كنت في ذاك الحين مجرد طفلة لا تعرف من مفاصل الحياة شيئاً سوى ان الزواج رجل وبيت وسعادة ولم اكن اعرف حينها حتى معاني تلك الكلمات بعمقها الحقيقي .
كان حينها كل شيء وردياً ويطيرُ كالفراشات وكأني في عالم أليس في بلاد العجائب .
كنت ذات 18 ربيعاً . مالي وللزواج وحياة النساء البالغات !!
لكن هكذا المرأة في مراهقتها ونسبةً لمحيطها وما تتلقاه من مجتمعها والنساء البالغات حولها .
للأسف كن يكتمن الحقائق وإلاَّ لم تكن منا عاقلة لتتزوج وتنجرف إلى عالم يحتاج إلى الكثير من الحنكة وسرعة البديهية والتحمل مما لا نعرف عنهن شيئاً .
وجاءت لحظة التعاسة التي تصورتها قمة السعادة وأنا ارتدي فستاني البلوري كسندريلا لكني للاسف لم اضيع فردة حذائي واهرب حينها .
وأبتدأت رحلةُ الألفَ ميل التي لم تنتهي لحد أنفاس الكتابة هنا .
رحلة المعاناة التي كشرت عن أنيابها منذ الأسابيع الاولى للخطوةِ الاولى ، فكان شهريار زمانهُ خيبة أمل بحجم الاسى ، بحجم الكون ، خيبة جعلت من الحياةِ كابوسٍ لا يطاق ، لكن بنفس الوقت خلقت مني ما أنا عليه الأن .
كنا نسير بالضدِ كأقطابٍ متنافرة لا تلتقي إلاَّ بشقِ الأنفس قافزة على قانون الطبيعة لضرورات الحياة وزعيق المجتمع الذي ينظر للأمورِ بعينٍ واحدة ، تجعل من رؤاه رؤى سطحية بعيدة عن التجسيم الحقيقي للدروب التي نكنسها بأعمارنا يوماً بعد يوم .
العزاء الوحيد أن ذاك القرار المراهق ( الكارثي بكل ما تعنيه الكلمة ) في خوض تجربة ما يدعى بزواج أنه خلق من المراهقة امرأة ناضجة، حكيمة وقوية .
كم عانيت من السيرِ منفردة في درب صنع الذات.
نعم . كانت الدروب غير معبدة وليست بكل تأكيد خالية من المطبات ، لكن ما نواجهه من صعوبات هو من يصنع منا أُناساً مُختلفين . اختلافٌ ايجابي .
أنا مدينَةٌ لكل المطبات التي واجهتها لان كُلاً منها اضاف لي معرفة لم تكن متاحة لي من قبل .
نعم . فالتجارب التي نخوضها تشبهُ المحاضرات التي تختلف بطبيعة الحال عن المحاضرات الجامدة التي نتلقاها في المدارس .
الحياةُ لُغزٌ كبير
ونحنُ تائهين في دوامةِ هذا اللغز
نحاولُ أن نكتشفَ الحل .
لكن السؤال الأهم
هل سنكتشفُ الحلَ يوماً ؟
مقالات ذات الصلة
14/10/2024