نذكر دائما عند حديثنا لوسائل الإعلام عن شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب في البصرة أنه أسهم في تطوير قابليات العديد من الشباب المتجه نحو الأدب والكتابة والتأليف وزاد من همتهم في ذلك لما يوفره من بيئة معرفية ملائمة مشجعة للعطاء الإنساني الذي عمل من أجل تدعيمه الشباب المخلصون في مؤسسة إنجاز البصرة للتنمية والتطوير بجهود قلما تجد نظيرا لها اليوم في العمل التطوعي.
ومن التجارب الواقعية التي تصدق على هذا المعنى الكاتب الشاب حسام علي مختص في حقل العلوم البيولوجية والذي تعرفنا عليه من خلال هذا المكان محبا للثقافة والفكر شغوفا بالقراءة وتطوير الذات طموحا متطلعا إلى منجز يضعه في رف المكتبة يفيد به الناس.
وقد شهدنا أولى خطواته نحو ذلك من خلال كتابه الأول( رشفة ساخنة ) والذي يتضمن مجموعة من النصوص الشعرية ؛ بعد ذلك نحا حسام لاتجاه معرفي آخر تمثل في بحث مختصر وافي حول الأبراج وبيان ماهيتها و حقيقتها للعامة من الناس بأسلوب ملهم جميل لما تتميز به العبارات من سهولة في الطرح وقوة في البناء والبيان ضمن كتابه الأخير الموسوم( الأبراج المزخرفة والكلمة الفصل بين الزيف و الحقيقة ) الصادر عن دار وتر للنشر والتوزيع الذي جرت مناقشته يوم الجمعة الموافق ١٥ / ٧ / ٢٠٢٢ على مسرح شارع الفراهيدي بحضور الرواد والمهتمين.
يتضمن الكتاب الذي يقع في ٩٠ صفحة مجموعة من الأبواب شملت الكلام حول الأصل الذي نشأ منه ما يعرف بعلم التنجيم في الحضارات والأديان القديمة وعلاقة ذلك بنبي الله إدريس عليه السلام الذي افرد (الكاتب)موضوعا خاصا للحديث عنه بما يتعلق و موضوع الكتاب كما وضح المقصود بالابراج اليوم وعددها ١٢ برجا وبين كيفية تحديدها وفقا لاشهر السنة الشمسية وأشار إلى الإختلاف بين التاريخ الحقيقي لدخول هذه الأبراج بين الماضي والحاضر نتيجة لحركة الافلاك.
كما أوضح أيضا العلاقة بين تأثير القوى النفسية الداخلية والسلوك الأنسان الخارجي وعلاقاتها بيما تتحدث عنه هذه الأبراج من توقعات وتكهنات مزيفة لا أصل لها سوى انها عبارة عن نصائح عامة وملاحظات يحتاجها كل إنسان.
ويخلص الكاتب في نهاية بحثه إلى هذه الحقيقة من خلال قطعة وضعها على الغلاف الأخير والتي وسمت بعنوان الأبراج المزخرفة “كتاب لا يمسه المنجمون ” ، ويقصد من وراء ذلك ومن خلال عرضه للأبواب أن التنجيم وما يعرف بالابراج محض زيف وليس علما كما يسوقه البعض.
و اذا ما تحدثنا عن الإجرام و والكواكب والنجوم في هذا الفضاء الواسع لمعرفة خواصها وحركتها وما هيتها فنحن فعلا نكون أمام علم حقيقي له قواعد و أسس رصينة عدت من أجلها جامعات وكليات ومراكز حول العالم هو ( علم الفلك ) وما عدا ذلك لا قيمة له ضمن مفهوم العقلاء .
واختتمت المناقشة بحفل توقيع الكتاب الذي أقبل على اقتناعه اغلب الحاضرين وسط رجاء مخلص للكاتب في التوفيق والنجاح والتطور.