يا دوحـــةَ الضّــــادِ حسبي أن أُكنِّيها
الوصـــفُ حسبي وحاشــا أن أسمِّيها
فهي اللغاتُ جميــــــعاً في أصـــالتِها
وهي الحضـــاراتُ في أسمى معانيها
وهي الربيــــــــع إذا فاضــت روائعُها
وهي الكـؤوسُ التي في كفِّ ساقيها
نعــــــلو ونصــــــفو على أنغامِ رنّتِها
كأنَّ طينتَــــــنا معجــــــونةٌ فـــــيها
يا نفـــــحةَ القدسِ ضُمّينا ففي دمِنا
مليــــــكةٌ بلذيــــــذِ العــــــمرِ نَفديها
مليــــــكةٌ لو تجـلّت في محــــاسنِها
كانتْ لغـــــاتُ الــوَرى طُــرّاً جواريها
اللّهُ يعــلمُ كم تقســـــــو فأعفيــــــها
وكـم تجــــــورُ فلا أُصــــغي لواشيها
وكـم تـروغ فأمــــــــضي في محبتها
وكـم تـزوغ فأرســــــــو في مراسيها
وكـم تقـرّب عُشّـــــــــاقا فأعـــــذرها
وكـم رمـــــتني فأرمي قلــــبَ راميها
حبيبتي الجــــنةُ الكـبــــرى وفرحتُها
لابــــاركَ اللّهُ بيْ إن لم أمُـــــتْ فـيها