أنا لست ضد الذكاء الاصطناعي، ولا أرتجف من فكرة الآلة التي تكتب أو ترسم أو تُنطق الشعر.
ما يُقلقني حقًا، ويؤرقني كفنانٍ عاشق للحقيقة،
هو أن يتحوّل هذا الذكاء إلى جسرٍ يُعبَر عليه، لا بالموهبة ولا بالمعرفة، بل بالجهل المدجَّن.
أخشى أولئك الذين لم يقرأوا كتابًا، ولم يصعدوا خشبة، ولم يعرفوا وجع الفكرة حين تُولد —
ثم، فجأة، يصبحون “مبدعين” لأنهم عرفوا كيف يُمْلون على الآلة أن تكتب عنهم.
الذكاء الاصطناعي في ذاته أداة —
لكن حين يركبه الجاهل، ويستغلّه لخلق وهمٍ ثقافي، فإنه لا يبني مسرحًا… بل يصنع ديكورًا فارغًا.
لقد أصبح المشهد مزدحمًا بالنجوم الورقية،
بأسماء تصعد سريعًا دون جذور،
بوجوه لا تحمل ملامح التجربة، ولا نبرة الصدق.
أنا لا أخشى الذكاء، بل أخشى انقراض الصدق.
أخشى أن يصبح الفنان الحقيقي — الذي نحت عمره على جدران الصبر — مجرّد هامشٍ في مسرح من الورق.
ولذلك، أقولها لا احتجاجًا، بل وفاءً لما آمنت به:
الآلة لا تُخيفني… لكن من يستعبدها ليصنع بها مجده، هو ما يُرعبني.