موضوع مثير للأشمئزاز قطعاً لكل عاقل لبيب ، يدفعه تساؤل أكثر أشمئزازاً ، هل أنتصرت القاعدة في العراق ؟ وماهي أوجه هذا النصر ؟ .. من المعروف في القاموس العسكري أن نجاح الحرب النفسية تدخل ضمن أهم مقومات الأنتصار الحقيقي للحروب الحديثة ومن ضمن ستراتيجاتها المهمة ، وقد تعتبر نقطة الشروع الحقيقية بل وساعة والصفر في بدءها حيث تستهدف تلك الحرب أوسع شريحة ممكنة من الشعوب بعيداً عن ساحات القتال وازيز المدافع .. والهدف هو قطع خطوط الأمداد المعنوي والنفسي للمقاتلين على خطوط التماس الحقيقية ، وكذلك لخلخلة الوضع الداخلي للبلد طمعاً في تحقيق مكاسب نفسية مؤثرة بعيداً عن الألتحامات العسكرية المباشرة .
فالنصر لم ولن يكن مرهوناً في أرض المعارك دائماً ، حين تختزله المواجهات العسكرية هنا وهناك ، بل النصر أن يبدأ بالعمل على فك إرتباط القادة بشعبهم من خلال فرض طوق هائل من الخوف يؤدي بالتالي الى توليد عزلة شديد تمنع ألتصاق قادة الرعية برعيتهم وبذلك يكون هذا الطوق قد ولد العقد النفسية وأثار النعرات على أختلافها وأقام الحد على تلك العلاقة التي من المفترض ان تكون من أسس قوة الأوطان .
وفي العراق خلقت القاعدة بشكل مثير حاجزاً صلداً ومانعاً للرؤيا بين القادة السياسيين والحكوميين مع الشعب .. حيث كانت عقد الخوف التي تلازمهم على طول الخط سبباً في عزلهم داخل الكانتونات المحصنة التي يسكنوها مع حاشيتهم بعيداً كل البعد عن تطلعات وآمال الجماهير العريضة التي تنتظر منهم بفارغ الصبر احتواء أزمة النفوذ السياسي وعناده وعدم محاولة الالتفاف على شجرة الديمقراطية الغضة في البلد والاستفادة من الفرص التي هيئتها لهم الأصابع البنفسجية بكل أشكالها وطوائفها والإسراع في التبادل السلمي للسلطة بعيداً عن كل الخطوط الحمراء التي خطتها الأجندات الخارجية على بعضهم البعض .
والقاعدة قد لم تتمكن من إحداث نصراً عسكرياً ملحوظاً بأستثناء التمرغ في دماء أبرياء الوطن من أطفال وعجائز وشيوخ إلا أنها تعمل بجدية مفرطة على زعزعة ذلك الارتباط بين القادة السياسيين والشعب وهذا هو أهم أنتصار بعيداً عن كل التفجيرات التي تحدث بصورة شبه يومية على الرغم من أن التصريحات التي تطلق بين الحين والآخر تشير ، بموثوقية عالية، الى أحتضار القاعدة في العراق وبأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وكانت تلك التصريحات منذ سنتان تقريباً من مسئولين عسكريين أمريكان وعراقيين أبان قتل الزرقاوي لعنه الله لحقتها التصريحات التي تزامنت مع قتل البغدادي والمصري لعنهما الله ! إلا أن أتساع مساحة الأستهداف الأخيرة أثبت أن القاعدة وأذنابها لا زالت تمتلك زمام المبادرة ولازالت قابلياتها الأستخبارية التكتيكية قائمة والتخطيط المبرمج مع التنوع في العمليات لضرب كل شيء حي متحرك أو جامد على أرض العراق يشهد نمواً ملحوظاً .. إن تنوع الهجمات من كواتم وحرائق مفتعلة وعبوات ناسفة ولاصقة وتفجير منازل وحرق جثث الشهداء من الشرطة وقتل رجال المرور دليل على أننا لازلنا في بداية مرحلة جديدة من التحديات التي فرضتها واقعاً علينا العملية السياسية وما يحدث من تناحر سياسي مقيت على السلطة وما ولّده من فراغاً أمنياً مناسباً لظهور الخلايا النائمة من سباتها لتمارس دورها في زيادة عزلة السياسيين عن شعبهم وضرب أهم حلقات الثقة بين المواطن ورجال الأمن من جهة والحكومة من جهة أخرى .
لقد دأبت القاعدة على أستغلال الأزمات التي تحدث في الوطن أستغلالاً مثالياً في زيادة تلك الفجوة القاتلة في العلاقة بين الشعب والحكومة وكذلك فأن أستهدافها للشرطة العراقية ومهاجمة مواقعهم وسيطراتهم ومحاولة سيطرتهم على مناطق مهمة من العاصمة ما هو إلا دليل واضح على أننا قد دخلنا في خضم تحد جديد ومن نوع آخر ساهمت إيجاده حالة (التراخي) الواضحة لدى وحداتنا العسكرية والسيطرات التي تحكم قبضتها على المدينة حيث تلاحظ وبوضوح مؤلم أن بعض السيطرات الأمنية من الوحدات المختلفة أنتابتها تلك الحالة وما مشاهدة أسلحتهم المركونة على الكتل الكونكريتية وحالة اللامبالات من بعض العسكريين ولهوهم بأجهزة الهاتف النقال أو التجمهر للتسامر أو الانزواء بعيداً عن سيطراتهم بفعل حرارة الشمس القوية إلا دليل على أن اصطيادهم بالكواتم أسهل من أصطياد طائر في السماء.
لقد وضعوا أيدهم عن الزناد في وقت هم أشد الحاجة فيه للحيطة والحذر كونهم يحملون في أعناقهم أمانة مصير وطن وشعب وما أثقلها من أمانه وما أضعفه من مؤتَمن ، وعلى القيادات الأمنية ان لا تكترث كثيراً بتصريحات السياسيين من عراقيين وأمريكان فأغلب تلك التصريحات تعطي الأنطباع بأنحسار التهديد وما هو إلا انحسار وهمي تتخلله عمليات تخطيط دقيقة لأختيار الأهداف الجديدة المتنوعة عن سابقتها وتوجيه الضربات بعد أن تسببت فترة الهدوء النسبي في فرض حالة التراخي الغير مبررة لدى السيطرات ونقاط التفتيش ومن ثم تبدأ عملية المباغتة في التنفيذ وسط ذهول وهبوط معنوي لدى أبناء الشعب تتبعها تصريحات مختلفة تجتنب الحقيقة في الكثير منها ولا تمثل سوى سرد أخباري أحصائي عن الحادث دون الدخول في تفاصيله وتقييم موضوعي لأسباب حدوثه .. فمثلاً كيف تمكن شخص من أغتيال مجموعة من رجال الأمن العراقيين في موقعة الأعظمية الأخيرة والتحرك بهدوء لسكب البنزين على جثث الشهداء الطاهرة وحرقهم أمام أنظار أهالي المنطقة .. أنهما عنصرا التراخي والمباغتة لا أكثر ! العنصران المتلازمان اللذان يجب أن يكونا في الحسبان دائماً فأي حالة تراخي ووضع اليد عن الزناد سيتبعه مباغتة بهجوم على نقطة التفتيش تلك …. نعم انها مسؤولية جسيمة ولكننا على ثقة تامة بأنه على الرغم من أن التهديد قائم فلدينا أيضا العقول المخططة والمدبرة فنظام مراقبة دقيق على السيطرات ، لمصلحتهم ، كفيل بابقاءها على أهبة الأستعداد دائماً كما أن تقليص فترات المناوبة للعسكريين في المواقع له دوره الفعال في زيادة تركيزهم في حال تقليصها ، نحن لا ننكر مطلقاً الجهود الكبيرة التي يذلها رجال الأمن على أختلافهم ولكننا نطمع في أن يتحقق الأمن الكامل في الوطن لأن هذا الوطن وشعبه بحاجته أكثر حتى من رغيف الخبز .
وفي العراق خلقت القاعدة بشكل مثير حاجزاً صلداً ومانعاً للرؤيا بين القادة السياسيين والحكوميين مع الشعب .. حيث كانت عقد الخوف التي تلازمهم على طول الخط سبباً في عزلهم داخل الكانتونات المحصنة التي يسكنوها مع حاشيتهم بعيداً كل البعد عن تطلعات وآمال الجماهير العريضة التي تنتظر منهم بفارغ الصبر احتواء أزمة النفوذ السياسي وعناده وعدم محاولة الالتفاف على شجرة الديمقراطية الغضة في البلد والاستفادة من الفرص التي هيئتها لهم الأصابع البنفسجية بكل أشكالها وطوائفها والإسراع في التبادل السلمي للسلطة بعيداً عن كل الخطوط الحمراء التي خطتها الأجندات الخارجية على بعضهم البعض .
والقاعدة قد لم تتمكن من إحداث نصراً عسكرياً ملحوظاً بأستثناء التمرغ في دماء أبرياء الوطن من أطفال وعجائز وشيوخ إلا أنها تعمل بجدية مفرطة على زعزعة ذلك الارتباط بين القادة السياسيين والشعب وهذا هو أهم أنتصار بعيداً عن كل التفجيرات التي تحدث بصورة شبه يومية على الرغم من أن التصريحات التي تطلق بين الحين والآخر تشير ، بموثوقية عالية، الى أحتضار القاعدة في العراق وبأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة وكانت تلك التصريحات منذ سنتان تقريباً من مسئولين عسكريين أمريكان وعراقيين أبان قتل الزرقاوي لعنه الله لحقتها التصريحات التي تزامنت مع قتل البغدادي والمصري لعنهما الله ! إلا أن أتساع مساحة الأستهداف الأخيرة أثبت أن القاعدة وأذنابها لا زالت تمتلك زمام المبادرة ولازالت قابلياتها الأستخبارية التكتيكية قائمة والتخطيط المبرمج مع التنوع في العمليات لضرب كل شيء حي متحرك أو جامد على أرض العراق يشهد نمواً ملحوظاً .. إن تنوع الهجمات من كواتم وحرائق مفتعلة وعبوات ناسفة ولاصقة وتفجير منازل وحرق جثث الشهداء من الشرطة وقتل رجال المرور دليل على أننا لازلنا في بداية مرحلة جديدة من التحديات التي فرضتها واقعاً علينا العملية السياسية وما يحدث من تناحر سياسي مقيت على السلطة وما ولّده من فراغاً أمنياً مناسباً لظهور الخلايا النائمة من سباتها لتمارس دورها في زيادة عزلة السياسيين عن شعبهم وضرب أهم حلقات الثقة بين المواطن ورجال الأمن من جهة والحكومة من جهة أخرى .
لقد دأبت القاعدة على أستغلال الأزمات التي تحدث في الوطن أستغلالاً مثالياً في زيادة تلك الفجوة القاتلة في العلاقة بين الشعب والحكومة وكذلك فأن أستهدافها للشرطة العراقية ومهاجمة مواقعهم وسيطراتهم ومحاولة سيطرتهم على مناطق مهمة من العاصمة ما هو إلا دليل واضح على أننا قد دخلنا في خضم تحد جديد ومن نوع آخر ساهمت إيجاده حالة (التراخي) الواضحة لدى وحداتنا العسكرية والسيطرات التي تحكم قبضتها على المدينة حيث تلاحظ وبوضوح مؤلم أن بعض السيطرات الأمنية من الوحدات المختلفة أنتابتها تلك الحالة وما مشاهدة أسلحتهم المركونة على الكتل الكونكريتية وحالة اللامبالات من بعض العسكريين ولهوهم بأجهزة الهاتف النقال أو التجمهر للتسامر أو الانزواء بعيداً عن سيطراتهم بفعل حرارة الشمس القوية إلا دليل على أن اصطيادهم بالكواتم أسهل من أصطياد طائر في السماء.
لقد وضعوا أيدهم عن الزناد في وقت هم أشد الحاجة فيه للحيطة والحذر كونهم يحملون في أعناقهم أمانة مصير وطن وشعب وما أثقلها من أمانه وما أضعفه من مؤتَمن ، وعلى القيادات الأمنية ان لا تكترث كثيراً بتصريحات السياسيين من عراقيين وأمريكان فأغلب تلك التصريحات تعطي الأنطباع بأنحسار التهديد وما هو إلا انحسار وهمي تتخلله عمليات تخطيط دقيقة لأختيار الأهداف الجديدة المتنوعة عن سابقتها وتوجيه الضربات بعد أن تسببت فترة الهدوء النسبي في فرض حالة التراخي الغير مبررة لدى السيطرات ونقاط التفتيش ومن ثم تبدأ عملية المباغتة في التنفيذ وسط ذهول وهبوط معنوي لدى أبناء الشعب تتبعها تصريحات مختلفة تجتنب الحقيقة في الكثير منها ولا تمثل سوى سرد أخباري أحصائي عن الحادث دون الدخول في تفاصيله وتقييم موضوعي لأسباب حدوثه .. فمثلاً كيف تمكن شخص من أغتيال مجموعة من رجال الأمن العراقيين في موقعة الأعظمية الأخيرة والتحرك بهدوء لسكب البنزين على جثث الشهداء الطاهرة وحرقهم أمام أنظار أهالي المنطقة .. أنهما عنصرا التراخي والمباغتة لا أكثر ! العنصران المتلازمان اللذان يجب أن يكونا في الحسبان دائماً فأي حالة تراخي ووضع اليد عن الزناد سيتبعه مباغتة بهجوم على نقطة التفتيش تلك …. نعم انها مسؤولية جسيمة ولكننا على ثقة تامة بأنه على الرغم من أن التهديد قائم فلدينا أيضا العقول المخططة والمدبرة فنظام مراقبة دقيق على السيطرات ، لمصلحتهم ، كفيل بابقاءها على أهبة الأستعداد دائماً كما أن تقليص فترات المناوبة للعسكريين في المواقع له دوره الفعال في زيادة تركيزهم في حال تقليصها ، نحن لا ننكر مطلقاً الجهود الكبيرة التي يذلها رجال الأمن على أختلافهم ولكننا نطمع في أن يتحقق الأمن الكامل في الوطن لأن هذا الوطن وشعبه بحاجته أكثر حتى من رغيف الخبز .
zzubaidi@gmail.com