
بغدادُ، يا لحنَ المدى، وسكينةَ الأمجاد،
يا بسمةً تمشي على جُرحِ الزمانِ الحاد،
يا نخلةً تنمو على الأحزانِ في عنفوانٍ
ثم تُنبتُ في يبابِ الروحِ ألفَ وداد.
يا ومضةً في ليلِنا،
يا نجمةً لا تنحني رغمَ السواد،
يا شمعةً تبكي، ولكنْ
لا تذوبُ، ولا تملُّ الجهاد!
بغدادُ، يا نبضَ العروبةِ والندى،
يا نايَ دجلةَ إنْ بكى الشهداءُ في الأعياد،
منكِ الهوى، ولكِ انحناءُ القلبِ في خشوعِه،
وعليكِ ألفُ قصيدةٍ،
ما بينَ عشقٍ، واشتياقٍ،
وانبعاثِ رشاد.
كم مرَّ فوقَ جبينِكِ القاسي عُتاةٌ
ثمَّ ساروا في المدى… رماد،
وبقيتِ أنتِ…
النهرَ، والصبرَ الذي
ما خانَ رغمَ تكسُّرِ الأوتاد.
بغدادُ،
يا وجهَ الطفولةِ حينَ ضاعتْ
في العيونِ ملامحُ الأعياد،
لا تسألي عنهمْ…
فكلُّ الخائفينَ
مضوا كأضغاثِ الرُّقاد!
أما أنا —
فأنا المُتيَّمُ بالترابِ وبالحكايا،
والحروفِ إذا تهادى اسمُكِ بينَ مداد،
إن متُّ، فلتكني وصيَّةَ مهجتي
ولتكتبي فوقَ الضريحِ:
هنا رقدْ
من كانَ قلبُهُ… بعضَ بغداد!