وقف الفكر والمفكر اليوم على مقصلة الموت ليأدلق روح الابداع وليخطف كلمة النضج وليوشح القلم السواد ليعم الحزن في بقاع ارض الله التي عرفت هذا المفكر الكبير , الغزير في عطائه ونتاجه المتواضع في طرحه واسلوبه . المتخصص و المتمكن من ادواته في لجم بعض ظواهر الغير مشذبة ليسلط عليها ضوء المجهر الفاضح بلغة التقويم الكاشف لخفايا الامور . ليس غريبا ً في هذه الحياة ان نفقد احدا ً ومسيرة الموت تمشي بدون توقف او عناء لكن الغريب والمؤلم حقا ً ان يكون المفقود من أولئك الذين حملوا راية النهضة للنهوض بواقع الامة ليخلفوا أزمة ومحنة في أوساط المجتمع عامة ليجف قلم الابداع وتنحسر شرايين التفكير لتنطفئ شمعة النوراملين ان لا يكون للعتمة مجال في هذا الحال .
محمد عابد الجابري المولود في 27 ديسمبر 1935 في المغرب العربي و بالتحديد في قرية نائية اسمها فجيج ترعرع في ارض فجيج لأم مطلقة ولاب مغترب يعمل من اجل كسب العيش عاش هذا الطفل السامق مع اخواله ليكابد ألم المعاناة والحرمان منذ نعومة اظفاره ثم تتحرك السنين وتتحول الايام واذا به يدرس في الجامعة ثم يحصل على الدكتوراه ليقدح الفكر ولتنهمر الافكار من هذا الاستاذ الكبير وتشاء الايام ان يكون من اشهر مفكري العصر الحالي لما قدمه من خلال كتبه الكثيرة من اطروحات مختلفة ومتنوعة .
عرفته قبل فترة فعرفت فيه الرجل الصابر المثابر الذي لايكل ولا يمل من الضنك الذي لحق به طوال حياته , قال لي ذات مرة في اتصال هاتفي تعرف اني مريض قبل اكثر من ثلاثين سنة لكن المرض لا يستطيع ان يوقفني عن الكتابة .
وكتب لي مرة بعد مراسلتي له وسؤالي عن اذا كان في جدول اعماله أكمال كتاب حفريات في الذاكرة كتب لي مانصه :
( شكرا أخي مصطفى مع الدعاء بالصحة والعافية وحسن الحال
أما عن صحتي فالأمراض المزمنة كما تعرف لا تفارق، ولكني أتغلب عليها بمداومة ما يطلب مني الأطباء من أدوبة وغيرها. وفي هذه الساعة أحمد الله فصحتي شبه عادية إذا استحضرنا السن (75 عاما). ومن حسن الحظ أن أمراضي المزمنة لا تؤثر في معنوياتي ولا في نشاطي الذهني تأثيرا كبيرا.
أما عن الجزء الثاني الذي وعدت به في “حفريات في الذاكرة” فقد أنجزت ما يتعلق بعرض الأحداث السياسية والفكرية التي عشتها منذ الشباب إلى اليوم، وهي منشورة في سلسلة “مواقف” (كتاب شهري في حجم الجيب، وقد بلغت لحد الآن 78 كتابا). وقد شرعت الشبكة العربية للنشر في بيروت في إصدارها في كتب من الحجم الكبير، صدر منها حنى الآن كتابان والثالث في الطريق ،وتغطي هذه الكتب الثلاثة مسيرتي في الحقل السياسي وكتاباتي فيه، وتحتوي على أعداد مواقف من 1 إلى 13
أما كتابة سيرتي الذاتية منذ الشباب إلى اليوم وعلى طريقة حفريات في الذاكرة، فما زالت مشروعا، ولن تكون عرضا لحوادث معينة بل أفكر أن تكون من النوع الذي يسمى “تأملات” …مجرد مشروع!
مع خالص التحية والتقدير
محمد عابد الجابري )
نعم لقد غيب الموت رجلا ً عملاقا ً عصاميا ً غيبه روحا ً وبدنا ً لكن يبقى الجابري في ضمير المتحركين والناضجين من هذه الامة , تبقى كتبه وافكاره ورؤاه تحمل عناوين الابداع وبيرق التطور الذهني في هذه الامة الكبيرة .
رحمك الله يا ابا عصام ايها الاخ والاستاذ وألهم اهلك وذويك الصبر والسلون .
محمد عابد الجابري المولود في 27 ديسمبر 1935 في المغرب العربي و بالتحديد في قرية نائية اسمها فجيج ترعرع في ارض فجيج لأم مطلقة ولاب مغترب يعمل من اجل كسب العيش عاش هذا الطفل السامق مع اخواله ليكابد ألم المعاناة والحرمان منذ نعومة اظفاره ثم تتحرك السنين وتتحول الايام واذا به يدرس في الجامعة ثم يحصل على الدكتوراه ليقدح الفكر ولتنهمر الافكار من هذا الاستاذ الكبير وتشاء الايام ان يكون من اشهر مفكري العصر الحالي لما قدمه من خلال كتبه الكثيرة من اطروحات مختلفة ومتنوعة .
عرفته قبل فترة فعرفت فيه الرجل الصابر المثابر الذي لايكل ولا يمل من الضنك الذي لحق به طوال حياته , قال لي ذات مرة في اتصال هاتفي تعرف اني مريض قبل اكثر من ثلاثين سنة لكن المرض لا يستطيع ان يوقفني عن الكتابة .
وكتب لي مرة بعد مراسلتي له وسؤالي عن اذا كان في جدول اعماله أكمال كتاب حفريات في الذاكرة كتب لي مانصه :
( شكرا أخي مصطفى مع الدعاء بالصحة والعافية وحسن الحال
أما عن صحتي فالأمراض المزمنة كما تعرف لا تفارق، ولكني أتغلب عليها بمداومة ما يطلب مني الأطباء من أدوبة وغيرها. وفي هذه الساعة أحمد الله فصحتي شبه عادية إذا استحضرنا السن (75 عاما). ومن حسن الحظ أن أمراضي المزمنة لا تؤثر في معنوياتي ولا في نشاطي الذهني تأثيرا كبيرا.
أما عن الجزء الثاني الذي وعدت به في “حفريات في الذاكرة” فقد أنجزت ما يتعلق بعرض الأحداث السياسية والفكرية التي عشتها منذ الشباب إلى اليوم، وهي منشورة في سلسلة “مواقف” (كتاب شهري في حجم الجيب، وقد بلغت لحد الآن 78 كتابا). وقد شرعت الشبكة العربية للنشر في بيروت في إصدارها في كتب من الحجم الكبير، صدر منها حنى الآن كتابان والثالث في الطريق ،وتغطي هذه الكتب الثلاثة مسيرتي في الحقل السياسي وكتاباتي فيه، وتحتوي على أعداد مواقف من 1 إلى 13
أما كتابة سيرتي الذاتية منذ الشباب إلى اليوم وعلى طريقة حفريات في الذاكرة، فما زالت مشروعا، ولن تكون عرضا لحوادث معينة بل أفكر أن تكون من النوع الذي يسمى “تأملات” …مجرد مشروع!
مع خالص التحية والتقدير
محمد عابد الجابري )
نعم لقد غيب الموت رجلا ً عملاقا ً عصاميا ً غيبه روحا ً وبدنا ً لكن يبقى الجابري في ضمير المتحركين والناضجين من هذه الامة , تبقى كتبه وافكاره ورؤاه تحمل عناوين الابداع وبيرق التطور الذهني في هذه الامة الكبيرة .
رحمك الله يا ابا عصام ايها الاخ والاستاذ وألهم اهلك وذويك الصبر والسلون .