رواية )عواطف) تبث تشويشا يستفز التلقي، لغزارة الشخوص والأمكنة والحروب والمجاعات، والتناقض الحاد الاجتماعي الحاد، هناك من يسكن القصر وهناك من يلوذ بالمقبرة وتراكم الاحداث وكيفيات تنمية السرد بتعديد الاصوات ..
وهنا يقوم النص بتكليف تجربة القارئ النوعي بفك الاشتباكات النصية وتفريغها في الاواني المستطرقة : ترى قراءتي حكايتين في الرواية
(1) حكاية عواطف
(2) حكاية المنحوتة الذهبية المسروقة من العراق : رأس ذهبي
(3) من خلال تنضيد الخطوط المتشابكة والمتقاطعة.. وهبتني قراءتي ثلاث علامات وبعض التساؤلات .. العلامات هي :
(1) ورد الجوري
(2) المنحوتة الذهبية المسروقة
(3) حركة عودة الأشياء إلى جذورها
(*)
تركز ورقتي الآن على الورد الجوري. وتعلق الكلام عن رأس المنحوتة الذهبية وحركة عودة الأشياء إلى جذورها
(*)
يتوفر ورد الجوري بالصفحات التالية
(1) تخبرنا عواطف أنها تعشق آدمز من طرف واحد!! لكن آدمز يفنّد قولها علاماتيا فهو في كل صباح يأتيها بالورد الاحمر / 80
(2) حين تذهب إلى القنصلية البريطانية تخبرنا(هناك الكثير من شجيرات الورد الجوري الاحمر تهتاج جروحي غير المندملة والتي تئن تحت وطأة اللامبالاة، أبقى لوقت طويل أتأملها، ثم أغادر/ 95)
(3) حتى تتواصل مرآويا مع آدمز تخبرنا( ملأت ُ القصر بشتلات الورود الحمراء كي أشبع روحي قبل بصري منها)
(4) وعواطف في بغداد تسعى مع أم فيصل لتخليص فيصل من الإعدام
ثم تتوجه إلى القنصلية فجأة ً ينزل آدمر ينزل من السيارة الشوفرليت وهو (يحمل باقة من ورد الجوري الاحمر الغامق / 121)
(5) في النسق الخامس المتكلم هو آدمز يخبرنا عن عواطف( لحقت ُ بها وهي تخرج من المقيمية البريطانية، كنتُ اتجول قريبا منها، أتصيد بضع أنفاس دارت في أفلاكها، أخيراً توقفت قرب شجيرة الورد الجوري الاحمر الغامق اللون، أزاحت النقاب عن وجهها وانحنت لتستنشق عبير الزهرة ثم لا مست يدها إحدى الوريقات الخضراء، فاختطفت قبلة سريعة منها / 138 )
(6) هنا يتطور التراسل المرآوي بين آدمز وعواطف، اعني يغادر الكمون إلى العلن وبشهادة آدمز (أصبحت تلك الشجرة مزارا لي، أجلس أمامها كل صباح، وأقبلها في كل الاوقات، حتى انتبه البستاني وموظف الاستعلامات وكل من يأتي ويغادر، وربما صرت أضحوكة لهم)
(7) في النسق الاخير يفكك آدمز لنا ولعواطف شفرة الورد الجوهري الاحمر ويجعلنا نشارك عواطف الضحك . في الصفحة ص194 وبعد صفحتين تنتهي الرواية. يخاطب آدمز عواطف (لن أقطف الزهور الحمراء مرة أخرى لك مطلقا.. في كل مرة أقدم لك الورود فيها نفترق).. إذن كان آدمز يسرد وردا ويختار من الورد الجوري الاحمر وليس الوردي لكل لونه شفرته .. وهذا اللون يختلف لونيا عن سواه والدلالة اللونية التي يبثها وهناك الورد الأبيض وتفكيك الشفرة اللونية يخبرنا بها آدمز نفسه ..إذن النص يفكك الشفرة للقارئ ويقدمها جاهزة ً
(8) تخبرنا عواطف وهي تتأمل آدمز(أقترب منا شابان وسيمان، قدّم أحدهما لي وردة بيضاء وقال: قطفتها لي بعد أن شاهدتك من بعيد /83 ) ثم تخبرنا عواطف عن خوفها وخجلها فيحرك آدمز رأسه
موافقا
(*)
رواية تمتلك عناصر التشويق وتستحق وقفة تأمل بخصوص قطبي
الشرق المنهوب / عودة الوعي الشخصي للمستعمر من خلال ارجاع الرأس الذهبي للعراق
ميادة سامي/ عواطف/ دار الورشة / بغداد / ط1/ 2022