مَن يشتري هذا الحطبْ؟
جسدٌ شقيٌّ لا تُرى العلّاتُ فيهِ،
ساومتْهُ الشمسُ ،
والأيامُ ،
والليلُ النقيّ ،
وما استجابْ
قد تصنعون مقابضاً من ساعديهْ،
وبطولهِ قد تصنعون أريكةً،
أو مئزرا ؛
يؤوي إنِ انهمر السحابْ
وتخيّلوا ..
جسدا ويُصنعُ منه بابْ!
وعليكمُ أنْ تحطبوه ببسمةٍ؛
أو قبلةٍ في يوم بردْ،
وتذكّروا ..
صلبٌ ويغفو فيه وردْ،
هو أمّةٌ في شكلِ فردْ،
فإذا تبسّم .. ينكسرْ!
*
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
بعد احمرار الشمس ؛
عند غروبها،
فلقد ترعرعَ في المداخنْ،
جسدٌ ترافقه الخطوبُ؛
دخيلةً تأتي إليهِ،
وتستريحُ به الكوائنْ!
*
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
جسد نحيلٌ
لا يخاف النار والفئرانَ،
لا يُخشى عليه مِن الصداعْ،
جسدٌ يحاكيه الجحيمُ؛
ويرتجيه بأنْ يشاركَه المتاعْ،
جسدٌ كريمٌ ؛
لا يردّ شرارةً ،
أ فتشترونَ؟ ؛
وكلُّ قامتهِ ذراعْ؟
جسدٌ يلاعبُ حربهُ ؛
ويشبُّ قدّر المستطاعْ!
*
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
جسدٌ هشيمْ
لكنْ عليه تعلّم العشّاق رسم المنحنى
في حربهِ ضدّ الأديمْ
وإليه يستندُ الجحيمْ
جسدٌ بنحتِ المارقين
لرقصةٍ فيها النعيمْ
متناقضُ المسموحِ والممنوعِ
مِنْ زمنٍ قديمْ
جسدٌ نديمْ!
*
مَن يشتري هذا الحطبْ؟
للتوّ قابلتُ الشُراةَ،
تحيّروا ،
ظنّوا بأنّ البيع مضمونٌ ؛
بأرضٍ من ذهبْ!
لكنّه جسدٌ حطبْ!
أغلى مِنْ الصخر المرصّع بالرخامْ،
أغلى مِنْ الغابات أجمعِها،
ومِن صوتِ الصَموتْ،
أغلى مِنْ النظرِ الخفوتْ،
جسدٌ نحيتْ
أغلى ، فقد كان الأنامْ!
والآن في الـ (يا ليت) منهُ؛
يدقُّ قلبٌ مِن ضرامْ،
ولأن فيه يدقّ هذا ؛
صدَّهم،
رحلَ الشراةْ،
لم يسترحْ،
ما اختارهمْ،
وأختار أن يذوي بكفَّي الحياةْ،
جسداً لكفٍّ من صدوقْ،
يا من أريدُ ..
أ تشتري هذا الحطبْ؟
أحلاهُ في حبٍّ دفيقْ،
جسدٌ تربّى للحريقْ!