قبل أربع سنوات في نوفمبر، احتفل كونراد رابنشتاينر بعيد ميلاده الثمانين. مع تأخير طفيف، تم نشر كتاب من قبل دار نشر لورين فيرلاغ للاحتفال بهذه المناسبة – المجموعة الشعرية الأخيرة له (ِAuf Legten Fährten) – ما معناه، تقريبا، على أثر المسارات-، التي قال رابنشتاينر عنها في ذلك الوقت: “هذا يعني أن شيئا ما يحدث، وأن بعض المسارات قد تم وضعها مقدما (دون العودة)، وما عليك إلا أن تتبعها ومع ذلك، فقد ركز أكثر من مرة في كتاباته على “الطبيعة والحب والكلمة الصادقة”
ولد كونراد في اليوم الثاني والعشرون من شهر نوفمبر عام 1940 في مدينة فيلايثق (Vilander) الواقعة في مقاطعة تيرول الجنوبية (Südtirol) التابعة إلى ايطاليا. درس علوم وآداب اللغتين الألمانية والرومانية في جامعة انسبروك عاصمة مقاطعة تيرول (Tirol) النمساوية وفي مدينة بادوى (Padua) الايطالية. أكمل دراسته هذه بأطروحة عن الكاتبة والشاعرة النمساوية انغابورغ باخمان (Ingeborg Bachmann). لازال ومنذ تخرجه يمارس مهنة التعليم في المدارس الثانوية. نشرت أولى كتاباته في الصحف والمجلات الأدبية عام 1967. في عام 1976 صدر له ديوانه الأول بعنوان ” بين العجلات ” (Zwischen den Rädern)، تلاه ديوانه الثاني عام 1982 (Bruchlinien )، وبعد ثلاثة سنوات من صدور هذا الديوان، أي في عام 1985، أقام معرضا للرسم إلى جانب قصائده. إلى جانب كتابة الشعر، فهو يمارس، أيضا، كتابة القصة والتمثيليات الإذاعية، إضافة إلى كتابة المقالات الأدبية والترجمة من وإلا اللغة الايطالية. ومنذ عام 1986 متفرغا لكتابة الأدب والصحافة (Publizist) في بوزن ( Bozen ) وتسمى باللغة الايطالية بولزانو ( Bolzano) عاصمة تيرول الجنوبية.
شكوى دون كيشوت
مع الصمت تبارزت،
مع الشيطان صليت
ومضيت ممتطيا على جوادي
حتى الصيف.
مع الصخور عانيت الجوع،
مع الظل حاربت
ومضيت ممتطيا على جوادي
حتى الخريف.
نمت مع الفئران (الجرذان)،
مع المومس تشاجرت
ومضيت ممتطيا على جوادي
حتى الشتاء.
تنازعت خاصمت الأصدقاء،
ونادمت الأعداء
ومضيت ممتطيا جوادي
حتى الربيع.
والآن تعبت،
ومات جوادي
وصرير طاحونة الهواء
في صدري.
لازال يقتلني.
مراعاة للأدب
يجب عليك،
إذا دخلت،
أن تنزع حذائك،
كي لا تفزع خطواتك الصمت،
الذي يحيط المكان هنا،
ويريد الراحة
بين الكلمات.
يجب عليك
أن تكتم نفسك
وحروف هذا اليوم،
تتركها قصيرة
وصوت هامس.
ويجب عليك
أن تصمت،
مدة….
مدة طويلة جدا،
قبل أن تمسك كلمة
وتطلق عنانها.
على النهر
للعودة، سرا، لذكريات مضمحلة
تقف أنت
على ذلك الشاطئ،
الذي كان، لسنين طويلة،
شاطئنا.
وأنا اعرف،
بأنك، أنت، أيضا،
كثيرا من الجثث العائمة
رايتها وهي تمر من جانبك.
إنها
ضحايا حروبنا.
ربما تسبح
أيضا، عيونك معها،
كي
لا تستمر بالبكاء
على بابل الجديدة.