(امي على البير .. ها ها.. وامك على البير ).. كان يصدح بتلك الاغنية الشهيرة الهابطة .. وهو يسوط الحمار في عربة شاخ بدنها وادمنت العويل … في شوارع الريف المتعرجة.. انه في طور التدريب على قيادة العربة .. الحمار يشعر بذلك فيتوقف .. يتحمل السياط ولا يتحرك .. تمشى قبيل عصر تموز وخلفه مراهقتان وشابان في الريف الذي بدا يستعد للتصحر .. وفي بقعة من العاقول احس بشيء تحت القميص .. يشبه الدبيب على ساعدة فصير من سبابته وابهامه شبه دائرة وخرط قميصه بقوة للاسفل فسقط منه عقرب اصفر< كاد يقتلك> قالت سلمى .. اما امجد البشوش فقد سارع لنعاله واجهز عليه وهو يضحك ..
على مساحة مرتفعة تقدر بثلاثمائة متر سيبنون منزلا من الطوب .. يقع على بعد عشرة امتار من نهير صغير ..منذ الثامنة صباحا حتى اذان الظهر يعجنون الوحول ويصنعون كتلا طينية بقوالب واسعة .. يساعدهم اربع فتيات من الاقرباء .. مراهقتان وصغيرتان ..وقبيل صلاة الظهر او في وقتها يتقدمون موحلين ساخرين ويغطسون جميعا في النهر بملابسهم .كانوا يهرسون الجص في صفائح صدئة ربما تشترك ستة ايد بذلك ,, تتشابك الايدي اسفل الصفيح تحت حجاب الجص ويمر تيار في الاجساد .. كانت <سهيلة> حنطية معتدلة القامة وقد بدا صدرها يثور على التسطح ويتكور بنضوج متسارع .. لكن مازن يكلس التيار.
ومر بهم وهم يعملون شاب اسمر في العشرين ,خانس, واخذ يساعدهم فقال اكرم < لا بد ان يكون الاساس قويا ليستقيم البناء > فنظر الشاب وهو يجلس القرفصاء ويداه تعبثان بالقش .. نظر الى مراهق جميل توقف قربهم (نعم لابد من اساس قوي ) قالها وهو يحدج الشاب الذي ابتسم فاضاف (لازم خلفة متمرس يصنع اساس متين ..)وابتسم للشاب الذي اغضى في لمسة خجل لا تبين .. وتخيلهما اكرم يندسان في ظلمة النخيل في قاع السواقي المتيبسة ويخرجان معرقين يلهثان ..
ـــ (لو انهم فتيات لكانت فضيحة ..) تخاطب العجوز ام ازدهار بنتها وقد لحظت اربعة من صغارها عراة , تماما ,على جرف النهر يعبثون فرحين ,اشهرا تهجرهم احتجاجا على ام زوجها ..( رغم الجوع والسقف الذي يقطر المطر منه رغم .. ولا شيء الا قدران من الفافون وطاوة مفحمات وبطانية وشبه اغطية مشققة مبقعة بالبعوض وبول الصغار وعباءة صمدت منذ زواجهما قبل عشر سنين .. لاتكف امه عن اللوم والصياح والشجار كأنها تحتاج رجل .. والله اتمنى يخطبونها ..فتتذوق الصفع فجرا وظهرا وعند صلاة المغرب .. لترتاح فارتاح …) تناجي نفسها ازدهار وكلما زعلت ياتي ليلا متسللا بين النخيل زوجها الرعديد بناء على موعد محدد ويترك جسدها النحيل خاويا في تلك الظلمة قرب فرع من النهر مخضر تحتله الطحالب.. دون ان يتذوق قوة البياض على الجسد النابض وجمال العينين الناطقتين ابدا ,وجمال الابتسامة ..هكذا انجبت ثلاثة اولاد اثر لهاثه الصاهر على صدرها المكور . تمر بهم صباحا وهم يدوسون اكوام الطين .. تهمس بطرائف جنسية فتنفجر الصبيات بموجة من الضحك حتى تسيل الدموع من بعضهن ..
الدكان الوحيد يتوسط الطريق المعبد الطويل .. طريق حفرته العجلات العسكرية والمزمجرات والشاحنات الثقلى .. على جانبيه تستقر البساتين المكشوفة او المسيجة بالقصب والاسلاك او بالسعف المتيبس او بالجدران من البلوك الاسمنتي او المحمية بجدران من الطين الذي قاوم جنون المطر لسنوات حتى ان احدى اعمدة الكهرباء اتكأت عليه واستقرت اثر عاصفة . بساتين في موسم التصحر او الذبول هي ربما اخر البساتين التي تذكرنا بالريف .. حتى انهارها المسودة من السمك ايام زمان والتى كانت تصاد بالدشاديش قد فرت او انقرضت .
الدكان وصفة للتنوع ومختصر لاختصاصات متنوعة وحّدت بمكان واحد : المنجل والازرار, المثلجات والديرم ,طب الاعشاب والتمور الفحم وجلود الصوف الملابس للصغار والداخلية للمتزوجات.. القصب والجت .. ايات عن الحسد وصور لراقصات .. المكسّرات وجمار النخيل… صاحب المحل شبه احدب قصير اسمر عيناه واسعتان تحدقان بقوة وتنعسان فجأة .. انه ابو لؤي المخروطي .. رجل في الثلاثين .. في البداية استأجر محلا مشيدا من الطين ثم اشترى بيتا من الطابوق اوسع واقتطع منه قطعة للدكان … ورغم لوحة كتبت بخط بدائي (الدين ممنوع ) فقد كان يبيع لاكرم بالدين ولا يساله التسديد مهما طالت المدة .. في ايام القحط تلك حدث ابو لؤي وهو يتبسم مسبقا مكورا اصابعه كمن يمسك كرة معدلا من ازرار دشداشته وعيونه تشع لانه يعرف مسبقا تأثير طرفته وحتما سيسيل دمع اكرم .. <بيت ابو امجد تعرفهم > ..
ـــ أي.. امهم تاخذ الخيرة بالقران وتكشف المستقبل بالمسبحة حتى انها كشفت موقع ذهب يقدر بكيلو قد سرق لجارة لها .
ــ امس الظهر ..ابنها المراهق امجد رأى ديكا وقت الضحى دخل بيتهم .. فاغلق عليه الباب وطارده وحصره في زاوية الصريفة وامسك به وذبحه .. ومن اشهر ولاول مرة يذوقون طعم اللحم .. ههههه .. اليوم .. صباح اليوم بحثت عائلة ابو رامز عن البطة ولم يجدوها فاخذوا يجوبون الدرابين صائحين : ( من رأى بطة تائهة رصاصية انها منذورة للامام .. امهم تجوب وهي تسح صغيرا متسخ الانف وتعدل من حجابها وهي تنادي ولا احد يجيب حتى مرت باحد البيوت هههه فرات ريش بطتها متكوما قرب سطل القمامة فلطمت الخدود وطرقت عليهم الباب بعنف وهي تصرخ بهم (عدكم البطة .. ).
لم يتمالك امجد نفسه وغرق بصوت مرتفع…
ـ بالمناسبة ابو لؤي اشتريت بلبلا بريا يغرد بنغمة واحدة فكيف الون لسانه ؟
ــ اكثر من طريقة :انت اشتربلبلا يغرد بنغمة او نغمات اخرى ولا تجعله يراه .. سيحاول ان يستدعيه فيغرد او يحاول ان يغرد بنغمة جديدة او يحاول التغريد مثله ليجذبه له خاصة ان كانت انثى .. انها شغلة تحتاج ممارسة وتكرار .. ابعدهما عن بعض لفترات ..
وقطع حديثه فقد اتى الدرويش ابو اسماعيل ليساله بمفردات انكليزية مصحفة (كرومن ريد ) اجابه <لا افهم مولاي > فاشار اليه ان اقترب وهمس مبتسما<لباس احمر نساء > في اذنه ووضعه في كيس له ومضى .. وكان هذا الدرويش قد استلف مبلغا بسيطا ليطعم عياله من صديق له قبل ساعات..
(ابن الزمال .. وضربه بسوطه الصوندة البلاستيكية الخضراء .. ثلاث ضربات عميقا تغلغلتللغت بظهره وتدفقت قطرات حمر فهرول باقصى قوته ساحبا عربة تئن مهتزة على الطريق الترابي ).. احس الحمار بان الامر جدي ومن يسوطه ليس اكرم بل القسوة انها كف صيهود الذي لا يفهم الشفقة ..
في ذلك اليوم عاد صيهود ثقيل الجيب فقد اكرموه .. عمل طريف الاكتشاف .. فقد استاجره سائق شاحنه .. وفيما كان يغني مع نفسه (مالي صحت يمه احااه جا وين اهلنه ) تحت نخلة الديري صلبة الثمار .. قرب ساقية مخضرة في الظهيرة .. كان العمال يستعينون بعربته لينزلوا الاشياء الثقيلة من الشاحنة للارض ..فيما ربط الحمار بويل العجلة تحت شمس لاترحم تصب حمما على الحمار حتى انه اظهر سلاحه العملاق المسود فرمقه صيهود منتشيا وقال في نفسه (دوا لام كريمة .. ).. واضاف (لم تتركه حسرة بنفس احد وامتنعت عني .. اكسر ظهرها تكسر ذات يوم .. لوتطير ).. وحين افرغوا الاحمال ساط حماره لبائع الشعير (تستاهل ابو صابر اليوم تاكل شعير اعرفك ميت من الجوع ).. وتذوق الحمار لذة الشعير … وفيما يجر العربة رفس صيهود وكاد يحطم فكه… فنزل على ظهره بخشبه غليضة حتى تحول الشعير الى تيزاب في بطنه ..(حلفت لا افعل خيرا ) كان صيهود يزمجر وهو يهوي على ظهر الحمار ..
سلمان ثلاثون عاما سيتوجه غدا مع عامل يساعده .. بشرة بيضاء ولحية خفيفة تكسب وجهه وسامة .. رغم غضون وعيون انهكها الجوع .. تفوح رائحة القوة الجسدية من سلمان على بعدعشرات الامتار ..فقط ثلاث نجوم على كتفه وزاد وراتب ليتحول الى هيبة قاهرة ..الفقر كفر بالحياة .. سيجعل المعول يرن .. ويبعث الدم الفوار بالمسحاة ..في فجر اليوم الثاني توجه لبقعة مرتفعة وحفر حفرة بعرض ثلاثة وطول اربعة امتار وعمق مترين ..اغرقاها بماء نقلاه من النهر بصفائح ..
ثم اعاد التراب مخلوطا بالقش واغرقوا الحفرة بالماء ثانية وحين سمعا صوت المؤذن (حي على الصلاة ) .. عادا بسيقان موحلة ووجهين مرقطين بالطين يحملان مسحة ومجرفة ..
كل فجر سيتوجه سلمان الى تلك الحفرة ويدوس الطين برجليه ,, يهرسه هرسا ,لمدة ساعة ويعود .. بعد خمسة ايام ..حفر الاساس الى عمق متر واعاد التراب الممزوج واغرقه بالماء ومضى .. كان يعشق فتاة لم يصرح لها ..يمر على بستانها فيراها من سياج مقصب تنحني لحش الكرفس وجني ثمار الباذنجان او ربما تطارد خروفا فلت من الحبل ..عميقة الانوثة مرشقة ..مرقصة حين تجري او تمشي …وقد شرعت الكرتان في الصدر تتهجى ..في ثياب زاخر بازهار خضر او جلنار..يمر ولا يتوقف وهو يشوى من نبرتها تصيح على صبي وقح (ولك تعاااال).انها <جلنار> التي فقدت امها مبكرا وظلت في رعاية اب حنون .
ذات ضحى ناولته باقة الريحان المربوطة بشعرة خوص وحين ناولها النقد المعدني ضغط على يدها فولت هاربة..
جاره كان يترصده ويحصي تحركاته نحو الفتاة يغلي منه .. سلمان لا يدري .. انه مهتم بحقله .. يخلط الروث بحوض الماء حيث يصب خرطوم المنصة ليسقي الخل وشتلات الفلفل وشجيرات السدر المحسنة ومستطيلات المخضرات .. هناك في غرفة من الطوب صغيرة .. يحتفظ بادواته <المرود والمناجل والمجارف والمسحاة وقطع قماش بالية ورسائل غرام لن تصل في الشقوق والمعاول وقطع الدلو ودراجته الهوائية وبعض الحبال …)..
باياد معولية يصفون الطين لارتفاع مسطرة ويتوقفون اياما حتى تجفف الشمس وتحجر الطين .. فلما اكتمل اخر ساف من الطين وعاد ظهرا خرج اليه جاره الراصد وغريمه اللدود من وراء نخلة وشج رأسه بخشبة غليضة ومضى راكضا ..
في ريف شط العرب وفي مثل تلك الايام كان الشجار يسوى باقل مفردات من المفاوضات والعتاب واقتصاد بالخسائر ..بعد شهر جف الجرح وتماثل للشفاء سلمان لكنه سيقرر الرحيل من ذلك الريف وسيتجول بمجرفته في مقبرة الحسن البصري ..مودعا المسحاة والمعول وتلقيح النخيل بلا دمعة على جلنار ولا حقد فائر على جار غادر..
يقف هادي لساعات تحت شمس تموز احيانا في درجة حرارة تتجاوز الخمسين وقد يستظل بسعفات نخلة او يجوب ذهابا وايابا وعينه على الشباك .. هو ليس بشباك .. انه زوايا حديد لحمت وصيرت بيتا مستطيلا للمكيف وليس هناك مكيف .. خرب من سنوات وثبتت قطعة حاجبة من الورق المقوى على فتحته ..حتى ساعة متاخرة من الليل يحدق هادي لعل القطعة تزال ولو للحظات …تشعله الرغبة والغيض ويسنده الاصرار..سينال من غادة سيجعلها تتضرى وتدفع ثمن معاول الشمس على رأسه..مع المطرة الثانية , اقتنعت غادة به .. بعد العاشرة ينطلق شخيرهم جميعا .. هكذا كل يوم كانت تغلق باب الغرفة ويتسلل هادي اليها عبر فتحة المكيف ..ويغرقان في انات خافتة واظافر ناشبة … وغيوم من التراب ..وبالاكف القادرة على لي الحديد يكسر العظام ويورم الجسد الانثوي شديد السمرة ويتركها جثة خامدة ويقفز من فتحة المكيف ..(اليس دليلا على الحب .. انه يقف تحت حمم الشمس طيلة اليوم ) كانت تحدث اكرم عنه .. قبل ان تذرف دموع الاسف .. فقد عاد الصيف مرة اخرى وتوارى هادي .. وان مر صدفة لا يخسر نظرة على حفرة المكيف في جدار الطين . لقد نقش في اعماقها الكفر بالوفاء وشعورها بان الحب اكبر وهم تمر به الفتاة .. لقد اجهز على روحها تماما .
بعد سنتين من اكتمال البيت من الجص والطين مر اكرم بفرع ضيق بين البساتين المنكمشة على شارع ترابي وفي يده كرة من العجين المفور وقصبة يتصل بها خيط من النايلون وكرية من الفلين على بعد متر من الصنارة <الشص > وهو يحمل كيسا من التبغ واوراق البافرا يلف بها التبغ ليصنع السيجارة وعلبة الكبريت ذات النجوم الثلاث تنفخ جيب قميصه وراى على بعد سهيلة تجر اخاها الصغير .. ومرت رياح متسارعة فابرزت الخصر الدقيق واستدارة الارداف وقوة الاكتاف ..العباءة السوداء عليها تنتفخ وتجنح وتلتصق وتضيق فتذكر :
(أَبتِ الرَّوادِفُ والثُّدِيُّ لِقُمْصِها
مسَّ البطون، وأنْ تمسّ ظهورا
وإذا الرياحُ معَ العشيّ تناوحتْ
نَبَّهْنَ حَاسِدَة وَهِجْنَ غَيورا).
لقد نضجت ولم تعد صاحبة اليدين التي تتشابك بعفوية داخل صفيحة الجص المعجون .. انها تهتز للهمسات والاشارات .. ثقلى برغبات صاعقة نابضة الجسد .. خلال سنتين تزوجت اخوات ثلاث لها وبقيت واحدة صغرى .. تزوجن عبر امها دكان الدلالة .. لا عنوان يدل عليه ولا مقر له .. العملية ببساطة تصحب بناتها من سوق لسوق ومن شارع لشارع ومن ماتم لاخر ..وفي الاعراس ..يتدربن على المرآة في المنزل ويتلقين التشجيع من الام فتهتز الخصور في الاعراس وتتطاير الشعور الطويلة السوداء .. وفي المآتم يتقن ردحا مع شد حزام من قطعة قماش بنية ..
زارهم مرات متقطعة لم يتلق اشارة واحدة من سهيلة لرفض او رضا , لتحجر او سيولة ..
ضيافة طيبة استقبال لائق وهو يرى لاصابع الجص نضوجا لا يجارى .. انوثة تسيل ..ولا اشارة .. يتناول لديهم طعام العشاء ويطلقون بعض القهقهات وينتهي كل شيء .
عشر سنوات مرت على اياد في الصفيح لم تترسخ ظلال الاصابع الخفية الا في بئر الذاكرة .. لم تشعل القلق.. لكن بعض الاشارات لا تمحى .. طرق على باب خشبي ثقيل ودخل وقت الضحى في يوم ماطر ليراها ناضجة الانوثة .. خدود مثل تفاح حنطي تلمع قطرات من الحمرة فيها وتتوسط احدها شامة واضحة .. لم يكن سواها في الدار وبعض الصبية .. الجو مثلج والشمس اقصى امنية للجسد لقد نضج كلاهما بما يكفي .. لم يعد اسلوب الجري الطويل نافعا ولا الصبر كافيا والشباك محكمة التصميم ولم تمض نصف ساعة حتى اتفقا على زواج المتعة فقال وتلت سطورا مسطرة ولم يكن المهر سوى بلبل دربه باتقان فقد نجحت نصائح لؤي .. واطبقوا الباب عليهما دون ان يغلقوه .. ومضت نصف عليهما .. وقام ليتاكد من الصغار لكن الباب لم يفتح.. حاول وحاول فعاد يداعبها ونهضت يغزوها عرق وارتعاش وانهاك .. فعصى عليها الباب .. تعاونا معا باقصى قوة ممكنة فلم يفتح فجلسا متعانقين وقال لها (قدرة ربانية .. ليكتمل الزواج )..فاجابته مبتسمة (نحن من نبتكر المصائب والخرافات وننسبها للسماء ).. ومضت ساعة والباب عصي .. ودفعها برفق امامه لجهة القفل وحاول ملتصقا بها وامرا \ وهما يحاولان ان يفتحا الباب الفاضح ..\ ان يدفعوا فعجزوا فاشارا اليهم ان ياتوا بمعول او انابيب حديد ويجهزوا على الباب ..
<<<<<< >>>>>>
،ـــــ اهلا اهلا ها انت هنا
ــــ عليكم السلام اكرم الطيب
وتعانقا ..
ــ لم اتوقعك.. وتامل طوله ورشاقته .. بياضه ولحيته .وهو يرتدي دشداشة رصاصية في سوق الزبير .
ــــ اعمل هنا دفانا في المقبرة ..قال وهو يبتسم كمن يزف نصرا حياتيا لصاحبه ..
المقبرة سميت باسم الفقيه الزاهد الحسن البصري , ومرت عليها اربعة عشر قرنا ..والمرقد يحتوي على قبرهِ وتعلوه منارة مخروطية زخرفت بزخارف وعمارة إسلامية قديمة، تتكون من ستة أقطار دائرية..
كيف يسعد في مقبرة شاب حسبه بسيط الروح وربما سالت منه رقة رغم حجرية يديه وصلابة ساقيه ..
ــ مرتاح هنا ولن اعود للريف .. جيب متروس وعمل بسيط ..