عند نقطة العبور يتساءل الروائي المصري جمال الغيطاني عن أبي حصيرة والضجّة التي تُقام له كلّ عام؛ وحتَّى لا نغرق في الموضوع ويصيبنا الملل نوجز مرافعات الغيطاني عن أبي حصيرة ذلك القدّيس اليهوديّ الذي يحتفل به الوافدون الإسرائيليون إلى مصر من باب السَّياحة، و السماحة فتكمد بعض نفوس المصريين ويظهر الإحتجاج على وجوههم، و إشارات ايديهم عن بني إسرائيل في الغضب.
وهنا يتساءل الغيطاني لماذا؟ وما المشكلة؟ ويفتح ابواباَللجواب يقول”إذا كان التطبيع الثقافي قد تعثّرمنذ ثلاثة عقود، فإنّ التطبيع الزراعي في ريف مصر يتمَّ على أوسع نطاق مع وجود الخبراء الزراعيينَ الإسرائليينَ”
والتطبيع الإقتصاديّ بلغ أعلى درجات له، ويبلغ الحدَّ عند الغيطاني ان يقول”إنّ محاولات إسرائيل للتغلغل في المجتمع المصري لإستثمار إتفاقية كامب ديفيد إلى أقصى حدّ.
هذا ما يحدث من صراع في المجتمع المصري أعمق إلى الغور؛ واجدى ان يظهر للقاريء رغم تفرّد القطاع الفنّي في مصر بالجدارة، والتغطية على مستجدات في المجتمع المصري بارزة وجديرة التغطية. لا ان يظهر العراقي في مشهد سينمائي منكسراً مثبوراً من الإرهاب، وخطّ الطريق إلى بغداد سألك للإنتهازيين، والإنتحاريين مع تشويه لثقافة البلد، وتماسكه الإجتماعي
إذن هي السياسة التي تقلب القدور، وتظهر سوادها؛ وتفتّش عن الحبّة كما يقول المثل لتجعل منها كُبّة.
لماذا لا تعالج بعض الأصوات التطبيع الزراعي، رغيف العيش من بذور تغلغلت، ورسمت عن السهل، والجبل، وغدران المياه.!
إنّ ثقافتنا السلبية البارزة على صفحات جرائدنا هي للتقويم، والتذكرة، وهذا امر واجب؛ ولكن ان تستغل إستغلالاً بشعاً وتضخّم الأحداث وتفتح القنوات أبوابها لمحاضرات، وصور، واحزان فهذا ما لا يمكن أن نقف معه ونطلق عِنان السنتنا تلوك به في كلّ مكان ومحفل. في حين نكون على جهل تامٍ، وعدم درايةبما يحصل للمجتمعات العربيّة من إستهداف للبنية الإجتماعية، والإقتصادية في تلك البلدان.
إنّ الواجب الملقى على ثقافتنا الآن يستدعي أن نصدر الإبداع، ونظهر الحقائق ان ننتهي من الملازمة المريضة والمحمومة للقنوات تضيّف حسب اهوائها، وتلمّح في الكلام وهي عاجزة عن سلبيّات مجتمعاتها ولواقح الفتن فيها، والتي لا تحتاج إلى الشكوك، و الظنون.
هي مرحلة جديدة يجب ان نصنع لها ما ينفع مجتمعنا في تقدّمه رغم الهنّات هنا وهناك، والتي لا تساوي شيئاً أمام زوال التحديات المحدقة بنا. ثقافة مجتمع يدعو إلى السلام، واحسبُ إنّ الضجّة في مصر عن أبي حصيرة ستظلّ تورق المتسائلينَ عن الغاية من الإحتفال بذلكَ القدّيس اليهوديّ من توافدِ زيارات له، وشعب في الاراضي المحتلّة مازال يعاني من وطأة الإحتلال الغاشم منذ عقود وتتوارثها الأجيال العربيّة.