لمن هذا الصوت الممتلئ بكل هذا المطر
المطر الغريب الذي تبثه المواسم الباردة
كنت قد أغلقت آخر نوافذي
وقلمت شجرة الروح
كي لا تسرح أغصانها
على مصاطب الأسى وأرصفة الوحشة
وما كنت أسيرة سوى لذكريات لا تهدأ.
قلت أقشرني منها وأخرج
متوزعة بين الضوء وبين السكون
متعبة أنا
لا أشير سوى لذكريات ميتة
خجلة أمام المرايا .
ألقي على مسامع الليل
آخر قصائدي وأسمع
همهمات النجوم الغاضبة.
لن أصدق هذا الغناء في عتمة الليل
وبعد أن تتغطى الرغبات وتغادر.
لن أطيل الوقوف هنا
سأنزع هذه النجوم الملتصقة بي
وأكتفي بمملكة
لا يضيئها سوى الألم الغريب
الذي تلده القلوب الحزينة
وتطلقه وحيدا في شوارع الغواية.