يبدو ان رحلة الكتاب لم تتوقف عند دخول الانترنت ،وان من يقول لا حاجة لقراءة الكتب في عالم متغير يغري ،ويبهر في الصورة والصوت قد يتراجع ،وهو يجد حركة التاليف والنشر قد تساهم في زيادة سلة المعارف مقارنة بساعات اللهو واللعب في ازرار الاجهزة ؛بل ومضار الاجهزة اكبر من الكتاب الانيس و النافع .
وياتي عنوان الكتاب “من هنا وهناك”لمؤلفة الكاتب والشاعر عبد الحسين الحجاج تولد١٩٤٦/وهو يعترف بمقدمة الكتاب ،عزيزي القارئ هذه مجموعة مقالات كتبتها وانا في سن السبعين ؛وما كتبه هو شهادة منه لعمق الرابطة بينه وبين الكتاب والذي يريد بعض المربين محو اي اثر للمكتبة المدرسية ،وهو لم يطالع او يستعر اي كتاب منها .
ارتاى الكاتب ان يترك تلك المقالات للاجيال لتعرف ما قيمة الكتاب في حياتنا ،وهي تجمع بين الجانب الاجتماعي بنقد لاذع يتمنى ان يجد اذنا صاغية له يقول في عنوان التدخين :هو من الامراض التي تفتك بالامم والشعوب ،ويذكر انواع السكاير في العهد الملكي تركيه وغازي وفي العهد الجمهوري الجمهورية وبابل الى الانواع الحديثة وضرورة تدخل الحكومة في منع استيرادها لما لها من مضار على الفرد والمجتمع فاقول له مااشبه اليوم بالبارحة وقد سمعت جوابا قبل ثلاثة عقودعند محل للحلاقة نفس السؤال ؛فكان الجواب من منتسب في الداخلية ان الشعب اذا تلهى بالتدخين فهو سبب لاستقرار الدولة، ولا يخرج عليهاوان بقاء التدخين امر ضروري لها،وهنا يذكر ها الكاتب بالوصف في القائل بها
وصفراء بيضاء الثياب نقية لها خلق سام اغر كريم
اتحرق من اجل انتفاعي نفسها
واتركها ؟اني اذا للئيم
وهنا اشير انا الى الكاتب بالقول ان شاعرنا الرصافي قال في سكاير غازي وكان من المروجين لها في بيتين طريفين
دخن سجارة غازي في و قفة واجتياز
جازي بنصحي خيرا ان كنت ممن يجازي
ومن الطرائف التي قراتها عن التدخين ،ان المدخن لا يصيبه الشيب ،وان كثرة السعال منه تطرد حرامي الليل ،ومسك العصا في النهار تبعد عنه الكلاب الضالة .
ويدخل الكاتب الحجاج الى عنوان عالم المساحيق والاصباغ يقول: تتراكض النساء وكذلك الرجال على محال الاصباغ ،وخاصة اصباغ الاعراس ،وربما سيقول القارئ هل ان الجمال بعيد عن نساء بلدتنا ،وماذا عن مراكز التجميل التي انتشرت اليوم ويرد هو عن الغاية “يبدا الانسان الذي يفتح صالة للتجميل من الصفر وخلال سنة واحدة يمتلك المليارات
.وعنوان عن ازمة السكن ومشكلة الانسان يضرب الكاتب الحجاج مثلا في نزاهة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم ،والذي رفض ان يعطي شقيقته دارا في مدينة الثورة في بغداد مدينة الصدر حديثا ؛بعد ان يكمل بيوت الفقراء .وما تحدث به الكاتب عن المساحيق والاصباغ،فانه يدخل الى عالم الجمال والمنطق والاخلاق في عنوان اخر يقول :هي كلمات ثلاث ما اعلاها وما اغلاها في الحياة الدنيا ؟ويفرق بين الجمال الجسدي والمادي والجمال المعنوي ،وجمال الصوت عند المرء والمراة .
ومن بين العشرين مقالةو التي ضمها الكتاب نجد مقالتين هما اقرب الى اليسرة عنوان انا / وفي الذاكرة /وبعد هذه السنين /ومقالة حية وذئب يصف فيها الكاتب ارضه والزراعة والنهر ومشكلة الخنازير في ناحية الهوير (عز الدين حاليا )وماكنة السقي ،وحادث مر عليه في انقاذ طفلة من ذئب في المزرعة ،ويعرض بعناوين اخرى /طب اليوم واعشاب الامس ،ولعب الاطفال /التسول والمتسولين فيذكر قصة الرجل الذي ياتي مستجدياالبيوت و الناس الذين يصادفهم في طريقه فيقول الكاتب ،ولكن صادف ان ذهبت الى مكتب توزيع رواتب المتقاعدين فرايته يجلس الى جانبي ؛ونادوا باسمه فتسلم راتبه وجلس الى جانبي ،وقال احسب لي راتبي من فضلك فاذا هو ٧٧٠/الف دينار عام ٢٠١٦.
ويذكر ان الكاتب والشاعر عبد الحسين الحجاج قد اصدر على نفقته الخاصة تسعة كتب منها مختصر موسوعة الغدير وشخصيات اسلامية وكتاب الحادي في كشكول العبادي والاشواق في ادب العشاق وكتاب بين الامس واليوم وكتاب ذكريات من مركز ناحية عز الدين سليم والتي انجبت المفكرالشهيد عز الدين سليم (عبد الزهرة عثمان)اضافة الى كتابه من هنا وهناك والذي نختم به مقالاته و قوله تلك الذكريات لا يمحوها الزمن بمرارتها .