يراهن عليها بعض الساسة العراقيين .. ومبررات الخوف منهم طبيعية جداً لأنهم قد يصبحوا في يوم من قنطرة عبور المجاميع الأرهابية لتدمير كل شيء ولتوغل في قتل كل ما ينبض بالحياة في العراق .
علينا الأن أن نبدأ ونضع خطوط شروعنا بأتجاه بناء مستقبل لأبناء وطننا فكفانا طائفيه فأنتم أحدكم يكمل الأخر وبناء حكومة متآلفة متسامية على عناد وعنجهية الكتل أمر بسيط جداً إذا ما وضعنا حجم التحديات التي تواجهنا .
الشعب قد لا يصمد كثيراً لأنه في الشارع يقاتل بذراعين أعزلين كل مخططات الأرهاب..ويقدم أبناءه وفلذات أكباده طمعاَ بأمل ما بكم ،وأنتم يرتع أبناءكم على خارطة العالم بأمان الله فأبناءنا فداء لأبناءكم لو تعلمون
أقول قد لا يصمد الشعب كثيراً ويقود انقلابه الأخير عليكم .. والويل لكم من أنقلابه وثورته الأخيرة حينها يغلق لكم كل خياراتكم .