اسس الكنيست اليهودي او معبد التوراة سنة 1915 على نفقة وجهاء الطائفة اليهودية ويتكون من 7 غرف ومذبح . حين دخلته بعد السقوط لارسم تحقيقا حوله هالني الخراب الي تمكن منه فقد تهدم بعض سقفه المشيد من الطابوق وتحول مخزنا للسلع ولم يبق منه ليدل عليه سوى كتابات مزرقة بالعبرية خطت باعلى جداره بمستطيل يحيط به ,لكن التحقيق منع من النشر في حينه حذر التاويلات المتشنجة.
لم اكن اعرف عن المعبد واليهود سوى انهم يذبحون الدجاج، ويبيعون السلعة بسعر شرائها ويربحون بالصناديق التي تحتويها ,وان ايديهم مغلولة -مسالمين -…
ذهبت قبل يومين وصاحبي الى موقع الكنيست فلم نهتد اليه لولا باعة حددوا لنا الموقع. فقد حجبته البسطات وسرادق الباعة المكعبة من الصفيح وسوّر مدخله الواسع بمشبك فتراجعنا مسافة لنجد ثغرة نلتقط منها صورا لاعلى البناء الايل للسقوط . واختفت من جواره محال الفخاريات .ولم تف بوعدها رئيسة لجنة السياحة والاثار التي وعدت بترميمه سنة 2014 .
في بداية السقوط مع تحقيقي الاول عنه اجابني اصحاب المحال بان مجهولين اقتحموا الكنيس اليهودي مصحوبين بعجلات واستولوا على محتوياته ومخطوطاته ..فمن هم هؤلاء … لكنا سمعنا اشاعات بان اناسا مرتبطين باسرائيل نفذوا ذلك … ولقد شهدت احدا ابان اعتقالي في سجن الرضوانية قال لي بانه تم القبض عليه لمحاولته تهريب مخطوطات عبرية لخارج العراق .
كان لليهود في العراق 118 معبدا و48 مدرسة تلمودية و 3 مقابر وتسع ضرائح لانبياء ورجال دين وفق تقرير صدر في 2020 .وكان عدد اليهود بالعراق يبلغ 12 الفا في القرن التاسع عشر. .
يوم كيبور او عيد الغفران مذكور في التوراة هو ليلة اليوم التاسع من شهر تشيريه الاول في التقويم اليهودي ,يحضر فيه كل ما يحضر عليهم بيوم السبت مثل اشعال النار والكتابة بقلم وتشغيل السيارات , وهو مخصص للتوبة والصلاة والصيام 26 ساعة ,هو يوم التكفير بالعبرية وغسل الخطايا , فيمتنعون فيه عن الاغتسال والجنس والطعام والشراب ولبس الاحذية الجلدية .
السبت بالعبرية يعني الراحة والقعود فيجتمعون فيه في الكنيس -اي دار الاجماع -لانه يجمعهم للصلاة والمناسبات .
لثلاثة اسباب يقدس اليهود يوم السبت : ( لانهم يعتقدون بان الخالق انهى فيه خلق الكون , وهو يوم نزول الوصايا العشر على النبي موسى ,ولانه يوم استراحة الخالق بعد ستة ايام من الخلق )..فتبدا فيه الاحتفالات من مساء الجمعة ..ومن اهم الطقوس فيه هو اشعال نور السبت مع غروب الجمعة فتشعل النساء الشموع بمصابيح خاصة وتتلى ادعية في الصلاة ومباركة عمل الاسرة وعدم العمل لكونه يوم سرور وبهجة ويرتل رب الاسرة الادعية لزوجته قارئا مقتطفات من سفر التكوين وذكر اسم الله على النبي وتناول كأس نبيذ , وليس بالضرورة ان يتواجد رجل الدين -الحاقان -.. ومن الادعية (يا الله يا ربنا يا ملك الكون يامن اوصيتنا ان نفي بوصاياك يوم السبت …)..وتوزع ارغفة الخبز. والدجاج المذبوح .
حسب الكتاب المقدس فان قبلة اليهود هي اورشليم الصوان المقدس يشير لاتجاه القبلة وهو مزين بستار مزخرف ,ويحتوي اسفار التوراة المكتوب بالحبر الاسود على جلد البقر .وترى البيماه -المنبر يتصدر المعبد يقرا فيه الامام -الحازان -من كتاب خاص يسمى السيدور ..فتتلى فقرات من الاسفار وفقرات من وضع الروحانيين اليهود التي وضعوها على مر العصور وهم لا يسجدون بل يؤدون الصلاة وقوفا او جالسين .
ومن الطقوس هو شراء الدجاج وشرطه ان يكون ابيض , وان يمسك بطريقة خاصة ويدار به 3 مرات على الرأس ,ذلك للتخلص من الخطايا التي تنتقل للدجاج .
لقد آن الاوان للجهات المسؤولة ان تعيد تأهيل هذا المعلم التراثي ,الذي لا يبعد سوى امتار عن مقام الامير الرضا ومسجد يجاوره للسنة ..في اشارة عفوية الى التعايش السلمي في البصرة ,التي ستعود حتما صدرا رحبا لكل الاديان والطوائف .