حوار سريع مع الاديب الشاعر والقاص المغترب عبد الكريم هداد… الذي ذهب للغربه مع اخوانه الثلاثه يوسف هداد ابو الفوز وجاسم هداد حيث يقيم في السويد مع الاستاذ جاسم هداد اما يوسف ابو الفوز يقيم في فنلندا بعد ات غادروا ميدنتهم السماوه…على اثر مطاردة الحزب البعثفشي لهم منذ اواخر السبعينات…
جاء رده على بعض النقاط فاجاب كمايلي:
1- كيف اهتدى الهداد عبد الكريم للادب؟
كانت هدايتي للأدب نتيجة طبيعية بفعل تراكم ثقافي عشته ومارسته بوعي أو من دونه، حيث كان الجو الثقافي العام في العراق والذي وجدت نفسي أتلمسه عبر الوعي السياسي الذي كان يأخذ بأيدينا ضمن صراع الخير والشر بوعي أو من دونه نحو التفسير المنطقي للظواهر الطبيعية.
ومثلما وجدت في بيتنا تلك المكتبة التي تضم أصناف أدبية عدة، كنت منتعشاً بقرائتها، مثلما كانت الخواص العراقية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية محتفظة على ثوابتها العامة وضمن إطر الممارسة الإجتماعية اليومية، حيث منحتني الشعور بدفء تلك الحياة ، وهذا ما عشته في مدينتي السماوة من جو ثقافي وفني قريب جداً مني، الى حد إختلاطه مع الممارسسات الإجتماعية، فخلال عقد سبعينيات القرن الماضي، كانت لي ممارسة متواضعة في المسرح المدرسي، وفي الإبتدائية كنت ميال الى الرسم ، وحصلت على جائزة في مسابقة سنوية للنشاط المدرسي ، كما إنني لا أنسى إهتمام الأساتذة في ما بعد وخاصة إساتذي عموماً وخاصة في اللغة العربية ومنه الإستاذ ” سجاد ..” الذي كان يطلب مني في كل مرة، قراءة ما أسطره في دفتر الإنشاء والتعبير أمام زملائي من الطلبة آنذاك. لكن يبقى للجو السياسي ـ الثقافي الذي لمسته في يوميات بيتنا، ومرور العديد من الشعراء والمسرحين والموسيقيين له تأثيرة المباشر، حتى في أحد المرات اقام ” اتحاد الشبيبة الديمقراطية” في بيتنا معرضاً لمجموعة من فناني الفن التشكيلي في مدينتنا السماوة.
لكنني اتذكر من إنني بقيت مرتبطاً ومولعا بالمسرح اكثر، حتى ان رجال الأمن اغلقوا ستارة المسرح علينا ونحن نقدم مسرحية، كنا مجموعة من الطلبة مشاركين باسم “اعدادية السماوة للبنين” عام 1977 في مهرجان مدرسي للمسرح، كتب حينها مراسل جريدة “طريق الشعب” إشادة واضحة بعملنا المسرحي الذي أشرف على بروفة الجنرال لها المخرج المسرحي” رحيم ماجد” والنص كان للفنان الراحل قاسم محمد بعنوان “الشهيد” .
وكانت كل مجريات عقد السبعينيات من القرن الماضي من حياة ثقافية وانعطافات سياسية كانت لها تأثيراتها في صقل تكوينات خطواتنا الأولى ورسم ملامح مسارات شخوصنا في هذه الحياة، حيث دفعت المعطيات اليومية لنضوجنا والسير نحو الأمام بخطى ثابتة، لم نحيد يوما عنها، وعن مواقفنا في الدفاع عن كرامة الأنسان وحقوقه وكل المظالم الجسيمة التي أحاطة به. هذا ما دفعنا بقوة نحو الرحيل كإعلان واضح وصارخ لموقفنا إتجاه سلطة تعسفية فاشية جلبت الويلات والحروب والتخلف والدمار والجهل الى العراق.
وما بين محطات المنافي، إستنهضت بكل ما لدي من وعي ودراية بأهمية الكتابة ودورها في فضح سلطة كانت تطاردني بشكل مرعب، فكنت أستأنس للشعر في رسم وطن خالي من الإستغلال والحروب ، وطن يصلح لطفولتنا وكل تلك الأحلام البريئة.
2- من قادك للطريق الشريف المتعب للسياسه؟
بالتأكيد كانت مدينتي السماوة بكل تفاصيلها التاريخية والسياسية والثقافية، قد دفعت بي نحو الإقتراب من السياسة لما كانت تعانيه من نقص في الخدمات وما كانت تطمح له، وايضاً عائلتي حيث ارتباطها في ذلك الصراع السياسي، حيث كانت عائلتي تتحرك بمعية مناصرة المظلومين ومعارضة سياسة العفالقة الفاشية. كما إن لإخوتي جاسم هداد ويوسف ابو الفوز من التأثير المباشر في التواصل الروحي الذي مازال مستمراً في ابعاده العامة حيث هجرتنا سوية نحو منافي الموقف ورفض التعسف والجور.
3- ماهي ظروف خروجك للمنفى؟
لم أجد من حيلة للتخفي، وقد ضاقت بلادي التي كانت تجر نفسها نحو التهلكة، وقد كثر المطبلين والإنتهازيون الذين صنعوا فيما بعد طاغية، لم يذكر قبله التاريخ من شبيه له ، وسيحكي التاريخ صور هذا الدمار والحروب، وعن أولئك الذين نراهم اليوم في شاشة التلفزة اليوم، بنفس تلك المفاهيم التي أسميها ” ثقافة البعث” التي يمارسها الكثيرون بوعي أو من دونه تحت مسميات كثيرة، لقد خرجت من العراق تعبيراً عن موقف وطني اتجاه ما كان يحصل في وطني من بطش وتعسف وحروب، وكي اعلن عن صوتي، وكي تبقى يديّ بيضاء من دون أن تلوثها براثين نظام جائر وانتهازيون صنعوا مجداً من رماد وطن.
4- كتاباتك بمن بدأت؟
بدأت بالوطن ـ وأول قصيدة لي ، كانت قصيدة فصحى، أوصلتها لأستاذي يحيى السماوي كي أحصل على رأي منه، ففوجئت بها موجودة ضمن مواد النشرة الثقافية الجدارية لمقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينتي السماوة ربيع عام 1977. ومنها أعتقد إنني بدأت الكتابة الفعلية، بخطى ثابتة، حيث كنت ومازلت مهتماً باللغة العربية الفصحى، إضافة لإهتمامي في كتابة الشعر الشعبي نقداً وشعراً ونصوص غنائية.
5- كتابك الشهير عن الادب الشعبي والذي احدث ضجه ايجابيه في شارع المتنبي سوق الادباء والمثقفين من كل المحافظات يتسوقون منه؟
نعم هذا ما وصلتني عنه من الأخبار والمتابعات الصحفية، والآراء المنشورة وتلك الممتعضة أيضاً، والتي تصلني كشتائم سخيفة أحياناً، كنت أنتظر من أصحابها بما يمتلكون من منابر ومؤسسات إعلامية ونجومية أسماء، أن يدحضوا تلك الآراء والوثائق التي تبنيتها وبينتها في كتابي الموسوم ” مدخل الى الشعر الشعبي العراقي” بإسلوب بحث علمي، كما سعيت نحوه ورسمته لنفسي، من اجل إعادة شئ من تلك الذائقة الجمالية الشعرية المفقودة في ساحة الشعر الشعبي العراقي، الذي أصبح المحرك الأساسي والأول هو مبدأ المقايضة من اجل المال والنجومية التلفزيونية الفضائية، لذا تفشى شعر المدح الرخيص، وأصبح شعر التصفيط والتصفيق ومنابر المكرمات على شكل عينات نقدية في ظروف مختومة بإسم رئيس هذا الحزب او ذاك، إنه شعر خالي من الصورة الشعرية والتفرد في الصيغة والوعي والموقف. ضاع الشعر وبقي ضجيج المال والمحسوبية ومفاهيم العشيرة والطائفة.
6- طموحاتك المستقبليه…؟
أن ألتقي بملحن عراقي ، اشاركه كتابة اغاني عراقية تجذب الجمهور نحو ساحة من الذائقة الجمالية، وأن تحافظ على خواص الأغنية العراقية وبيئتها.
7..واخيرا
باسم مؤسسة انكيدو ونشكرك وباسمي رئيس تحرير مجلة انكيدو الثقافيه الحره
لكم كل الشكر والتقدير أيها الشاعر الجميل.
1- كيف اهتدى الهداد عبد الكريم للادب؟
كانت هدايتي للأدب نتيجة طبيعية بفعل تراكم ثقافي عشته ومارسته بوعي أو من دونه، حيث كان الجو الثقافي العام في العراق والذي وجدت نفسي أتلمسه عبر الوعي السياسي الذي كان يأخذ بأيدينا ضمن صراع الخير والشر بوعي أو من دونه نحو التفسير المنطقي للظواهر الطبيعية.
ومثلما وجدت في بيتنا تلك المكتبة التي تضم أصناف أدبية عدة، كنت منتعشاً بقرائتها، مثلما كانت الخواص العراقية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية محتفظة على ثوابتها العامة وضمن إطر الممارسة الإجتماعية اليومية، حيث منحتني الشعور بدفء تلك الحياة ، وهذا ما عشته في مدينتي السماوة من جو ثقافي وفني قريب جداً مني، الى حد إختلاطه مع الممارسسات الإجتماعية، فخلال عقد سبعينيات القرن الماضي، كانت لي ممارسة متواضعة في المسرح المدرسي، وفي الإبتدائية كنت ميال الى الرسم ، وحصلت على جائزة في مسابقة سنوية للنشاط المدرسي ، كما إنني لا أنسى إهتمام الأساتذة في ما بعد وخاصة إساتذي عموماً وخاصة في اللغة العربية ومنه الإستاذ ” سجاد ..” الذي كان يطلب مني في كل مرة، قراءة ما أسطره في دفتر الإنشاء والتعبير أمام زملائي من الطلبة آنذاك. لكن يبقى للجو السياسي ـ الثقافي الذي لمسته في يوميات بيتنا، ومرور العديد من الشعراء والمسرحين والموسيقيين له تأثيرة المباشر، حتى في أحد المرات اقام ” اتحاد الشبيبة الديمقراطية” في بيتنا معرضاً لمجموعة من فناني الفن التشكيلي في مدينتنا السماوة.
لكنني اتذكر من إنني بقيت مرتبطاً ومولعا بالمسرح اكثر، حتى ان رجال الأمن اغلقوا ستارة المسرح علينا ونحن نقدم مسرحية، كنا مجموعة من الطلبة مشاركين باسم “اعدادية السماوة للبنين” عام 1977 في مهرجان مدرسي للمسرح، كتب حينها مراسل جريدة “طريق الشعب” إشادة واضحة بعملنا المسرحي الذي أشرف على بروفة الجنرال لها المخرج المسرحي” رحيم ماجد” والنص كان للفنان الراحل قاسم محمد بعنوان “الشهيد” .
وكانت كل مجريات عقد السبعينيات من القرن الماضي من حياة ثقافية وانعطافات سياسية كانت لها تأثيراتها في صقل تكوينات خطواتنا الأولى ورسم ملامح مسارات شخوصنا في هذه الحياة، حيث دفعت المعطيات اليومية لنضوجنا والسير نحو الأمام بخطى ثابتة، لم نحيد يوما عنها، وعن مواقفنا في الدفاع عن كرامة الأنسان وحقوقه وكل المظالم الجسيمة التي أحاطة به. هذا ما دفعنا بقوة نحو الرحيل كإعلان واضح وصارخ لموقفنا إتجاه سلطة تعسفية فاشية جلبت الويلات والحروب والتخلف والدمار والجهل الى العراق.
وما بين محطات المنافي، إستنهضت بكل ما لدي من وعي ودراية بأهمية الكتابة ودورها في فضح سلطة كانت تطاردني بشكل مرعب، فكنت أستأنس للشعر في رسم وطن خالي من الإستغلال والحروب ، وطن يصلح لطفولتنا وكل تلك الأحلام البريئة.
2- من قادك للطريق الشريف المتعب للسياسه؟
بالتأكيد كانت مدينتي السماوة بكل تفاصيلها التاريخية والسياسية والثقافية، قد دفعت بي نحو الإقتراب من السياسة لما كانت تعانيه من نقص في الخدمات وما كانت تطمح له، وايضاً عائلتي حيث ارتباطها في ذلك الصراع السياسي، حيث كانت عائلتي تتحرك بمعية مناصرة المظلومين ومعارضة سياسة العفالقة الفاشية. كما إن لإخوتي جاسم هداد ويوسف ابو الفوز من التأثير المباشر في التواصل الروحي الذي مازال مستمراً في ابعاده العامة حيث هجرتنا سوية نحو منافي الموقف ورفض التعسف والجور.
3- ماهي ظروف خروجك للمنفى؟
لم أجد من حيلة للتخفي، وقد ضاقت بلادي التي كانت تجر نفسها نحو التهلكة، وقد كثر المطبلين والإنتهازيون الذين صنعوا فيما بعد طاغية، لم يذكر قبله التاريخ من شبيه له ، وسيحكي التاريخ صور هذا الدمار والحروب، وعن أولئك الذين نراهم اليوم في شاشة التلفزة اليوم، بنفس تلك المفاهيم التي أسميها ” ثقافة البعث” التي يمارسها الكثيرون بوعي أو من دونه تحت مسميات كثيرة، لقد خرجت من العراق تعبيراً عن موقف وطني اتجاه ما كان يحصل في وطني من بطش وتعسف وحروب، وكي اعلن عن صوتي، وكي تبقى يديّ بيضاء من دون أن تلوثها براثين نظام جائر وانتهازيون صنعوا مجداً من رماد وطن.
4- كتاباتك بمن بدأت؟
بدأت بالوطن ـ وأول قصيدة لي ، كانت قصيدة فصحى، أوصلتها لأستاذي يحيى السماوي كي أحصل على رأي منه، ففوجئت بها موجودة ضمن مواد النشرة الثقافية الجدارية لمقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينتي السماوة ربيع عام 1977. ومنها أعتقد إنني بدأت الكتابة الفعلية، بخطى ثابتة، حيث كنت ومازلت مهتماً باللغة العربية الفصحى، إضافة لإهتمامي في كتابة الشعر الشعبي نقداً وشعراً ونصوص غنائية.
5- كتابك الشهير عن الادب الشعبي والذي احدث ضجه ايجابيه في شارع المتنبي سوق الادباء والمثقفين من كل المحافظات يتسوقون منه؟
نعم هذا ما وصلتني عنه من الأخبار والمتابعات الصحفية، والآراء المنشورة وتلك الممتعضة أيضاً، والتي تصلني كشتائم سخيفة أحياناً، كنت أنتظر من أصحابها بما يمتلكون من منابر ومؤسسات إعلامية ونجومية أسماء، أن يدحضوا تلك الآراء والوثائق التي تبنيتها وبينتها في كتابي الموسوم ” مدخل الى الشعر الشعبي العراقي” بإسلوب بحث علمي، كما سعيت نحوه ورسمته لنفسي، من اجل إعادة شئ من تلك الذائقة الجمالية الشعرية المفقودة في ساحة الشعر الشعبي العراقي، الذي أصبح المحرك الأساسي والأول هو مبدأ المقايضة من اجل المال والنجومية التلفزيونية الفضائية، لذا تفشى شعر المدح الرخيص، وأصبح شعر التصفيط والتصفيق ومنابر المكرمات على شكل عينات نقدية في ظروف مختومة بإسم رئيس هذا الحزب او ذاك، إنه شعر خالي من الصورة الشعرية والتفرد في الصيغة والوعي والموقف. ضاع الشعر وبقي ضجيج المال والمحسوبية ومفاهيم العشيرة والطائفة.
6- طموحاتك المستقبليه…؟
أن ألتقي بملحن عراقي ، اشاركه كتابة اغاني عراقية تجذب الجمهور نحو ساحة من الذائقة الجمالية، وأن تحافظ على خواص الأغنية العراقية وبيئتها.
7..واخيرا
باسم مؤسسة انكيدو ونشكرك وباسمي رئيس تحرير مجلة انكيدو الثقافيه الحره
لكم كل الشكر والتقدير أيها الشاعر الجميل.