الساعة الثامنة صباحاً حيث الشمس توشك أن تتعلق بفلك السماء وهي تنحر بشعاعها الجميل كل نسمة هواء باردة خلفتها ليلة البارحة التي كانت لطيفة .
اقتربت الساعة التاسعة صباحاً في أهم شوارع بغداد .. الرشيد… بل وأقدمها .. الغريب ان جميع محلات الشارع لا زالت مغلقة.. المصلحين .. محلات بيع أدوات الحلاقة .. الملابس .. مصلحي الأجهزة الكهربائية.. الأسواق الصغيرة.. جميعها مغلقة وكأنك في ممارسة للعصيان المدني أو حضر التجول .
الساعة التاسعة والنصف ولم يتبق على نهار اليوم شيء فقد مضت منه أجمل ثلاثة ساعات منذ شروق الشمس .. بل وأبركها رزقاً والمحلات بدأ للتو تفتح أبوابها محاولة بجهد أن تغسل النعاس عن جفون أصحابها الذي قدموا إليها والكسل والأرهاق يدب في أطرافهم حيث تراهم وكأنهم قد قطعوا آلاف الكيلومترات مشياً للوصول إليها .
حالة انتابت أسواق بغداد ودبت فيها وانتقلت من البعض إلى الآخر إلا وهي أن يتأخر أصحاب المهن وأصحاب المحلات في الحضور لمحلاتهم منذ الصباح الباكر حتى ليقال على احدهم : انه وزير لكون الوزير يتأخر كيفما شاء ويحضر في أي وقت يريد دون حسيب أو رقيب .. أنها حالة غريبة جداً ظهرت في الأسواق الكبيرة والمحال منذ فترة عقدين من الزمن وهي ذات تأثير كبير على الحياة الاجتماعية في المدينة لسبب انك تستقطع ثلاث ساعات مهمة من العمل اليومي لتضيع هباءاً منثوراَ بلا فائدة سوى النوم .. والنوم أيها السادة هذا متأتي من السهر العبثي بلا سبب وجيه وعلى الرغم من حاجة الشعب للتطوير الكامل ولكافة مفاصله العامة والخاصة فالوضع مستمر على حاله وضياع مثل هذا الوقت من القطاع الخاص له تأثيره الكبير على رؤوس الأموال المتداولة في الأسواق وحركة تداول السلع والتداول التجاري والمالي بكافة أنواعه و كذلك فأن هذا الوقت الذي يذهب سدى من أهم الأوقات النهارية حيث يكون العامل في أوج نشاطه العضلي والفكري ويكون متقبل للعمل بصورة أفضل من الأوقات الأخرى .. إن ضياع تلك الساعات لا يختلف تأثيراً عن ضياع ساعات العمل للقطاع العام الحكومي كونهما يمثلان عماد الاقتصاد العراقي وعلينا تنظيمه بالأسلوب الذي يكفل ديمومته وعدم انتكاسته كما تنتكس اقتصاديات العالم .. أم نحن لسنا من هذا العالم ؟
في أحد دول الجوال وما بعدها في الساعة السادسة صباحاً تبدأ المحال ترفع أستارها ويبدأ ذلك الصباح البهي بالتندر بين أصحاب المحلات بأحلى الكلمات ويبدأ عند تلك الساعة فنجان القهوة الصباحي اللذيذ ومعه تطل طلعة الزبائن على تلك المحلات للتبضع أو لقضاء بعض المهام كالتصليح او الشراء ، وما أجمل الشعور الذي ينتابك عند التعامل معهم وتلك الابتسامة الجميلة وهم يحدثوك بأحترام كبير وتقدير عالي ، ومهما كان الغرض من تلك الابتسامة فأنت غير مجبر على الشراء منهم وفي كلا الحالتين قد كسبك زبوناً ويحسب حساب إن تأتي مرة أخرى فتشتري منه .. أنه فن التعامل والذوق العالي الذي ينجح الاقتصاديات الخاصة لتلك البلدان ، وهناك حالة أخرى واجهتها في أحد الدول وهو ما أن يرد لك ما تبقى من المبلغ حتى يمسح يده بيدك ثم يقبل يده ، غير أن تلك التصرفات وهي لا تخرج بمجملها عن أحترام الزبائن واحترام عملية التسوق قد تسببت بأنتعاش تلك الأسواق وازدهار السياحة لديها .
أما نحن في العراق فلا زالت عملية البيع والشراء تكتنفها العديد من المصاعب وأهما عدم وجود الثقة بين البائع والمشتري ولكون البائع قد تعلم وأدمن على الحلف بأغلظ الأيمان كون بضاعته أصلية حيث يظهر لاحقاً أنها مغشوشة وهو من ساهم في هذا الغش كون أصحاب المحال أغلبهم من الجهلة الذين لا يعرفون القراءة والكتابة وبالأخص اللغة الأنكليزية والمشتري لا ينتبه وغير عارف بكيفية التمييز بين المادة الواحدة ومن مناشيء مختلفة وكذلك عدم وجود غطاء حكومي يمنع أستيراد تلك المواد ، أجهزة ومعدات ومواد ، وهي غير مطابقة للمواصفات العراقية المعمول بها ناهيك عن افتقاد اغلب الباعة للأسلوب الحضاري في التعامل مع الزبائن فأنت ما أن تتفاوض معه على السعر حتى يتغير شكله ويشعر وكانك تبخس حقه على الرغم من أنه قد أضاف على سعر مادته ضعف سعرها بالجملة ، ان العراق من البلدان السياحية لما يتملكه من مواقع دينية وحضارية تكفل له ان يكون من أوائل بلدان العالم في مجال السياحة إلا إن أغلب مقومات السياحة تلك معطلة ومنها تلك الظاهرة التي تتمثل بالتسوق .
كم نحن بحاجة للتوعية الجماهيرية وكم نحن بحاجة لتطوير القطاع الخاص وانفتاحه على القطاع الخاص لدى دول الجوار والاستفادة من تجاربهم وتأسيس هيئة عليا للقطاع الخاص هدفها نقل تجارب الآخرين تعميماً للفائدة .. ولتطوير هذا القطاع بأبسط مفاصله . وبحاجة الى دورات تنظمها مؤسسات المجتمع المدني لتطوير القاعدة الشعبية العريضة التي تهتم بهذا القطاع وتدير شؤونه بلا علمية وبلا مفهوم الإدارة الشاملة الموضوعية .
اقتربت الساعة التاسعة صباحاً في أهم شوارع بغداد .. الرشيد… بل وأقدمها .. الغريب ان جميع محلات الشارع لا زالت مغلقة.. المصلحين .. محلات بيع أدوات الحلاقة .. الملابس .. مصلحي الأجهزة الكهربائية.. الأسواق الصغيرة.. جميعها مغلقة وكأنك في ممارسة للعصيان المدني أو حضر التجول .
الساعة التاسعة والنصف ولم يتبق على نهار اليوم شيء فقد مضت منه أجمل ثلاثة ساعات منذ شروق الشمس .. بل وأبركها رزقاً والمحلات بدأ للتو تفتح أبوابها محاولة بجهد أن تغسل النعاس عن جفون أصحابها الذي قدموا إليها والكسل والأرهاق يدب في أطرافهم حيث تراهم وكأنهم قد قطعوا آلاف الكيلومترات مشياً للوصول إليها .
حالة انتابت أسواق بغداد ودبت فيها وانتقلت من البعض إلى الآخر إلا وهي أن يتأخر أصحاب المهن وأصحاب المحلات في الحضور لمحلاتهم منذ الصباح الباكر حتى ليقال على احدهم : انه وزير لكون الوزير يتأخر كيفما شاء ويحضر في أي وقت يريد دون حسيب أو رقيب .. أنها حالة غريبة جداً ظهرت في الأسواق الكبيرة والمحال منذ فترة عقدين من الزمن وهي ذات تأثير كبير على الحياة الاجتماعية في المدينة لسبب انك تستقطع ثلاث ساعات مهمة من العمل اليومي لتضيع هباءاً منثوراَ بلا فائدة سوى النوم .. والنوم أيها السادة هذا متأتي من السهر العبثي بلا سبب وجيه وعلى الرغم من حاجة الشعب للتطوير الكامل ولكافة مفاصله العامة والخاصة فالوضع مستمر على حاله وضياع مثل هذا الوقت من القطاع الخاص له تأثيره الكبير على رؤوس الأموال المتداولة في الأسواق وحركة تداول السلع والتداول التجاري والمالي بكافة أنواعه و كذلك فأن هذا الوقت الذي يذهب سدى من أهم الأوقات النهارية حيث يكون العامل في أوج نشاطه العضلي والفكري ويكون متقبل للعمل بصورة أفضل من الأوقات الأخرى .. إن ضياع تلك الساعات لا يختلف تأثيراً عن ضياع ساعات العمل للقطاع العام الحكومي كونهما يمثلان عماد الاقتصاد العراقي وعلينا تنظيمه بالأسلوب الذي يكفل ديمومته وعدم انتكاسته كما تنتكس اقتصاديات العالم .. أم نحن لسنا من هذا العالم ؟
في أحد دول الجوال وما بعدها في الساعة السادسة صباحاً تبدأ المحال ترفع أستارها ويبدأ ذلك الصباح البهي بالتندر بين أصحاب المحلات بأحلى الكلمات ويبدأ عند تلك الساعة فنجان القهوة الصباحي اللذيذ ومعه تطل طلعة الزبائن على تلك المحلات للتبضع أو لقضاء بعض المهام كالتصليح او الشراء ، وما أجمل الشعور الذي ينتابك عند التعامل معهم وتلك الابتسامة الجميلة وهم يحدثوك بأحترام كبير وتقدير عالي ، ومهما كان الغرض من تلك الابتسامة فأنت غير مجبر على الشراء منهم وفي كلا الحالتين قد كسبك زبوناً ويحسب حساب إن تأتي مرة أخرى فتشتري منه .. أنه فن التعامل والذوق العالي الذي ينجح الاقتصاديات الخاصة لتلك البلدان ، وهناك حالة أخرى واجهتها في أحد الدول وهو ما أن يرد لك ما تبقى من المبلغ حتى يمسح يده بيدك ثم يقبل يده ، غير أن تلك التصرفات وهي لا تخرج بمجملها عن أحترام الزبائن واحترام عملية التسوق قد تسببت بأنتعاش تلك الأسواق وازدهار السياحة لديها .
أما نحن في العراق فلا زالت عملية البيع والشراء تكتنفها العديد من المصاعب وأهما عدم وجود الثقة بين البائع والمشتري ولكون البائع قد تعلم وأدمن على الحلف بأغلظ الأيمان كون بضاعته أصلية حيث يظهر لاحقاً أنها مغشوشة وهو من ساهم في هذا الغش كون أصحاب المحال أغلبهم من الجهلة الذين لا يعرفون القراءة والكتابة وبالأخص اللغة الأنكليزية والمشتري لا ينتبه وغير عارف بكيفية التمييز بين المادة الواحدة ومن مناشيء مختلفة وكذلك عدم وجود غطاء حكومي يمنع أستيراد تلك المواد ، أجهزة ومعدات ومواد ، وهي غير مطابقة للمواصفات العراقية المعمول بها ناهيك عن افتقاد اغلب الباعة للأسلوب الحضاري في التعامل مع الزبائن فأنت ما أن تتفاوض معه على السعر حتى يتغير شكله ويشعر وكانك تبخس حقه على الرغم من أنه قد أضاف على سعر مادته ضعف سعرها بالجملة ، ان العراق من البلدان السياحية لما يتملكه من مواقع دينية وحضارية تكفل له ان يكون من أوائل بلدان العالم في مجال السياحة إلا إن أغلب مقومات السياحة تلك معطلة ومنها تلك الظاهرة التي تتمثل بالتسوق .
كم نحن بحاجة للتوعية الجماهيرية وكم نحن بحاجة لتطوير القطاع الخاص وانفتاحه على القطاع الخاص لدى دول الجوار والاستفادة من تجاربهم وتأسيس هيئة عليا للقطاع الخاص هدفها نقل تجارب الآخرين تعميماً للفائدة .. ولتطوير هذا القطاع بأبسط مفاصله . وبحاجة الى دورات تنظمها مؤسسات المجتمع المدني لتطوير القاعدة الشعبية العريضة التي تهتم بهذا القطاع وتدير شؤونه بلا علمية وبلا مفهوم الإدارة الشاملة الموضوعية .
zzubaidi@gmail.com