-لقد توقعت ذلك، و تيقنت منه، لما اتصل زوجي وقال: تلك الإشاعة، على جانب كبير من الحقيقة .
-ماذا تعنين؟
-أنها حقيقة
-والليلة، بعودته إن شاء الله، أعرف ذلك وبتفاصيله.
– الله أعلم بهذه المصيبة.
-جيلالي إلى أين ذاهب؟
-السيدة هدى تريد بعض المشتريات، سأذهب وأعود حالا
-قل لها، لدي بعض الأعمال، ربما أتأخر الليلة
-حاضر سيدي
-سيد جيلالي، ماذا اشتريت؟
-لا تفعلوا هذا يا أطفال، يا أطفال إذهبوا لساحة المنزل، قلت: اذهبوا
-سيد جيلالي،تعالَ إلى هنا
-سآخذ هذا إلى المطبخ
-زهور، ستأخذها
-ألم تكوني في الضيعة؟
-السيدة هدى طلبت مني أن أساعدها
-جيلالي، تعالَ إلى هنا، اجلس
-سيدة هدى: سيد المعطي، سيتأخر بعض الوقت.
-جيلالي، كما تعلم نحن لا شقيق لنا، وأنت تربيت بيننا كأخ لنا.
-إذا أنت تهتم لحالنا، إذا أصابنا مكروه أو خير
-هذا أكيد، سيدتي
-أنا أتكلم عن والدي، لقد سمعنا أن أمرا طارئا حدث له، ولكونك أقرب إليه من الآخرين، باشتغالك معه كسائق، فمن الممكن أن تخبرني بما يقع هنالك، لنبادر بإنقاذه.
-بمَ أخبرك ؟ وعن أي …؟
-عن أعمال الضيعة؟
-لا تغير الموضوع
-كيف؟
-أنك تخفي سر رب عملك.
-قم، إذهب،لحال سبيلك، ياناكر الجميل، تأكل من خيرنا، لا خير …
-نحن على دراية بما يدور في الخفاء
-لكن يا سيدتي…
-جيلالي أنت تكتم سر تلك …
-إذهب، وإياك أن تتخطى عتبة بابي.
-ماذا فعلت بهذا الرجل؟ ماذا حدث يا….؟
-لا شيء،ابنتاه عرفتا الأمر، وقد سألته إحداهما عنه، والآن، هو مرتبك وحائر.
-إلى أين؟
-أنا قلق، سأذهب إليه.
-يا الله أتمنى أن ينتهي الأمر بخير.
-ما الذي وقع لكي تروع هذه الفتاة؟ هي لم ترتكب جرما مخالفا للشرع، السيد المعطي له حق الرد عن سؤالهما.
-سأذهب حالا لأخبره.
-السلام عليكم، كيف حالك يا عزيزتي؟
-شكرا لك، أنا بخير يا أبي
-أين هو السيد عباس؟
-إنه بمنزل والدته
-والاولاد ليسوا هنا، أين هم؟
-إنهم عند جارتي
-والسيد كمال لن يأتي؟
-يأتي لماذا؟
-نحن نريد مناقشة الأمر بيننا.
-ماذا تعنين؟
-سي المعطي، نحن اجتمعنا هنا، لنقوم بواجبنا العائلي، وما يمليه علينا مفروض القربى وصدق المقصد.
-بشأن ماذا ؟
-سمعنا أنك وقعت في مأزق، لذا ارتأينا أن نلم بتفاصيله، لكونه خلف آثارا نفسية في البنتين.
-سيدي المعطي أنت معروف برزانتك و وقارك، مخلصا لعائلتك ووفيا لأهل بيتك، في حياة السيدة رقية،وبعد وفاتها أيضا، لكنك وقعت في ورطة نسجت مع عاملة فلاحية، لذا نطلب منك توضيح الأمر، لنتمكن من إنقاذك قبل أن يستفحل الأمر.
– ما هذا الكلام السخيف؟ ما هذا الهراء؟
– شكرا لك يا سيدة هدى وسيدة زينب ولكل الحاضرين.
قمتما بمحاكمتي أمام العائلة لكي تصغرا والدكما؟ وتحتقرا أباكما ؟إذا كانت لديكما مشكلة، ألم تستطيعا أن تقولا لي قبل أن تصرخا وتخبرا الجميع؟ أأنا مجنون ؟أأنا قاصر؟ لتوكلا لي وكيلا يقرر عني.
– إلى أين؟ لا تذهب، لا تنكر علاقتك بتلك القرادة التي بسببها صرت مثار سخرية الجميع، يا لمصيبتي.
– أبي … أبي…
– ربما ارتفع ضغطه
– إذا إنتكست صحته، فأنا سأتابعها قضائيا
-إنه بخير، مجرد ارتفاع الضغط، سيبيت الليلة بالعيادة، وغدا بعون الله، سيعود لبيته.
-علينا أن ننهي الأمر قبل أن يقوم من فراشه، أنا أعرف كيف أتعامل مع مثيلاتها، سأذهب إليها
-سأرافقك ياعصام ، يجب أن ننهي الأمر
-بشرط أن لا تكبري الموضوع.
-عزيزتي: دون مقدمات سأدخل معك في صلب الموضوع،أقول لك بكل جدية وصدق أنت في مقتبل العمر، وأمامك مستقبل واعد، ولكونك ذكية وعاقلة، لذا سأقدم لك عرضا مغريا لتغادري هذا البيت،عن طيب خاطرك، خذي هذا المبلغ الذي لا يرفضه أيا كان في مثل موقفك وظروفك.
-سيدي الكريم، لم أنسق وراء مال ، لأذهب في سبيله، إذا قررت الذهاب، سأذهب توا، لكن إذا أمرني السيد المعطي.
-ما تقولين…؟ ألا تخجلين يا فتاة…؟هذا يكفي، أصبحت الآن سيدة، أيها الحثالة
-هدى عزيزتي، ماذا تقولين؟ ألم نتفق أن تلزمي الصمت.
-ياعزيزتي، سي المعطي هو بدوره موافق، لكنه لا يود إحراجك فقط، فلا مناص لك من مغادرة البيت طوعا، تجنبا لمشاكل لا قبل لك بها.
– هذا يكفي يا عباس، أبي يموت وأنت تقرأ لها …
-حسنا، هيا خذي المال، ألم يكن سبيلك إليه، وبسببه تنغصين حياتنا وحياة رجل تداعت أركان حياته ؟ هيا خذيه هيا، ماذا تفعلين؟
– أنا يجب أن أقابله هو.
-هو.
-… بقيت في المنزل لأجلك، إنهم محقون بقولهم لا يمكن لقروية قذرة أن تكون زوجة السيد… بعد السيدة…؟
لقد كنت راضية كزوجة لك في الحلال، لقد قالوا: في البداية قران بسجل عدلي، بعد توثيقه من القاضي، تلدين…للاستحواذ على أملاكه.
-لماذا حدث هذا الأمر؟
-عزيزتي هدى :لقد حدث الذي لم يكن ليحدث أبدا، لو لم تكن ظروف مواتية لوقوعه، الآن يجب أن تكوني عاقلة، حين يصل والدك قبلي يديه، واطلبي منه أن يسامحك أنت وشقيقتك.
-السلام عليكم، لا يوجد شيء، أنتما إبقوا هنا
-ما الذي حصل؟
-لقد قلتما قد انتهى الموضوع.
-ماذا عساني أقول؟ لقد أخطأت كثيرا.
لقد ربيتكما بكل تفان وتضحية، وعاملتكما بكل عطف وحنو، كنتما في سويداء قلبي، الآن لا أطلب منكما شيئا، أنتما فضحتماني من أجل سمعة العائلة، وخوفا من الفضيحة، سأترك ما بقي من سمعتي، كرامتي، ماء وجهي هنا.
-اليوم المعطي حماني مات، وهذا الماثل أمامكما، الذي لم يبق من عمره الكثير، سيقضيه مع فتاة ريفية إلى أن يموت.