أُحِبُكَ حَقاً
فلا تَستَبيحَ انتِشائي
تَسَلني.. لِماذا أُحِبُ.؟
وَكَيفَ أحُب.؟
فَهَل يَستطيعُ الرُجوعُ المَطَر
إِذا ما انْهَمَرْ.؟
وَكَيفَ تُداري زُهورُ الرَبيعِ
عَبيرَ العُطورِ
إِذا ما شَذاها انتَشَرْ..!
أُحِبُكَ أنتَ.. لأنَكَ أنتَ
فَأنتَ النَسائِمُ وَقتَ الهَجيرِ
وَترتيلُ شَدوٍ بَديعُ الصُوَر
وأنتَ النَدى فَوقَ جَدْبِ الَليالي
مَراسيلُ عِشقٍ، وَدُنيا زَهَر
وأنتَ الشِتاءُ دَعاني فَجِئتُ
كَلَحنٍ يُعانِق رَجفَ الوَتَر
وأنتَ المَراكِبُ تَمضي بَعيداً
أما أجْهَدَتكَ طُقوسُ السَفَرْ..؟
تَضَوَّرتُ شَوقاً زَماناً طَويلاً
أما آنَ أن “يَستَجيبَ القَدر”.!
وَيوماً تَجيءُ، تُضيءُ السَماءُ
وَنِصفٌ مِن العُمرِ يَبقى أَثَر
أتَيتَ فَأكمَلتَ نِصفي الجَديدِ
فَأينَعَ عُودي، بَأحلا الثَمَر
بِكَفّيكَ دُنيا صَفاءٌ وَمَهدٌ
وَأحلامُ طِفلٍ يُحاكي السَحَر
وَأرْجَعتَ عُمري لِنَبضٍ شَفيفٍ
وَكانَ تَناثَرَ.. كانَ انْدَثَر
وَغَنيتَ لي أُغنِياتُ المَنامِ
وَأطلَقتَني مِن سُجونِ الضَجَر
صَعَدنا مَعاً فَوقَ ظَهرِ الغَمامِ
وَأسكَنتَني في شُعاعِ القَمَر
لأَنسى انسِحاقي، وَأنسى احتِراقي
وَتَبقى سِياجي، وَتَبقى الأَثَر..
أنا طِفلَةٌ أتعَبَتني الحَياةُ
وَعانَيتُ ما لَم يُعاني بَشَر
فُؤادي نَقِيٌّ.. وَحَظي شَقِيٌّ
تَحَمّلت ما لا يُطيقُ النَظَر
أُحِبُكَ..
لا.. لا تَسَلني بَريئاً
لِماذا.. وَكَيفَ.؟
فَأنتَ الحَقيقَةُ.. أنتَ البَصَر
حَنانَيكَ خُذني أعيشُ الحَياةَ
كَلَحنٍ تَعَشَّقَ شَدوُ الوَتَر
وَأصبَحتُ أَهوى جُنونَ الشِتاءِ
وَقَصفَ الرُعودِ، وَعُريِّ الشَجَر
حِصارُكَ أَحلا مَيادين عُمري
فَأنتَ مَلاذي.. وَلا مِن مَفَرْ
لِماذا أُحِبُكَ يا بَعضَ عُمري..!
تَسَلني لِماذا..؟
لأَنَكَ حينَ اشتِعاليَ حُزناً
تَصيرُ لِقَلبي رَذاذَ الصَباحاتِ
قَطرَ المَطَر..
وِيوماً يَصيرُ الغِناءُ نُواحاً
تُهادي استِيائي الحَزينِ
شِغافَ الوَتَر
لأنَكَ لَو حاصَرَتْني الرَزايا
وأَعلَنتُ بُعداً
تُباعِدُ بَيني وَبينَ السَفَرْ
لأنَكَ حينَ اكتِواءُ الحَوادِثِ
تَجتاحُ عُمري
أَراكَ أَماني.. وَأحلا مَقَرْ
لأًنيَ أُنثى أَتوقُ لِصَدرٍ
يُداري ارتِعاشي أَماناً
وَشَوقاً
أراكَ لِعُمري قَدَر
لأنكَ تَحنو عَليَّ كَثيراً
تَغارُ.. وَأعشَقُ في مُقلَتيكَ
جُنونُ الصُوَر
لأنكَ حينَ اشتِياقي إِليكَ
ألاقيكَ سَيلاً وَنَبضاً وَشَوقاً
كَشلالِ دِفءٍ عَلا وَانهَمَر
أُحِبُكَ..
ليسَ أمامي اختِيارٌ
فأنتَ الحَقيقَةُ.. أنتَ النُذُر
وَقَد أعلَنَ القَلبُ هذا القَرار
فَهل بَعدَها نَستَعيدُ الفِكَر.؟
فَكُنْ بِالقَرارِ رَفيقاً لِدَربي
فَبُعدُكَ مُرٌّ.. وَبُعدي أَمَرّ
وَما كانَ قَبلُكَ مِن ساكِنٍ
لِلَيلي الطَويلِ
وَلا مِن حَبيبٍ رَفيقَ السَهَر
أُحِبُكَ
فَوقَ احتمالِ الخَلايا
فأنتَ الرُسومُ وأحلا الصُوَر
أُحِبُكَ
فَوقَ اِحتِراقُ القَوافي
وَفَوقَ اشتِعالي.. وفَوقَ الشَرَر
أُحِبُكَ
صَدراَ دَفيئاً أَميناً
لأنكَ تَحوي طُيوفَ الرِجالِ،
وَفَنَّ الظَفَر
وَأنتَ سِواري وَعِقدي وَسِجني
فَهلْ أَشتَهي غَيرُها يا قَدَر.؟
أُحِبُكَ
أنتَ جَميعُ الرِجالِ
وَكَم أَشعَلَتني الرُعودُ ارتِعاشاً
وَكُنتَ المُؤثِّر.. كُنتَ الأَثَر
وَهذي حَياتي
وَألوانُ قَلبي..
فَسَلني لِماذا
عَلى خَفقِ رُوحي يَطوُف البَياضُ.؟
أقولُ..
لأَني تَذَوَّقتُ مِنكَ ارتِواءً
وَأحسَستُ أني وَأنتَ
خُلِقنا لِنَحيا
طُقوسَ الوَفاءِ
نَسيجاً فَريداً
كِلانا .. وَلا مِثلُنا في البَشَر..