العنوان هو أول ما يلفت الانتباه، عند حمل أي كتاب. وقد يكون دليلا يرشد القارئ في متاهة الحكي، أو قد يكون له بعد آخر. و”عقد المانوليا” من النوع الأول، فعنوانه يعتبر عتبة نصية مهمة تضيء سيرورة وصيرورة الأحداث التي تتنامى بشكل متصاعد، يمتد على طول أزمنة مختلفة وأمكنة متباينة.
مع الغوص أكثر في هذا العمل الأدبي، يدرك القارئ أنه ليس مجرد متلق، بل هو مشارك في لعبة سردية عليه أن يتوخى الحذر حتى لا ينفلت منه الخيط الناظم لها.
شخصيات الرواية نابضة بالحياة بشكل لافت، كأنما في كل حركة من حركاتها تذكرنا بأنها شخصيات حقيقية وليست شخوصا ورقية.
يسافر القارئ في هذه الرواية في أمكنة متعددة، في الوقت الذي تسافر فيه عينه بين السطور. وسطرا بعد آخر، تتشابك الأحداث وتتواتر بسلاسة، محكمة بقبضتها التشويقية على فضول القارئ، ملزمة إياه بالاستمرار في المشاركة في بلورة الأحداث.
هذه الرواية مخاتلة، توهم المتلقي بأن تيمتها عاطفية ترتكز على قيمة الحب، بينما تيمتها الحقيقية والجوهرية هي فعل الكتابة.
جمل الرواية تتنوع بين القصيرة والطويلة تنوعا هندسيا، يشي بدربة ومراس الكاتبة نعيمة السي أعراب التي احتفت في هذا العمل بالموسيقى والسينما والمسرح، إضافة إلى الفن التشكيلي والشعر، مؤثثة عملها بكل ما من شأنه أن يساهم في بلورة الأحداث التي جعلت النص ينبض بالحياة؛ حياة ما زلت أنبض معها وأنا أعيد قراءة هذا العمل، لأدرك رسالة هذه الرواية بطريقة مختلفة حتى أتمكن من مقاربتها بشكل أفضل.