نظر إلى زوجته، استمع إلى نبرات صوتها القاسية، تناسى لحظات الحُب والارتباط التي مرت بينهما…
قرر الفرار والنجاة من جفاء وجبروت امرأة، بدأ في قارورة ذاته بأنه لابد أن يحيا، أن يتعايش، يستيقظ وسط نفحات إكسير البداية، يبحث بين أرجاء الدُنى عن طقوس دنيوية جديدة، تستنشق همسات العشق الأفلاطوني…
ذهب وقت الغروب إلى المقهى المعتاد الذهاب إليه، أخذ يفكر، يدعو ربه، يتحدث مع نفسه، يتحاكى بينه وبين فنجال قهوته الساخن، ينصت إلى أحاديث أصدقاءه، لن يشعر بِكل مِمَن معه أو حوله، يمقت العودة بنهاية السهرة إلى منزله، تسوء أذناه كلما تذكر حِدة كلماتها… بركان ثائر يتنسم عشقا، يرتشف حنان الأنثى من بين أحضان القلم والقبلات عند قراءة الأشعار، بين أحرف وأسطر وقوافي كل قصيدة… تلاقيا صُدفه هو وأنثاه فاتنة الروح الندية الخميلة، تلاصقا فكرا وجسديا وروّحانيا، تعانقا، احتواها بشدةٍ… بداية حياة كان يرتجيها، يناجيها، ينتظرها، بل الحياة في عينيه أنثى حقيقية، ليست فقط امرأة .