صدرَ للكاتب و الاديب عمر عبد العزيز العثمان , ديوانه الاول بعنوان , تحت شمس الكلام , عن دار الجنوب للطباعة والنشر والتوزيع في البصرة , و هو من القطع المتوسط في (110 ) صفحةَ و يتضمّنُ (15) خمسَ عشرةَ قصيدةَ من شعر التفعيلة تم جمعها من مجموعة قصائد كتبها منذ ما يقارب 5 عقود ليقدمها لطباعة على نفقته الخاصة , و تميزت طبعةُ الديوان بخلوها من الاخطاءِ اللغويُةِ أو النحويّةِ .
وقال الاديب , عمر العثمان: تناولت مواضيع وجدانية و ذاتية و وطنية واجتماعية ’ و تفاوتت تواريخُ كتابتها مابين الثمانينات والعام الماضي , الا انَّ الرابطَ بينها هو رغم الفارق 5 عقود من كتابتها , كونها تعبّرُ عن الذات واحاسيسها ومواقفها الانسانية والوطنية والوجدانية , تتميّزُ لغةُ القصائدِ كونها بـ اللغة الفصحى الوسط وهي تلك اللغةُ التي تخلو من الاغراب والتقعّر والغموض ، كما انّها لغةٌ لاينقصها الوضوحُ والصراحةُ والعفويّةُ ، لكنُها تخلو من التبسيط والمباشرةِ .مضيفا : بعضُ القصائدِ تتضمّنُ (الرمزيُة ) الا انّها لاتبلغُ الابهامَ ؛ بل تتناولُ الموقفَ الشعريَّ تناولاَ يقرّبُ الفكرةَ ويجلي المشاعرَ , و البعضُ الأخر جاءت باسلوب (الحكاية) وبعضها جاء باسلوب (الحوار) الحوار مع الذات او الحوار مع الآخر وكل ذلك كان ضروريّاَ لكي يمنحَ تلك القصائد حيويُةَ داخليُةَ كانت ضروريّةَ ضمن النسق الشعريَّ المنتظمِ في متن النص , و لدي اكثرَ من عشرةِ كتبٍ في اللغةِ والنحوِ والتأريخِ والشعر والنقد الادبي , وفي السرد كتابان ولكن مع الأسف لم يتم طبعها لانها مكلفة على حسابي الشخصي , وربما أقومُ باعداد كتابٍ في السردِ وتهيئته للطبعِ .
والاديب حاصل علىى بكالوريوس لغة عربية جامعة البصرة , ماجستير في علم اللغة بدرجة امتياز البصرة و ماجستير في النحو بدرجة امتياز جامعة مصر , و يعدِّ الدكتوراه بجامعة مصر , عمل مدرسا في الكويت 1978- 1976 , ثم عاد الى العمل في 8 اعداديات و ثانويات البصرة حتى عام 1992 لينتقل الى التدريس في اليمن حتى 2002 لمادتي النحو والبلاغة في معاهد إعداد المعلمين ، ثم عاد الى مدينته ليشغل عده مناصب في وحدة الإعلام التربوي بتربية ابي الخصيب و رئيس لجنة التربية في مجلس قضاء ابي الخصيب مع إعداد الدراسات والابحاث في الشأن التربوي والاشرفَ على المسابقات الثقافية لمدارس ابي الخصيب , كاتب و شاعر و مؤرخ و باحث في علوم اللغة والنحوِ و الادب ومُدقّق لغوي لرسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه و النشرات الثقافية , رئيس لجنة العلاقات الخارجية في منتدى السياب الثقافي و نائب رئيس اتحاد القوى الشعبية الثقافي , له حضور في المنتديات والمؤسّسات الأدبية والثقافية والأكاديمية في البصرة وعمله التطوعي مع منظمات المجتمع المدني , له دراسات لغوية ونحوية , التعسير والتيسير في النحو العربي عند القدماء , نحويون قدماء في قافلة الاحياء النحوي , نحويون محدثون في قافلة الاحياء النحوي , مناهج التيسير النحوي في العراق الحديث بين التأصيل النحوي و الانفصام التراثي , دلاليون في تراث العربية قدماء ومحدثون , نظرية النظم عند الامام عبد القاهر الجرجاني بين معاني النحو وتيسير تعليمه .
و دراسات في النقد الأدبي , على ضفاف النقد رؤية في الشعر والمنهج , الشعر بين الالتزام الفني والانفصام الايدولوجي , تجليات الجمال والايمان قراءات في قصائد مختارة , شعر السياب مِن جيكور الى بغداد فالعالَم قصة التجديد في الشعر العربي الحديث , وفي الدراسات التأريخية , تفكيك التأريخ في العراق الحديث فريضة وطنية وضرورة علمية , مفاهيم تأريخية ينبغي ان تُصحّح , أكاذيب تفضحها حقائق التاريخ , وللتأريخ لسان مواقف وعِبَر , صفحات بيضاء صفحات سوداء من تاريخ التعليم في العراق , معلٌمون في ذاكرة الأجيال , خالي الدكتور محمد ناصر تربويّاَ وزيراَ وسفيراَ وانساناَ , و رسالة ماجستير ( جهود الاحياء في الموروث النحوي واثرها في الدرس اللغوي الحديث في العراق , رسالة ماجستير ( جهود احمد عبد الستار الجواري في الدرس النحوي دراسة نقدية )
وفي مجال القصّة القصيرة , على ضفاف نهر باب سليمان , وتلك الايّام , المشاركة بافلام وثائقية عن ابي الخصيب ضمن مشروع (ذاكرة البصرة التاريخية) لوزارة الثقافة .
قصيدة من ضمن ديوان تحت شمس الكلام
أسئلة ولدي
ويسألني ولدي..؛
لِمَ أنتَ يا أبتاهُ ….. ؟
في حزنٍ تليد…؟!
يسألني !!!!!!
وتدورُ …..
عشراتُ أسئلةٍ كبرى !!!
حزني …. يا ولدي
أني من طينٍ…. من روح
ذرّاتٌ مِن أفكارٍ !!
سحاباتٌ من أمطارٍ …
حمائمُ من نسماتٍ حرٌى …
صحائفُ من زفراتٍ ثكلى !
مُذ أيامي الأولى
مذ وطأت قدمايَ
بيتَ أبي
منذ الصرخةِ الأولى ؛
كانت أمّ درويش ….
تأخذني حضنَاً أتدفّى ….
أمّ درويش
قابلتي
أول امرأةٍ تشهد ميلادي
ما أجملها !!!!!
كانت سوداءَ اللونِ
تحضنني
أقبّلها …….. تقبلني
في صدرها عطرٌ …
أنسامٌ من عاطفةٍ حرّى
وحين يزحف مولود لامرأةٍ
في باب سليمان….
أتصيّدُ جيأتها …. أتحرّى مقدمها
ألمحها ؛ أسعى بين يديها ….
أقلّدُ مشيتها …. أراودها ….
تدخلُ منزلنا ….. أمّي تستقبلها ….
تنقدها دينارَاً …. دينارين….
مع كيسٍ من حلوى ….
أحبّها …..تحبّني ….
وما أن يصافحُ وجهي… وجهها……
تمطرني ….قبلاتٍ…
لازلت أتحسّسً مواقدها الحرّى
* * *
يا ولدي ….كان الحبُّ ميراثاً من جدّي
أنثرهُ …. ما زلتُ …. قمحَاً تأكلُ منه الطير
وردَاً. ……يمطرُ …..أنسامَاً تسري …
ليلاً …. صبحَاً ….. أشواقَاً من حقلي …
فأحملها عني …ميراثي …من جدّي ..
* * *
يا ولدي ….
ومازلتُ… كما…. كما كنتُ ..
المحرّمَ …. أيامٌ ثكلى ….
أبكي …… ما زال الأمس هنا …. يبكي؛
وكأني ….اليوم …..اليوم ….لا أغادرُ أمسي ..
أنصتُ للمذياع …. يأتيني صوتُ …
الشيخ عبدالزهرة الكعبي
إنّي….أسمعه …
تتسللُ الكلماتَ …صاخبةً تهدرُ
في رأسي … تتموجُ … ما بين الأضلاعِ ؛
تسكنُ نفسي…. يعلو نشيجُ تقطـُعه
شهقاتٌ …. دموعٌ تهمي …
* * *
في التاريخ … سيبقى
وفي الحاضر ….. عنواناً للحقّ … للمبدأ ….
حسيننا …. بضعةٌ من نبيّنا ….
قطعةٌ من صلاتِنا ….
محبةٌ وولاءٌ….. أنتمُ …. آل رسول الله….
مَن لا يصلي عليكم .. لا صلاة له
* * *
ولدي …. يا من تسألني
فأنا مغتسلٌ في ماء حسين..٫
مذ أعوامي الأولى …
تأخذني أمّي ؛ أتطّهرُ ….
العلويةُ فهيمةُ…. تحملني … توسّدني للقبلةِ ؛
ترفعُ رأسي …. والقرآن بين يديّ …
تقرأُ ….. تختمُ…. ويطهّركم تطهيرا…
* * *
يا ولدي ..
والعمرُ … عمري … ترنًحَ ؛
فوق دروب الحزنِ ….
والدمعُ نارٌ في الجفنِ … والدمعُ
مدراراً يهمي …. بلا عمرِ !!
والعمرُ. .. أقدارٌ تجري ….
والعمرُ… كتابٌ … وكتابي منقوشٌ فيه …
( الله ..محمد..آل البيت الأطهار..الصحابة الأبرار)
يا ولدي …
الدنيا أنسامٌ تُحمَلُ …. آجالٌ تتقضّى …
أورادٌ …. أشواكٌ …. أفراحٌ … أحزان …
والإيمانُ … يعصمُنا ….. وعراقٌ يظلّلنا..
والنشوةُ كالأمطار … تغسلنا … تطّهُرنا …
تجمعُنا ….. تخصبنا … تزرعنا ؛
نخلاتٍ ؛ نتفيؤها ….
(( يا ولدي )) .
أبو الخصيب
26/ 7 /2023