الغريب في الامر وبعد هذه العقود من السنين على ظهور لون جديد للشعر أطلق عليه بقصيدة النثر وما لهذا اللون من شعراء كثر وجمهور يحبذ هكذا لون من الشعر وهو بلا ريب تطور في أسلوب كتابة الشعر نسمع اصوات من هنا وهناك ترفض التعاطي مع قصيدة النثر وبدافع التعصب للقصيدة الكلاسيكية (القصيدة العمودية ) التي تطورت عنها قصيدة التفعيلة على يد الشعراء الرواد كالسياب ونازك الملائكة وأخرين ..والتي قال عنها الشاعر نزار قباني بأنه خروج على القوالب التي وضعها الخليل بن احمد الفراهيدي والبسوا القصيدة لباسا يليق بها بعد أن كانت ترتدي لباسا فضفاضا لا يليق بها على حد تعبير نزار قباني ..
بعد هذا ظهرت قصيدة النثر التي رغم تخليها عن الوزن فقد احتفظت بالقافية أضافة الى الجمل الشعرية والصور البلاغية ووحدة الموضوع ..وقد فرض هذا اللون نفسه علئ الساحة الادبية منذ عقود من الزمن كشكل من اشكال التطور الطبيعي للقصيدة الحديثة …ولكن بكل أسف ما زال هناك من يشكك بشرعية ها الوليد الجديد ويرفض أن يطلق عليه تسمية( قصيدة ) ويعده مجرد نثرا فنيا لا يمت للشعر بصلة .لعمري تلك مغالطة وتعصب لا جدوى منه فالقصيدة الشعرية كما الكائن الحي تولد وتموت ولا يمكن الأصرار على بقاءها للأبد ويأتي البديل .فالقصيدة قابلة للتطور وظهور أشكال اخرى تتماشئ وروح العصر ..حقيقة لا يمكن تجاهلها أو أنكارها .ثم ليس من السهولة بمكان كتابة قصيدة النثر هذه فهي تحتاج الئ موهبة حقيقية ومراس وسعة أطلاع علئ شكل قصيدة النثر التي كتبها فحول الشعزاء المحدثين فهي غالبا ما تأتي من خلال عملية قيصرية وشاعر متمكن من أدواته ولم تك بالسهولة التي يتصورها البعض .اور ربما يرئ اخرون بأن من يكتبوا قصيدة النثر هم أناس يغردون خارج السرب وأنهم يبحثون عن الأسلوب السهل في كتابة القصيدة لعدم قدرتهم كتابة القصيدة العمودية رغم أن هذا السهل الذي يتحدث عنه هؤلاء هو السهل الممتنع ..