إلى حالمتي..
السلام عليكِ يا حضني الآمن و ملجئي الدائم..
مع صباحات حزيران المعتدلة الأجواء أبعث إليك عبر أثير النسمات بأكاليل عشق و شوق من ابنتك البارة بك حد الوفاء..
بعد أن تركتكِ ذات صبا مجبرة لا مخيرة
اُنتزعت من داخلي مدن السعادة.. و ثقبت روحي من حرة الحنين إليكِ يا وردتي الذابلة في عهد الضيم و الحرب..
كيف كنت في سابق الزمن و كيف آلت بك الأيام عبر تقادم السنين و طحنتك أنامل سوداء تنهش بدون رحمة في جسدك الطاهر و ترابك المبلل بمسك التحدي و مجابهة المحن؟؟.
كم أعشقك حالمتي الحبيبة،،،
و أقدِّس ذرات هوائك المخلوط بأريج الثقافة.. و تنحني حروفي أمام شموخ كبريائك يا مليحة تلتحف نقاب الإباء رغم كل الذل الذي يفرض عليك..
آه يا محبوبتي،،،
لو تدرين مدى توقي لاستعادة ذكريات الطفولة في رحابك الهادئة و اللهو بين سهولك المكسوة بالسندس الأخضر..
و كم تتراقص نبضاتي عندما تغزوني رائحة تاريخك التليد المنبعث من بين آثارك و مبانيك و لن أنسى عذوبة أنفاسك المتسللة من قلعتك القاهرة المتوسدة على عرش التاريخ..
آآآه يا ملهمة الشعراء،،،
كم تشبهين يوسف في جمالك، فكادوا لك كيدا و رموك في غيابة الغدر .. لكن مهما حاولوا دحرك إلى الهاوية و زعزعة بنيانك فإنك تستندين على جبل صبر المغوار ثم تنهضين محلقة بسؤدد إلى سماوات العلا و هناك تومضين ببروق السلام..