عبّاس يلتحف الأغنية العباسيّة
ويطوف زقاق كل بيت
من بيوت البسطاء
يحلم الآن بامرأة
عبّاسة الوهج ناهدة
في تواريخ أوجاع عاشقها
تذوب في لون بنّها
إذا جنّ ليل آخر
قالت فتاة الحيّ عبّاسه:
يا عبوس الحلم زرني
علّ حلمي يزرك
وقد خيولي إليك
وافتح مداك تجد قلبي
يفصّل الشوق بين يديك
عاد عبّاس من سمرة الليل
من بنّ قهوتها العبّسيّ
يحلم العمربالخيل
والليل والبنّ الذي صاغ
في الأرض سمرتها
يحلم العمر بالدولة التي سادت
على عرش فاتنة
ما رآها فتى بني العبّاس
من قبل
يقول عبّاس: حلم كلّ أحلامي
إذا عادت شاهقة
بطيوب الليل
ما عاد ليل الوحدةالآن
يكفيني حنينا
وصبّ أنا بك ولهان هذا القلب
كيف أفصح الآن
عن لغتي الفصحى؟
وكيف أسلو بخيلي بعيدا
وخيلك عبّاسة في نواقعها؟
في صهيلهاهنا حرحي
ما كان عمر الكون أطول
لولا أنوثة حواء
وما ترجّى هذا الليل
عشّاقا بغير سماء
ياليل طل أو لا تطل
فالعاشقون في الهوى
بعض لبعض سواء
وأنت يا عبّاس سرّ عشق
أرض الله فيض نقاء
وأنت صوفيّ الهوى
هلّا ترجّلت عن خيلك
علّ عبّاسة الآن تلقاك
بعد طول رجاء.