يتناول المؤلف عباس حسن القياس والتعليل والتعريب والنحت وما يتفرع عنها ويضم 96 عنوانا رئيسا.
وبعد مناقشة تأريخ اللغة العربية وتطورها وصراع اللغويين والنحويين بين المدرستين الكوفية والبصرية نراه يميل الى الرأي الكوفي لان فيه توسعا للغة بفضل القياس ويشجب الرأي البصري لانه ضيق بالسماع .
وقد استخلص خمس حقائق:
1- ان لغة القبائل العربية على اختلافها صحيحة فصيحة وكل واحدة منها يصح الاخذ بها والقياس عليها .
2- رغم ان بعضها اكثر شيوعا واوسع نفوذا فلا يحول هذا دون الاستشهاد بغيره والاحتجاج به .
3- ان العربي قد يستخدم لهجة غير لهجته والفاظا غير الفاضها ويستغني عن لغته او لا يستغني ,
4- وقد ينفرد العربي بالابتكار وقد يكون ذلك راجع الى لغة قديمة وصلت اليه ولم تصل الى الناس.
وبعد هذه الحقائق يعرض عما يسميه النحاة (المفرد والشاذ ) او القياسي والسماعي . وبعد ان يعّرف المؤلف المصطلحين القياسي والسماعي يتناول مشكلة نحوية فيصفها بالمبهمة وان المراجع لم تبحثها كما يجب ولم يتم كشف الابهام عنها فمتى نقول عن النظائر انها كثيرة يقاس عليها او قليلة لا يقاس عليها وهل العد كاف لهذا وهل تكون الكثرة بثلاث او خمسين او مائة .
فلا دخل بالقلة او الكثرة ومن اجله كان الكوفيون اقرب الى الحق والواقع (اجازوا القياس على المثال الواحد المسموع – حسب محاضر جلسات المجمع دور الانعقاد الاول ص 363 ).
لقد منعوا جمع مفعول على مفاعيل جمعا قياسيا رغم ان بعض النحاة احصى ما ورد منه قرابة عشرة الفاظ ومعنى هذا ان العشرة ليست كثيرة عند البصريين .
ومن جراء هذا تشدد البصريون فان وجدوا ما يخالف انفسهم امام شواهد فصيحة تخالف مذهبهم وتهدم قواعدهم لجأوا الى التاويل المصنوع والتكلف المفسد .
يقول المؤلف لم يتورع البصريون من تطبيق قوانينهم على ايات كثيرة من القران ومنها انهم يقولون ان الحال لا تتقدم على صاحبها المجرور بحرف الجرفتصدمهم الاية ( وما ارسلناك الا كافة للناس )
عندئذ يذهبون الى تعليل وتخريج غير مقنع.
هكذا يواصل المؤلف تقديم الحجج ليبرهن بان القواعد التي ابتكرها بعض النحاة قيدتهم وحجمت من توسع اللغة وشوشت المتلقي .
____________
عباس حسن (1901م – 1979م) نحوي مصري، وأستاذ اللغة العربية بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة سابقاً. اشتهر بكتابه النحو الوافي في أربعة أجزاء ضخمة، والذي وُصف بأنه (أفضل كتاب أُلِّفَ في النحو في العصر الحديث).