كيران زوجة شارات الشابة مرضت لفترة ، نصحوها أهل الطب بأن تغيير الجو سوف يشفيها . أخذ شارات أمه و كيران و غادروا إلى شندرنجور الساحلية. جيرانهم القرويين اعتقدوا أن مرضها سوف يطول. كيران شُفيت من المرض لكنها مازالت ضعيفة ، و لا تجد ما يشغلها فى شندرنجور ، لا أصدقاء ، و لا جيران ، لذلك تمنت العودة . زوجها لم يوافقها الرأي ، لأنه يعرف هذا الوقت بالعام غير ملائم ، لو عادوا إلى القرية ربما تصاب بالعدوى مرة أخرى. شارات أرادها تنتظر شهر أخر ، فحدث نقاش طويل بينهم ، كيران توقفت عن المجادلة بهدوء لكنها كانت مكتئبة و غاضبة .
الليلة كانت مرعبة ، و عاصفة جداً ، تحطمت سفينة ، سبح من الحطام ولد هندوسي بارهمينى فى المياه الغاضبة و وصل بأمان إلى الشاطئ. وجد نفسه فى حديقة منزل حيث يعيشان شارات و كيران ، شخص ما أتى و أخبرهم عن الولد.
كيران ذات قلب رقيق ، عطوف ، فى الحال أرسلت ملابس جافة إلى الولد ، أدخلته البيت ، و قدمت له الطعام. الولد عيناه واسعة ، شعره طويل ، لم ينبت شاربه ، عمره حوالي ستة عشر . اخبر كيران اسمه نيلكنتا ، يتيم ، يعمل مع فرقة تمثيل جوالة ، تحطمت سفينتهم فى العاصفة . هو سباح ماهر ، استطاع أن ينقذ نفسه ، و لم يعرف ما حدث للآخرين.
كيران غمرتها السعادة به ، عطفت عليه . شارات أيضا رحٌب بقدومه ، و امل إن كيران تجد ما تفعله و تنشغل به . ام شارات كانت سعيدة جداً ، تعتقد أنها ميزة أن تعتنى بولد هندوسي صغير . نيلكنتا كان سعيد للغاية ، أنه لم يهرب من الموت فقط ، بل حظى باهتمام أسرة غنية.
كيران كانت متسامحة مع نيلكنتا للغاية و تعامله بسخاء ، كطفل صغير ، أعطته من ملابس شارات ، طلبت منه أن يغنى لها قصة نالا و دميانتى على الجيتار ، هذا أسعدها كثيراً لكن أزعج شارات. كان نيلكنتا يدخن على أرجيلة شارات سراً. و يستخدم مظلته متجولاً فى البلدة مختالاً بين اصدقائه . ايضاً ، كان يداعب كلب و يدخله على الأرضية بأقدامه المليئة بالطين.و يذهب هو و مجموعة اولاد أقرانه إلى بساتين المانجو لكي ياكلوا من المانجو الخضراء غير الناضجة . عدة مرات يمسكه شارات ، يكبله ، و يضربه ، لكن هذه المعاملة كانت لا تؤثر فيه لانه اعتاد علي أسوأ منها.
أدرك شارات و أمه إن آن الأوان لكى يغادر نيلكنتا ، شعروا أنه سوف يمكث معهم طويلاً إن لم يتخلصوا منه ، وجوده سوف يسبب كثير من المشاكل . كيران لم تتفق معهم ، و استمرت فى معاملته معاملة طيبة ، كأنه حيوانها المدلل . الولد ظهرت عليه تغيرات جسدية ، أنه يعبر من المراهقة إلى الشباب . كيران مازالت تعامله كطفل ، طلبت منه ذات يوم أن يرتدى ملابس تشبه ملابس الفتيات ، كما كان يفعل من قبل ، لكن نيلكنتا شعر بالحرج. حاولوا تعليمه القراءة والكتابة لكنه لم يتعلم شيئاً. لكن تفكيره بدأ ينمو ، من قبل كان يغنى بدون تفكير ، الآن يفكر فى المعانى .المعانى جعلته يسبح فى عالم آخر لم يخوضه من قبل .
بينما الولد يمر بتغيرات النمو ، كان وصول ستاش أخو شارات له تأثيرات سيئة على نفسيته . لأول مرة يشعر نيلكنتا بخيبة أمل لم يشعر بمثلها من قبل. ستاش فى نفس عمر كيران ، و هي كانت سعيدة بصحبته ، يستمتعان بالوقت ، يتبادلان النكات ، يضحكان معاً ، يتشاجران ، يتصالحان. أصبح اهتمام كيران كله يصب فى نهر ستاش ، و تجاهلت نيلكنتا بشكل شبه كامل. من قبل كانت تقدم الطعام بنفسها له ، و تستمتع بمشاهدته يأكل ، وكان يأكل جيداً. الآن الطعام يقدم له بواسطة الخادمة ، وهو يرفض الاكل ، و يقول لست جائعاً. كان يتوقع نيلكنتا أنها تلاحظ هذا ، و تقدم له الطعام كما كانت تفعل من قبل . كان يبكي فى الفراش إلى أن ينام . أقتنع نيلكنتا أن ستاش هو المسؤول عن كل هذا ، فحاول أن يسبب له أي ضرر سراً.
قررت الأسرة العودة إلى القرية بعد شفاء كيران ، وضحت كيران بأنها ترغب فى أخذ نيلكنتا معهم ، لكن باقى الأسرة رفضوا . استسلمت لهم كيران ، دعت نيلكنتا و أخبرته أن يعود إلى قريته ، كلمته بحنان ، الولد تأثر بالكلمات الرقيقة و انفجر باكياً. حزنت كيران لأنها كانت متعلقة به .
كان لدى ستاش محبرة جميلة، أنيقة ، يحبها جداً ، و نيلكنتا أراد أن يسبب له بعض الألم ، فسرق المحبرة و وضعها في صندوقه . عندما لم يجد ستاش المحبرة ، شك فى نيلكنتا ، أنه سرقها .كيران لم تصدق هذا ، دعت الولد إلى الغرفة المجاورة و سألته بلطف . نيلكنتا أنكر أنه سرقها ، غطى وجهه بيديه وبكى بكاء شديداً ، أعلنت كيران أنه برئ ، و دافعت عنه .
كيران قررت أن تعطى نيلكنتا بعض الملابس و النقود كهدية رحيل ، ذهبت إلى غرفته لكي تضع الهدية فى صندوقه . نيلكنتا كان فى الخارج . عندما فتحت الصندوق وجدت المحبرة بداخله ، صُدمّت ، بعد ذلك دخل نيلكنتا البيت و دخل غرفته و كيران لم تراه ، لكنه عرف أن كيران اكتشفت السرقة . فى الحقيقة هو لم يسرقها بغرض الطمع ، بل أراد أن يسبب بعض الألم إلى ستاش . كان يريد أن يرميها فى نهر جانجا . هرب نيلكنتا و اختفى ، لا أثر له . كيران احتفظت بسر المحبرة لنفسها ، و فى طريقهم للعودة إلى القرية ، ألقت المحبرة فى النهر.