نبغت الكاتبة والمهندسة المصرية فاطمة ناعوت منذ طفولتها في الشعر والرياضيات، غلبت على شخصيتها سمة التمرد، نجحت في أن تجعل التاريخ يسطر اسمها،
فتُرجمت قصائدها إلى أكثر من عشرة لغات أجنبية. وبعض قصائدها مُقرّرة بالإنجليزية في مناهج التعليم الأمريكي التي تُدرّس للطلاب في أكثر من خمسين دولة في أفريقيا وأوروبا وآسيا ضمن سلسلة كتب My Prespectives، كما حازت على العديد من الجوائز والتكريمات الدولية، فدعونا نتعرف أكثر على قصة نجاحها.
ما هي التكريمات التي حصلت عليها؟
_حصلت على جائزة الشعر الأولى من هونج كونج عام ٢٠٠٦م، جائزة جبران العالمية من سيدني الأسترالية عام ٢٠١٤م، كما حصلت على العديد من التكريمات والأوسمة.
أنا لا أتقدم إلى جائزة لكي يتم تقيمي مع احترامي لكل من يفعلون هذا، فأنا لا أكتب من أجل المسابقات والجوائز بل لتوصيل رسالة.
ما هو دور الأسرة في حياة الشاعرة فاطمة ناعوت؟
_دور أساسي، فأمي زرعت الإتقان بداخلي، فالأشياء الغير متقنة تسبب لي قلقا كبيراً وربما يتسبب الأمر في بعض الضيق لمن حولي لأنني انتقادية، أما أبي فقد غرس بي الحس الصوفي، فعلاقتي بالله علاقة عشق وهوى وليست علاقة خوف من جحيم أو طمع في جنة، ابني مازن وهو مهندس معماري مثلي ومثل أبي، وابني عمر المتوحد الذي أتعلم منه النقاء والعدل والنظام، وزوجي مهندس معماري وكان أستاذا ومعيدا علي في كلية هندسة جامعة عين شمس ويدعمني لتحقيق أحلامي في الأدب والكتابة.
البعض يقول: فاطمة ناعوت تتحامل على المسلمين؛ ومن ناحية أخرى يقال أنك تركت قضية “الدفاع عن الأقباط”، فبماذا ستعلقين؟
_كيف أتحامل على من أنتمي إليهم؟
أنا مسلمة متصوفة وبالتالي فأنا ضد التعصب والطائفية وحاربت وسأظل أحارب التطرف والعنصرية، فحينما أختصم الأدعياء ولا أقول عنهم شيوخا فأنا أدافع عن الإسلام، أنا أحترم مبدأ المواطنة فهذا الوطن للجميع ولا تمييز بين مسلم ومسيحي، العلاقة بين الإنسان وربه هي علاقة خاصة، أما المواطنة فهي علاقة مجتمعية بيني وبين جاري في الوطن.
الحقيقة أنا أرفض مصطلح “الدفاع عن الأقباط”، فكلمة قبطي تعني مصري، أما عن مسألة “الدفاع عن المسيحيين” فالدفاع عنهم من ماذا؟
المسيحي ليس متهما لكي يحتاج لمن يدافع عنه، فأنا أدافع عن الحق والعدل والوطن وقيمة الحب بين الناس، فالحب هو المفتاح الأول لبناء الأوطان.
أنا علمانية بمعنى أن الدولة يجب أن تقف على مسافات متساوية بين جميع الأديان وهذا ما يفعله السيد الرئيس.
كيف كانت مشاركتكم في مهرجان طنطا الدولي للشعر؟
_هذا مهرجان بديع وعالمي وأفخر أنه ينطلق من مدينة بعيدة عن العاصمة، فالشعر كائن عالمي كل الأوطان أوطانة فلا يعرف المركزية، فحينما ينطلق المهرجان في دورته الثامنة فهذا أمر عظيم.
ما رأيك في أزمة الشاعرة أمينة عبد الله التي تعرضت لها مؤخراً؟
_أشعر بما شعرت به لأنني مررت بما مرت به لكن ربما الأمر كان أكثر قسوة عليها، حكم علي بالسجن ثلاث سنوات لكن أنقذني الله في اللحظة الأخيرة، أتمنى للشاعرة أمينة السلامة، كل ما فعلته أنها قالت أن الله هو الأم، فالشعر لا يحاكم إلا في محكمة الشعر وليس في محكمة الدين، فالشعر خيال ولا شك عندي أن كثير من الناس فكر في جنس الله، الشعر يحلق لذا قالوا: أجمل الشعر أكذبه، فحينما أقول: شربت كأس الماء، فهذا ليس شعرا، لكن عندما أقول: الماء شربني، فهنا ننزاح عن الواقع.
يمكن الحكم على القصيدة بأنها قوية أو متواضعة المستوى لكن لا يمكن أن نصفها بالحلال أو الحرام، روح الشعر هو المجاز، فلا يجوز قراءة القصيدة بالمعنى الحرفي.
لماذا رفضت الكاتبة فاطمة ناعوت مناظرة عبد الله رشدي؟
_كلمة مناظرة في اللغة تعني نظيران يتحاوران، نظيران بمعنى ندان متشابهان فمثلا كيف لغاندي أن يحاور هتلر؟
كيف يناظر دكتور مجدي يعقوب وجدي غنيم؟
هذا رجل يعالج القلوب دون النظر لعقائد أصحابها والآخر يوجع القلوب السليمة بتطرفه وكراهيته للناس.
كيف لي أن أحاور من يقول على المسيحية أنها عقيدة فاسدة والمسيحيين كفار ويحرض على العنصرية؟
تعلمت من الراهبات ألا اتطاول، بينما هذا الدعي_ولا أقول داعية_ يسب ويكفر الناس، بعض قصائدي تُدرّس في مناهج التعليم الأمريكي، لكن ماذا قدم عبد الله رشدي؟
هذا فضلاً عن القضايا المرفوعة ضده من فتيات تزوجهن شفهيا كما حدث مع العراقية جيهان جعفر وينظر فيها القضاء الآن.
مستحيل أن أتنازل وأحاور هذا الشخص مع احترامي له كإنسان.
ما هي أقرب أعمالك الأدبية والفكرية إلى قلبك؟
_وصل عدد مؤلفاتي إلى خمسة وثلاثين كتابا في الشعر والترجمة والنقد الفكري والثقافي والأدبي.
أقرب أعمالي هي الدواوين الشعرية لأن الشعر هو عصارة القلب حيث أسكب روحي فيها، أجهدتني ترجمة روايات البريطانية فرجينيا وولف، ورواية نصفُ شمسٍ صفراء للنيجيرية تشيمامندا، رواية الوصمة البشرية للأمريكي فيليب روث، وأحب كتابي حوار مع صديقي المتطرّف وهو كتاب فكري.