مرت بسلام منذ صدورها سنة 1983 حتى قامت سلسلة – افاق الكتابة -باعادة طبعها سنة ٢٠٠٠ بعد صدورها في بيروت , فاثارت جدلا واسعا وحادا في الاوساط الشعبية والثقافية بمصر حتى حظرها الازهر .
وقد تدفقت بسببها تظاهرات لطلبة جامعة الازهر وسقوط جرحى بحجة ان الرواية تسيء للمفاهيم الاسلامية ..وتمت المطالبة باقالة وزير الثقافة الاسبق الفنان فاروق حسين .. .. وقد اجاب الروائي حيدر حيدر على كل تلك الضجة ب (نحن نعرف ديننا وتاريخنا ولسنا بحاجة لفقهاء متعصبين ودعاة يرشدوننا الى الصراط .).
فيما صرح المفكر والناقد جابر عصفور ب (انها افضل رواية عربية معاصرة ومن يتهمها بالكفر هم مجموعة من جماعات الضغط السياسي الذين يتدرعون باقنعة دينية ويتولون ارهاب المثقفين) ..
بطل الرواية محمد جواد مناضل شيوعي يغادر العراق ابان تواري الحكم القاسمي .. فيلتقي بمناضلة جزائرية تعيش خيبات الظن بالثورة الجزائرية : (تراءى على وجهها ظلال اسى جارح ,لكنه صادق من زمن مشرق ولى الى زمن قاتم ,فحول الناس من حالة الحب والتضحية والتعاون الى حالة غريبة من الحقد والكراهية والانانية والوهية الما ل) .. هكذا توصف زميلته التي هزتها الصدمة التي لم تكن تتوقعها ..
استغرق الكاتب حيدر في كتابتها 9 سنوات وقد برز كاتبا سرديا حينما نشر قصصه القصيرة في الاداب البيروتية التي جمعت وصدرت لاحقا باسم حكايا النورس .
ان لغة الكاتب في هذه الرواية – وليمة – تتارجح بين اللغة الايحائية والبيانية ..لكنه ليس رائدا في هذا الحقل – الايحاء والكثافة الشعرية – لان الكتاب العراقيين تمكنوا من استكشافات بلاغية ولغة ايحائية منذ الستينيات الا ان النقد لم يواكبهم بمستوى الطموح .
لقد رحل عن العالم الكاتب حيدر حيدر يوم الجمعة الماضي تاركا ضجة جدلية ستتواصل ان لم تكن فنيا فاقلها من الناحية الاديولوجية والدينية …
ان ظاهرة الحظر تشكل منعطفا خطيرا وهو لا ينجح .. فبعد حظر الازهر زاد عدد قراء الرواية بشكل لافت …ان السيف وكاتم الصوت لن يتمكن من حجب الفكر والفن ..