كم هي جميلة حكاية الماء والخضرة والوجه الحسن .. وبغداد فيها كل ما تشتهي النفس من ثالوث السعادة هذا إلا أن هذا الثالوث بدأت عناصره بالأنحسار تدريجياًَ كما أنحسر المد عن شواطيء دجلة الغافية بحزن بعد ما كان يغطي شاطئية ويفرش جناحه عليهما .. و تلك الخضرة المبهرة التي كانت تغطي كل المدينة لتفتح أمام عينيك خزائن “الأشتهاء” بكل أنواعه ما برحت تفارق المدينة وبدأت بالأنحسار كما الماء عن نهرها .
لقد بدأت بغداد “الخضراء” تختفي تدريجياً بقصد أو بدون قصد فالبيوتات البغدادية كانت بمساحات كبيرة حيث كانت الحكومات قبل ثلاثين عامة تمنح موظفيها أراض بمساحات (600 متر مربع ) يستغلها رب الأسرة ليكون نصفها أو أكثر عبارة عن حديقة غناء ويمضي أكثر وقته بالأعتناء بتلك الحديقة التي ستصبح ، بعدما تشتد خضرتها وتنتشي برائحة الرازقي والجوري لتفوح منها على الشوارع الغافية بأمان الله ، ملاذاَ لأفراد الأسرة تجتمع فيها في ليال بغداد الحلوة ، بل وكانت الأسر تتباها بجمالية حدائقها .
لقد ساهمت الحاجة والحركة البناء العشوائية في داخل أحياء وأزقة بغداد المختلفة في انحسار ظاهرة الحدائق المنزلية الكبيرة المتخمة بأشجار الرارنج والبرتقال وأشجار دائمة الخضرة مختلفة لتقتصر على بعض الأحياء المترفة المحدودة في العاصمة ، مما يؤشرعلى بدء أنحسار تلك الخضرة عن عاصمتنا الحبيبة والتي بدورها ستوثر بشكل كبير على الشكل النهائي للعاصمة بغداد .
لا يخفى دور الحكومة في إنحسار تلك الخضرة لكون ، الحكومة ، لم توفر ما يكفي من المجمعات السكنية لأيواء آلاف العوائل التي بدأ تكبر لتنشطر ليبدأ بعدها إستغلال الحدائق لبناء بيوت صغيرة لتأوي العوائل الجديدة ناهيك عن الجشع الذي طال قطاع السكن في البلاد عبر إستغلال تلك المساحات الخضراء النظرة لبناء بيوت صغيرة يتم تأجيرها بمئآت الالالف بأستغلال المحتاج أليها “لستر” عائلته .
ولغرض عدم فوات الأوان وتحول العاصمة الى كتلة كونكريتية صلدة متربة ، أن تباشر الدوائر المختصة في إعادة الوجه الأخضر للعاصمة وذلك بدراسة نوعية الأشجار الملائمة لجو العاصمة وإستخدام الأشجار دائمة الخضرة وإستغلال ما يوفره نهر دجلة من تربه صالحة للزراعة “زميج” لرفد المساحات الكبيرة من المتروكة تأكلها الملوحة القاتلة .
لقد اتبعت ، على نعتقد ، الموسسات الحكومية المختصة سياسات خاطئة في تشجير العاصمة فكلنا يعلم أن قبل سنوات تم إجراء حملة تشجير واسعة في العاصمة لزراعة أشجار نبتات مختلفة في أرجاء العاصمة واليوم بعد مرور تلك السنوات لن نرى لها أثر لقد يبست وأصبحت أرضها جرداء بسبب عدم الأهتمام والعناية بها بعد زراعتها وأنما تركت لتلاقي مصيرها وماهو إلا الذبول ومعها تذهب مئآت الملايين التي انفقت لزراعتها .
الزراعة كالصناعة وكأي قطاع من قطاعات الأقتصاد العراقي علينا أن نأخذها بعين التخطيط الحديدث وأن نضع لها الرؤيا الصحيحة الحديثة والتي تبدأ من أختيار نوعية الأشجار المناسبة الى مكان زراعتها الى طرق ريها الى طرق العناية بها وفق خطة حديثة واضحة المعالم وأن نغادر العشوائية في تلك العملية التي لم تدر علينا إلا الخسائر المالية الكبيرة .
لا زالت بغداد ، على الرغم من كل جرى من أحداث دامية ، تمثل زيارتها حلماً لجميع أبناء العراق من المحافظات الأخرى وكذلك دول من كثيرة من العالم .. لنبدأ الآن وعلينا أن لا نساهم مطلقاً في قتل ذلك الحلم !
لقد بدأت بغداد “الخضراء” تختفي تدريجياً بقصد أو بدون قصد فالبيوتات البغدادية كانت بمساحات كبيرة حيث كانت الحكومات قبل ثلاثين عامة تمنح موظفيها أراض بمساحات (600 متر مربع ) يستغلها رب الأسرة ليكون نصفها أو أكثر عبارة عن حديقة غناء ويمضي أكثر وقته بالأعتناء بتلك الحديقة التي ستصبح ، بعدما تشتد خضرتها وتنتشي برائحة الرازقي والجوري لتفوح منها على الشوارع الغافية بأمان الله ، ملاذاَ لأفراد الأسرة تجتمع فيها في ليال بغداد الحلوة ، بل وكانت الأسر تتباها بجمالية حدائقها .
لقد ساهمت الحاجة والحركة البناء العشوائية في داخل أحياء وأزقة بغداد المختلفة في انحسار ظاهرة الحدائق المنزلية الكبيرة المتخمة بأشجار الرارنج والبرتقال وأشجار دائمة الخضرة مختلفة لتقتصر على بعض الأحياء المترفة المحدودة في العاصمة ، مما يؤشرعلى بدء أنحسار تلك الخضرة عن عاصمتنا الحبيبة والتي بدورها ستوثر بشكل كبير على الشكل النهائي للعاصمة بغداد .
لا يخفى دور الحكومة في إنحسار تلك الخضرة لكون ، الحكومة ، لم توفر ما يكفي من المجمعات السكنية لأيواء آلاف العوائل التي بدأ تكبر لتنشطر ليبدأ بعدها إستغلال الحدائق لبناء بيوت صغيرة لتأوي العوائل الجديدة ناهيك عن الجشع الذي طال قطاع السكن في البلاد عبر إستغلال تلك المساحات الخضراء النظرة لبناء بيوت صغيرة يتم تأجيرها بمئآت الالالف بأستغلال المحتاج أليها “لستر” عائلته .
ولغرض عدم فوات الأوان وتحول العاصمة الى كتلة كونكريتية صلدة متربة ، أن تباشر الدوائر المختصة في إعادة الوجه الأخضر للعاصمة وذلك بدراسة نوعية الأشجار الملائمة لجو العاصمة وإستخدام الأشجار دائمة الخضرة وإستغلال ما يوفره نهر دجلة من تربه صالحة للزراعة “زميج” لرفد المساحات الكبيرة من المتروكة تأكلها الملوحة القاتلة .
لقد اتبعت ، على نعتقد ، الموسسات الحكومية المختصة سياسات خاطئة في تشجير العاصمة فكلنا يعلم أن قبل سنوات تم إجراء حملة تشجير واسعة في العاصمة لزراعة أشجار نبتات مختلفة في أرجاء العاصمة واليوم بعد مرور تلك السنوات لن نرى لها أثر لقد يبست وأصبحت أرضها جرداء بسبب عدم الأهتمام والعناية بها بعد زراعتها وأنما تركت لتلاقي مصيرها وماهو إلا الذبول ومعها تذهب مئآت الملايين التي انفقت لزراعتها .
الزراعة كالصناعة وكأي قطاع من قطاعات الأقتصاد العراقي علينا أن نأخذها بعين التخطيط الحديدث وأن نضع لها الرؤيا الصحيحة الحديثة والتي تبدأ من أختيار نوعية الأشجار المناسبة الى مكان زراعتها الى طرق ريها الى طرق العناية بها وفق خطة حديثة واضحة المعالم وأن نغادر العشوائية في تلك العملية التي لم تدر علينا إلا الخسائر المالية الكبيرة .
لا زالت بغداد ، على الرغم من كل جرى من أحداث دامية ، تمثل زيارتها حلماً لجميع أبناء العراق من المحافظات الأخرى وكذلك دول من كثيرة من العالم .. لنبدأ الآن وعلينا أن لا نساهم مطلقاً في قتل ذلك الحلم !