-ما بك دموعك تنهمر ،أتحسٌ بحاجة إلى البكاء؟
-قد يكون البكاء من حالة رثاء ،او بكاء على القسمة ،او بكاء من الفرح.
-واين انت من هذه الاوصاف؟
-لنترك هذه الاوصاف!
-إذن لماذا البكاء ؟
-هذه قصة الكاتب والقاص الامريكي بن لوري في حوار اجرته معه عن الكتابة الادبية / ترجمة جريدة الزمان .
-وما علاقة ذلك بالبكاء ؟
-حين سئِل عن معرفة أنٌ القصة التي كتبها ناجحة.
-وماذا قال؟
-قال:اعرف ذلك حينما تنهمر دموعي على نحو مفاجيءبعد الإنتهاء من السطر الاخير !
-وما تريد ان تقول في ادبنا الشرقي عن البكاء الادبي؟
-اجده نادرأً في كتاباتنا بعد التغيير .
-كيف .
-لانٌ اكثر نهايات العمل الادبي في القصة ؛أما تنتهي بتوجهات اجتماعية أو تختمها السياسة وفروعها في الفساد ،وتسلٌط القوي على الضعيف ،او نهاية تترك القارئ ان يقول رايه فيها.
-والبكاء الادبي!
-اراه في الذائقة الجمعٌية من ذلك الشعر الشعبيٌ وإنفعالاته؛وهو ما يظهر على برامج القنوات وفي بلدنا الكثير منه يدخل في البكاء الادبي ،وقد تجد من يسمعك ذلك في اليوم التالي .
-ولماذا هذا الفرق؟
-اكثر الناس تجد القصص مطروحة على مسرح الحياة ،يسندها الواقع ،وتخرج نتائجهابكلمة صحيح ..صحيح.
-ودور القاص في مؤلفاته .
-قد يكون ضعيفاً في دوره للمجتمع ،لانهٌ يكتب إلى نخبة من القرٌاء المثقفين ، ،والمتابعين للحركة الادبٌية .
-تقصد هو بعيد عن المجتمع!
-لا.. هو ابن المجتمع،ولكن خلاصة كتاباته قد تشعبت بين التحولات الجنسية ،والادب النسوي ،وقصص ما بعد الحداثة .
-وهذه لماذا لا يشملها البكاء الادبي ؟
-إعلم إنٌ الادب غير ملزم بجعل الفرح أو البكاء بعد نهايات القصة .
-وكتاب (الإحساس بالنهاية )تاليف فرانك كرمود /دراسات في نظرية القصة أليس فيه ما يؤيٌد العنوان؟
-هو فيه عن الزمن ،والتكوين الإنساني ،وما يذكره وليام جميز في مقدمة رودريك هدسن في الحقيقة،وفي العالم فلا تقف العلائق عند حدٌ ما .
-نستنتج من ذلك إنٌ البكاء الادبي قد يكون سذاجة من المؤٌلف بدوافع الضحك بنهاية قصٌته.
– الغايات كثيرة ،وما تنتجه المطابع يحتاج إلى تمحيص ،ودراية في دواخل المؤلٌف .
-اذن ما رايك بالقصص الديني ؟ألا تحتمل البكاء الادبي .
-هي دخلت ادبنا في بداية السنة الهجرية في وقتنا الحاضر .يوم تلبس المدن الحداد ؛وتضاء الانوار في ليالي ذلك الشهر وتبدا القصص تتناقل من مكان إلى آخر .
-وهنا ما دور المؤٌلف في نهاية تلك القصص؟
-هنا الامر يبدو متباينأً في اماكن متفٌرقة بين الإسترسال بها ،او العزوف عنها .
-ومناطق أخرى تجد المآساة في المعيشة ،والفقر الذي لا ينتهي!
-هذا ما اردت ان اقوله إنٌ ٍ البكاء الادبي ٌفي مؤلفاتنا لا يخرج عن هذين النطاقين .
-اظنٌ إننٌا اقتربنا من علاقة عنوان السطور مع ما ينتج من عمل ادبي .
-اظنٌ ذلك.
مقالات ذات الصلة
14/10/2024