يعد ظاهرة إبداعية ميزت المشهد الثقافى الجزائرى لكثرة المؤلفات والتى بلغت رقم 13 مؤلفاa تناولها الكاتب عمرانى عبد العزيز من خلال الرؤى المختلفة من مؤلف لأخر ، أنجز هذا الرقم وهو لا يزال فى سن صغيرة ، لفت انتباهنا فى عديد العناوين وهذا العطاء المتواصل فى مجال الكتابة ، فكان ضيف الصفحة الثقافية لجريدة المسار العربى من خلال هذا الحوار الذى قدم فيه الكاتب مسيرته التى تتخللها نشاطات أخرى
* كيف اقدم الكاتب عمرانى لقراء المسار العربى ؟
الكاتب عبد العزيز عمرانى :عبد العزيز عمراني من مواليد 1994 بمدينة مليانة ، جزائري الجنسية يعرفني البعض كوني كاتبا روائيا ، مؤلف و باحث رغم نشاطي القليل في الساحة الأدبية لعدة إلتزامات أخرى ،كما يعرفني البعض الآخر على أنني فنان تشكيلي تخصص رسم بورتريه ، مسير فى التنمية البشرية و ناشط مدني و منظم لعدة جمعيات خيرية و ثقافية و مستشار لدى البعض منها ، إضافة إلى ذلك منظم للملتقيات الجهوية و باحث في مرض السكري و منظم للحملات التحسيسية .
* فى رصيدكم 13مؤلف فيما تتمحور هذه المؤلفات؟
الكاتب عبد العزيز عمرانى :يقدر عدد مؤلفاتي ب 10 كتب و 3 روايات ، حيث أن هدفي هو إفادة الناس و نشر الوعي و العلم و الحس الديني و بهذا لمست في كتاباتي عدة مجالات و في بداية مشواري كان لدي إيمان كبير بأن لكل داء دواء و يقين أن العالم يخفي عنا الكثير فبدأت رحلتي بالبحث في مرض العصر ” داء السكري” على أمل أن أجد له دواء ، فكان أول كتاب لي هو” سكري العصر ” سنة 2014 الذي تكلمت فيه عن السكري بالتفصيل للمصاب والغير المصاب وأحطت بجميع جوانبه دون أي تضليل بعيدا عن المعتقدات الخاطئة و السائدة كما وضعت به صور توضيحية وخلاصة في كل مجال لتسهيل القراءة بسرعة ،والغاية منه إرشاد الناس و التحكم في هذا المرض .لكن سرعان ما رأيت أن السلطات و الجهات المعنية لن تهتم بهذا الكتاب لأن القضية قضية تجارة طبية و تسويق الأدوية فواصلت البحث و التجارب للخروج بكتاب آخر سنة 2020 تحت عنوان “نهاية السم الأبيض ” ليكون ككنز للجميع يحل جميع مشاكل البطن و السمنة و الأمراض المزمنة و السرطان ، به برنامج تخسيس جد عملي و فوائد جمة، كما يعالج السكري نهائيا وفي نفس المجال كان لي كتاب للعلاج بالقرآن الكريم ، صحيح أننا كمجتمع مسلم نؤمن أن القرآن علاج لجميع الأمراض الروحية و الجسدية و لكن كيف يكون ذلك ؟ الطريقة الخاطئة في العلاج جعلتنا نبتعد عن الدين و كأننا نقول لن يجدي ذلك نفعا أفضل من الدواء . هذا الكتاب لا مثيل له جاء تحت عنوان “شيفرة القران في علاج الأسقام” لكل من طرأ عليه عارض صحي جسدي أو روحي كالحسد و الربط و العين و السحر و فيه عدة فوائد لقضاء الحوائج و حل العقم ، وذلك عن طريق فك شيفرة القران الكريم بآيات معينات و حسابات جد دقيقة و في نفس المجال الروحي كان لي كتاب تحت عنوان ” المغني الروحاني ” و هو كتاب لكل طالب علم روحاني و راقي جاهل بالقران و الالتزام و الشروط ، بإذن الله سيكون هذا الكتاب سند وعون وحصن منيع ، فبه يكون بالمرصاد لكل سحر و مس و سبب في شفاء المسلمين ، فهو شامل و كامل بإذن الله لكل ما يريد معرفته من أسرار و علوم. و بما أننا تكلمنا عن الدين و القرآن فلدي مؤلفات أخرى الهدف منها كشف الستار عن الدين الحقيقي و نفي كل الأساطير و المعتقدات السائدة حول الدين و المتعلقة بالكون و بداية الخلق و علامات الساعة و زوال الكون و عدة أمور و عدة أسرار تكشف لأول مرة لا ذاكر و لا مذكور لها استنادا للقران الكريم و الكتب السماوية بالتفسير المنطقي المعمق .كما كتبت أيضا في مجال تخصصي تنمية بشرية و تطوير الذات باللغة العربية و الإنجليزية كتابين تحت عنوان ” إريكوس ” و “هيركليس ” و كتاب دراسة سلوكيات ” طفلي قرة عني ” و روايتان من الجانب العاطفي و رواية أخيرة لسنة 2020 تحت عنوان ” دزيري ” ليست كباقي الروايات فهي تاريخية اجتماعية تعد مرجع لكل جزائري يريد أن يكون على دراية كافية بالتاريخ كما أن هذه الرواية تتكلم باللهجة الجزائرية بطريقة هزلية غير مملة و كأنني في مقهى مع القارئ نتبادل الحديث فنضحك تارة و نتذكر أشياء تارة أخرى لنتكلم فيها حيث تعالج الرواية عدة قضايا اجتماعية و تكشف الستار عن عدة أمور يجهلها البعض منذ الاستعمار الفرنسي ليومنا هذا .
* الرقم في حد ذاته يعد كبير ،كم من الوقت استغرق الكاتب في إنجاز هذه المؤلفات جميعها؟
الكاتب عبد العزيز عمرانى :المدة التي أقضيها في الكتابة مرتبطة بسرعتي في الطباعة على الحاسوب بالإضافة إلى التنسيق الداخلي للكتاب و تصميم الغلاف و الكثير من الأمور بحيث أحب الإحاطة بجميع جوانب الكتاب بلمستي الخاصة قبل عرضه على دار النشر و تلك المدة قصيرة لا تتجاوز الشهر أما عن دراسة الفكرة و توسيعها و تحليلها و الخوض في الشبهات المتعلقة بها و مشاكلها تأخذ مني وقت كبير و سنين بل كل وقتي حيث اطرح أفكاري و أنتقدها بنفسي و أبحث فيها ثم اعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي في شكل مقالات صغيرة للنقاد . بخلاصة أدرس عدة مواضيع في السنة و أتفرغ لها لأطرح عدة إصدارت بعد سنتين أو ثلاث .
* فيما يكتب الكاتب عمرانى ؟
الكاتب عبدالعزيز عمرانى : الكاتب الحقيقي بشكل عام لا يهتم بالموضوع الذي يكتب فيه أو عليه أن يكتب فيه بقدر ما يهتم إن كان ذلك المجال أو تلك الفكرة التي تبناها تستحق الدراسة و البحث و إن كان المجتمع سوف يولي إهتمامه لما يكتب . لهذا أكتب في أي موضوع كان فالكتابة تبدأ بفكرة خاصة ، أحيانا مما نراه في مجتمعنا و أحيانا تأتي عن رغبة في دراسة شيء ما و لا أنكر أنني أحاول دوما أن أكون استثنائيا فيما أكتب و أثبت وجودي ،بحيث أطمح لأمس جميع الجوانب المهمة من حياة الإنسان و تكون مؤلفاتي ككنز يحمله بين يديه تعالج مختلف مشاكله من حيث الصحة و الدين و التاريخ و الجانب العاطفي و الحياة الاجتماعية و تخلصه من الأفكار و المعتقدات السائدة
* ماذا تقولون في كثرة دور النشر التجارية وكيف يتفطن الكاتب لهذه النقطة ؟؟
الكاتب عبدالعزيز عمرانى :تجارة تليها تجارة و حتى أعزز كلامي هذا ، من غير الطبيعي و القانوني إصدار مجموعة خواطر في شكل كتاب فالخواطر لم يعترف بها بعد كنص أدبي فكيف تنشر في شكل كتاب . من هذا نفهم أن المراد هو كسب المال و الضحك على الكاتب و لكن أنا شخصيا لا أستغرب و لا أتعاطف مع الفئة هذه من الكتاب لأن معظمهم يريدون إصدار رواية أو قصة للدخول إلى الساحة الأدبية من أي باب كان و لا يهمهم محتوى ما ينشرون . و الكاتب بشكل عام متفطن لهذه النقطة و كنصيحة عليه البحث جيدا فجميع العروض التخفيضية وراءها عقود مثبطة .
* من لفت انتباهكم من الأقلام الجديدة ؟
الكاتب عبدالعزيز عمرانى : توجد العديد من الإصدارات الملفتة للإنتباه و يبقى المشكل في توزيعها فعدد 100 نسخة موزعة على 48 ولاية قليلة جدا و أحيانا الكاتب من يقوم بتوزيع نسخه و هذا لا يسمح لنا جميعا بمعرفة محتويات الكتب . أما التنافس للظهور في الساحة الأدبية أصبح مرهونا بالمال من حيث عدد النسخ المطبوعة و المال لترويج صفحة الكاتب ليكسب جمهور أكبر .
* الحركة النقدية فى الجزائر ،كيف يراها الكاتب عمرانى من خلال ماكتب عن مؤلفاته ؟
الكاتب عبد العزيز عمرانى :بصراحة سبق و قلت أنني أطرح الأفكار للانتقاد قبل أن أدونها في الكتاب ، بالتالي كل الانتقادات بعد صدور أي كتاب تكون حول سني و حول ما دخلي في ذلك المجال الذي كتبت فيه لأن النقاد عادة ما يربطون السن بالعقل و الإنجاز بالتخصص الجامعي . و بشكل عام النقاد في الجزائر قليلون و إنتقادهم يكون دوما خارج الموضوع على عكس النقاد في مصر و العراق .
* حدثنا عن مشاركاتك فيما يخص المعارض وأي مؤلف لك كان الأكثر طلبا ولماذا؟
الكاتب عبد العزيز عمرانى : حضرت المعرض و لم أشارك فيها لعدم إقتناعي بها و بعيدا عن الأدب شاركت في عدة ملتقيات من بينهم الملتقى الوطني للنوادي الخضراء في طبعتيه 7 و 8 و المشاركة في أولمبياد الشباب و المؤتمر الثاني الوطني للمسعفين و الكثير من المعارض في السنة الواحدة بعيدا عن الساحة الأدبية . و المؤلف الأكثر طلبا هو كتاب إريكوس بسبب تصميمه المميز و الفكرة الجديدة التي كان يحملها و عادت بنتيجة جيدة على القارئ .
* في الختام، قل ما شئت .
الكاتب عبد العزيز عمرانى :في الختام أقول أنني أصبو إلى التميز و أي مجال يمكنني الإبداع فيه فأنا له و لا أهتم بكلام الناس و النقاد و هذه رسالتي للكتاب الناشئين و جميع الأصدقاء فالأعداء و الحساد كثيرون و العقبات موجودة بأي شكل من الأشكال و كبشر خلقنا الله لغاية أسمى و لنكمل بعضنا البعض و نعمل بجهد و نقدم الأفضل للمجتمع ، و ها قد جمعتنا الثقافة و الأدب هنا من خلال هذا الحوار سيدتي الصحفية المتألقة و الكاتبة ” تركية لوصيف ” سعيدا بالتكلم معك و تمنياتي لك بالتوفيق و النجاح و الشكر موصول لجريدة المسار العربي على إهتمامها هذا بارك الله فيكم و في كل ما تقدمونه للساحة الفنية و الأدبية من دعم .