
أحلمُ بيوم تعود فيه البصرة كما كانت، مدينة تعجّ بالحياة المسرحية، حيث تُضاء قاعات العروض، وتصدح الخشبات بالحوار والموسيقى، وتلتقي الأرواح التوّاقة للفن تحت سقف الإبداع. أتخيل المسارح التي هُدمت تعود شامخة، تستقبل العروض، وتفتح أبوابها للأجيال الجديدة، كي يعرفوا أن البصرة كانت وما زالت مدينة المسارح
لكنني أدرك أن الأحلام لا تتحقق بالخيال وحده. سأبحث عن كل وسيلة ممكنة لإعادة المسارح، سأرفع الصوت عاليًا، وأحشد الفنانين والمثقفين، ونضغط بكل الطرق كي يسمعنا الجميع. إن لم تُعد لنا الحكومة المسارح، سنصنع مسارحنا بأيدينا، في القاعات، في الشوارع، في الساحات، لنثبت أن المسرح لا يموت، وأنه أقوى من الهدم والنسيان.
أحلمُ بمسرح ينبض بالحياة، حيث يجد الفنان مكانه والجمهور متعته، حيث يعود الإبداع ليكون هوية هذه المدينة كما كانت. البصرة لا تستحق الظلام، والمسرح هو نورها الذي لن ندعه ينطفئ.