لم يشهد الطفل تطوراً اكثر مما يشهده في الوقت الحاضر،وليس المقصود هو الكلمات المتداولة للطفل ،والطفلة مثل ترديد كلمة( إدّا..دادا..ما..ما.)فترة السنة الأولى ؛وحتى في البكاءنجد صوت (اماه..اباه) مع نشيج متقطّع وهي وان كانت إنطلاقة الطفل بدء حياته ثمٌُ تعقبها كلمة (بابا..ماما.)…وهذه كما تعامل معها الطفل والطفلةقبل اكثر من سبعة عقود مضت،وحسب لهجة المكان الذي وّلِدَ فيه ،وعاش به بين ترقيق الطفل للكلمات أو تفخيهما في الصوت أو بداية ظهور التلعثم ،والتاتاة في الصوت لإثارة انتباه ممن حوله ؛او الآخرين تتغيّر ملامح وجوههم من اجل أن يُعبّر هو لحركة او كلمة مطابقة لانفعالهم بين الفرح، والحزن أو ايَّ صياغة عفويّة تصدر منه.وإذا تناولنا مستلزمات الطفل نجد إنَّ تحفيظ الطفل بخرقة أو قطعة تُغسل كلّ مرةّ في الاستعمال.وهي كل ما كان موجوداً..في تلك الفترة .
ولمّا كانت البيئةقبل تلك العقودمعتمدة على التقنين نتيجة الجهل ،والفقر ،والامراض وصعوبة الحياة.فإنَّ تداول كلمات وتراكيب لغوّية قليلة بأسماء الحلوى مثل بسكويت التمر ،وكوب الحليب المعدن في حصة توزيعه صباحاً على الطلبة ؛ وحلويات باشكال السمكة ،والسيارة وحلاوة العود .وهذه لا يشتريهاالاّ من يمتلك نقوداً_فلس-عانه_وخمسة فلوس وتضاعيفها..،إضافة إلى مستلزمات الدراسة من ملابس ودفاتر وكتب والأخرى إذا توفّرت ،ويتم تسليمها إلى اخيه ،اوتسليمها إلى اختهاجارياً بسهولة .والمجيء إلى المدرسة فيتّم عن طريق المشي لمسافات طويلة بين البساتين ،والانهر ولسنوات لقلّة المدارس في المدينة ،والحي. ولبس الاحذية بين المقطعّة أو الجزمةلكثرة وحول الأرض في الشتاء أو لبس النعال عوضاً عنه.
امَّا مفهوم التطوّر الذي شهده القرن الحالي هو نتاج الحضارة والتقدّم العلمي. ولو تتبعنا الفروقات بين ما كان ؛ وما نعيشه الآن لوجدنا فروقاً كثيرة منها تنوٌع حلوى الأطفال باغلفة جميلة وإشارات ورسومات معبّرة ونصائح على الاغلفة برميها في الحاويةوالمحافظة على البيت والشارع وعُلب الحليب الجاهز وقد قضت على أكواب الحليب المعدنيّة.وهذه هي بداية إهتمامهما بمفهوم النظافة.
،او طلبات الآكل الجاهزة ورغبة الأطفال في طلب البيتزا أو الفنكر وهُم يتلفظونها بمخارج حروف مختلفة عند كلٌ طفل وطفلة .ونجد كذلك اثر إزديادالدخل على مستوى الفرد، فنجد الكثير من الطلبة
يصرف مبلغاّكبيراً في الشراء ،او يتباهى بالعملة الورقيّة فئة الخمسة ،اوالعشرة ،او الخمسة والعشرين الف بين زملائه أو يسدد عنهم ما يطلبون .
وما يخصّ الملابس فقد أصبحت بماركات اجنبيّة والاستيراد الخارجي وليس المحلّي ،والاحذية بين الحديثةومنها ما يصدر صوتاًوعند الاطفال والرياضيّة الغالية الثمن ؛ وعُلب الحليب الجاهزة ومكملاتها من الذرة والشوفان. وحتى الحفاظات فقد دخلت أنواع ،وماركات جديدة سريعة الإستعمال ونجد لها ترويجاً في بعض القنوات التلفزيونيّةوعليها صور مناسبة ،وصور لأطفال يفرحون بها. .ويستخدم بعض الطلبة وسائط النقل بكثرة في المدارس الأهليّة لتوصلهم إلى بيوتهم لقاء اجور مرتفعة؛ويقوم قسم منهم باخراج راسه ليشاهد ما يجري في الشارع ،او يفتح لهم السائق أغاني فرح ،او صوت مجلس قراءة عزاء في شهر محرّم ،ويتوقف السائق لياخذوا ما يقدّم لهم في الطريق من توزيع ثواب .وقد يطلب بعضهم اكثر من حاجة من الموزّع.
وتتطور لغة الأطفال اكثر بعد دخول التكنولوجيا الحديثة ،فنجد إن جهاز الهاتف المحمول قد اثرّ كثيراً عندهم بين مندهش به ،او يتصّنع البكاء ليلفظ كلمة اريد موبايل ؛ويتعدى ذلك إلى لفظة يوتيوب،فيس بوك أو انستكرام فيقضي ساعات في اللعب في الجهاز ،ومتابعة الصور المخيفة ،وغير المناسبة له .وما ظهر من العاب خطرة تنتهي بالموت أو الإنتحار أصبح شائعاً في أغلب دول العالم ،مع العلم بوجود البرامج التربويّة في التواصل الاجتماعي ،وما جرى سنة/ 2020/من التعليم الألكترونيّ وقد تفاعل معه الطلبة في البيت وشاركهم فيه طفل السنتين فاكثر عندما ينقر على الجهاز دون دراية فتخرج له صوراً،ومشاهد أفلام وهو ينقر كلَّ لحظة أو يركّز على موقف ضحك ويتفاعل معها بالضحك.او يقوم بالبكاء في حالة سحب الجهاز منه ،وقد يصبح ملازماً له حتى في وقت نومه .وهذا فرق كبير عمّا كانت الجدّات تقّص الحكايات للأطفال وتذكّرهم بالسعلاة والطنطل ،والذئاب وتضرب خفيفاً على ظهره كي يغفو وينام ،واليوم هو صاحب الموقف في النقر على الجهاز وعدم حاجته لجدّته او أمَّه والتي تكون مشغولة في المنزل فتسلّم الجهاز له ليتلهى به وهناك يكون التاثير السلبيّ منه واضحاً من خلال تصرفاته في البيت ،والمدرسة .
ووقفة اخرى عند تثبيت كاميرا في البيت والشارع وانعكاسهما على جهاز التلفزيون حيث يزكّز على طارق الباب،اومجيء سيارة البيت ،او إنتظار وصول باص الروضة والمدرسة .وهذه الاجهزة كلّها تساعد على تطوير شخصية الطفل في نظرته لها ،او ادراكه ،وقد يكون شاهداّ لما حصل في البيت من وصول اقارب له،ومن جريمة إعتداء أو قتل بعد تشخيصهم ،ومعرفتهم . وهو يلفظ اسمها كلمّا إثارت إنتباهه.
ولا ننسى الروبوت ،وقد ظهر إستعماله كثيراً في مناحي الحياة فيثير انتباه الطفل اليه ويتمكّن من معرفة اسمهِ من الاخر القريب منه ؛وهو يتحرّك بإتجاهات مختلفة واعمال كان يؤديها العمّال ،واثره كذلك في الطٌب واثناء إجراء العمليات وهو يراقب مع اهله مهمّة الروبوت في صالة العملية .وغيرها في الزراعة ،والصناعة.
من هنا يتضّح لناانَّ هذه التطورات التي اثرّت على الطفل والطفلة قد وسعّت من خياله،واوقدت فيه جذوة التعلّم والإدراك لكلّ ما فيه الخير وفائدته،او سلوك طريق الشَّر بتوصية تكنولوجيا العلم ،وهذه المتغيرات ربمّا ستسهم في خلق جيل جديد ياخذ مما رأه ،او لعب به ،أو لمسه، اوتفاعل معه الفائدة للمستقبل أن يخترع عملاّ في العلوم ،او الطب،اوالبيئة،ويبرز اسمه وصورته بين اصحاب المواهب والمخترعين.
واليوم علينا ان نعلم إنَّ المرحلة الجديدة من حياة الطفل هي الشاخصة ،والمبصرة له في طريق العلم والتّفوق العلميّ بما إطلّع
الكاتب
الكاتب علي ابراهيم
إطلّع عليه ،وإستفاد منه ،وتحذّرمنه ومن العاب جميلة في ظاهرها ،وتُخفي حياة مجهولة له.
هذا غيض من فيض من دراسات قد تظهر كل يوم وهي تتابع مراحل تطوّر لغة الأطفال مع كلّ جديد ..،وقد تنقطع تبعاً لمدى قبول،او رفض تلك المخترعات ،او التأخر في مواكبتها وهذه كلها ترجع إلى الرغبة في التواصل مع العلم والتعليم السليم وهما ركيزتان في ظهور اجيال محبّة للوطن والعمل من اجل رفعته وتقدّمه بين الاُمم.