يبحث هذا الكتاب في الخصائص التي تشترك فيها الحركات الجماهيرية سواء كانت دينية ام اجتماعية ام قومية .
وهذه الحركات ليست متماثلة لكنها تشترك في صفات رئيسة تخلق بينها نوعا من الشبه العائلي .
تولد هذه الحركات في نفوس اتباعها استعدادا للموت وانحيازا للعمل الجماهيري وجميعها تولد التطرف والحماسة والامل المتقد والكراهية وعدم التسامح وجميعها تتمكن من تفجير طاقات قوية من الحراك وتتطلب من اتباعها الايمان الاعمى والمطلق .
رغم الفوارق بين المسيحي المتطرف والمسلم المتطرف والشيوعي المتطرف والنازي المتطرف الا ان التطرف لدى هؤلاء كان له طبيعة واحدة .
ان القوة التي تدفعهم للانخراط بالحركات الجماهيرية لها درجة من التماثل متمثلة في الاخلاص للحركة وايمانهم بها وسعيهم الى السلطة ووحدتهم واستعدادهم للتضحية بالنفس .
ويؤكد المؤلف ان اغلب المنضوين للحركات الجماهيرية يتطلعون الى تغيير مفاجيء وكبير في اوضاعهم المعيشية فالحركات الجماهيرية اذن وسيلة واضحة من ادوات التغيير.
بعدها يتناول المؤلف الحركات الجماهيرية الدينية سواء منها المسيحية او الاسلامية وصولا الى الحركات الجماهيرية المعاصرة فيؤكد ان القومية كانت المحفز الاساس لها في احداث الحماسة الجماهيرية ويضرب مثلا في تحول اليابان الاسطوري الى دولة حديثة بسبب تحفيز العامل القومي .
ان الذين يحاولون تغيير امة لا يحققون هدفهم بخلق حالة تذمر واستثمارها بل عليهم ان يوقدوا الامال الجامحة.
يقع الكتاب بترجمة د. غازي القصيبي في 237 ويضم4 اقسام تتفرع منها فصول مستفيضة عدة .
صدرت الطبعة الاولى منه سنة 2010.
_______________
اريك هوفر (1898 –1983) فيلسوف الأخلاقية والاجتماعية الأمريكي . ألف عشرة كتب وحصل على وسام الحرية الرئاسي عام 1983 وعلى شهادتي دكتواره فخرية .
عمل مزارعا في امريكا ومنقبا عن الذهب وعتالا في البواخر .