يا وسنَ القمرِ وسِّرَ خُسُوفِهِ
لا تَلُمْ مَنْ يتَوارى عن ضِياءاتِ طيفِكَ،
فكَمْ رافَقتَنا في ليالينا الشائِكة ،
لا تأبَهْ، ولا تَكُنْ مُجرَدَ محطاتِ انتظارٍ،
إختَرقْ مشارِفَ الدروبِ
أيقظِ الضمائرَ النائمةَ
حرِرْ مقاصِلَ الوقتِ
فقد هبَّتْ نسائمُ التغيير وحانَ وقتُنَا
لننسُجَ مَدائْنَنا الفاضِلة!!
على خُطى الأوطانِ
لا تُضَلِّلْ كواكِبَكَ المُهاجِرةَ لِئلا تتوهَ في فيافي الفضاء !!
فيَأكُلُها الغُرَباء ويُردِيها الظلامُ وعتماتُ الأمكِنةِ ،
دعها تحلُمُ بالحياةِ
لِتحيا وتطوفَ في أرجاءِ مُدُنِكَ الفاضِلة !!
عندما يحُلُ الغُروبُ وقبلَ أنْ يلُفَكَ التيهُ
هلّلْ بِحكاياكَ على أبناءِ الزمانِ
عن جِدارياتِ كواكِبَكَ المُزركشةِ
وكيفَ تركَتْ للتاريخَ كلَّ إبتساماتِها
وكيفَ تَعَلَمتِ التحليقَ مع أجنحةٍ مُتَكسرةٍ
وكيفَ احتدمَ الصراعُ
وأصبَحنا مُتأرجِحينَ ما بينَ الخُروجِ من أجفانِ الموتِ ومرايا الولادةِ الخالدةِ، الصاعدةِ إلى السماءِ بِشَدوٍ ثَقَبَ مُقَلَ الغيمِ،
فرَمَتنا بِآبابيلِ التَأويلِ جَعَلَنا كَعَصفِ مأكولٍ،
حتى غامَتْ مُدُنُكَ الفاضِلة!!