أنا الشمعة التي ستستمر بالضياء والنور رغم إحتراقها لتضيئ من يعولون عليها ويأملون ويرهنون عليها وبها ويقسمون بوفائها والعطاء وينتظرون منها هذا الضياء والنور ليكملوا طريقهم في ليل السنين الحالك رغم التلاشي والتماهي وإفتراب الإنتهاء. رغم الرياح ونفخ الافواه السوداء لاطفائها ورغم اعداء الصمود والتحدي والنجاح رغم المناخ والاعاصير والامطار والظروف …
ورغم من ينعمون بنورها ويجحدون فضلها وقدرها ويطعنون بخناجر الغدر في ظهرها …
وفي بيئةٍ إنعدم فيها الاوكسجين والاستقرار والسكون مازالت تحترق لتعطيهم الضياء والنور ليكملوا الطريق. …
رغم البرد والصقيع مازالت تحترق لتعطيهم. الحرارة والدفى اللازم للبقاء والحياة …
رغم العتمة وسواد الليل ووحشته مازالت تحترق ليبتعدوا عن الخطر والمهالك ويمضوا بنورها في كل الدروب …
رغم المعاناة واليأس والإحباط والإنهزام مازالت لهم الدافع إلى الامام وحافز النجاح وتحقيق الممكن والصعب وحتى المستحيل ….
مازالت لهم الامان والرعاية والحنان والمعين والضمان …
مازالت لهم مثل واقعي عظيم في التضحية. والبذل والإيثار والعطاء…
مازلت تشمل جميع من حولها بنورها ولا تمنعه من احد. بكل نبل وكرم وصفح وسماح حتى أولئك الذين غدروا بها وشرعوا في كسرها وإطفاء نورها وإخماد إشتعالها والنور …
مازالت لهم مثل للصفح والعفو والحرض عليهم وإحتواء الجميع مهما بلغ منهم الجهل والغلط بحقي والغدر والحقد
رغم السواد والرمادية والذاتية والانانية.والتخلي والغموض مازلت تعطي النور ولاشيء غير النور بكل ثبات وشفافية وإصرار وتحدٍ وتضحية وصمود ومازالت هذه الشمعة للكل نبراس وقدوة في تحدي الصعاب وإجتياز الدروب وإحتلال المستحيل. بإذن الله وعونه ومشيئة وتوفيقه وحفظه. …
هذا أنا في شمعة!