النوم… هو الموت المؤقت والأحلام الضائعة إلى السراب ولا معنى للحياة مع النوم والأحلام والموت.
إننا نعيش ، وقبلنا عاش الملايين وسوف يعيش بعدنا آخرون.. ولكن كيف عاش غيرنا وكيف نعيش نحن ويعيش من بعدنا ؟
إن الحياة مرحلة اختبارية.. خلقنا الله لننتهي إليه ..ولابد أن ننتهي إليه حاملين قيمتنا معنا، ومقاييس قيمتنا هي أعمالنا النافعة التي تنبثق من طاعتنا لله .
نعيش حقبة عسيرة و مضنية.. من يفهمها سيعرف مدى صعوبتها في ظل عالم مفتوح على كل شيء.. لا يستره شيئا .. لقد هتكت أستار البلاد والعباد من خلال فيسبوك والإنترنت والميتافيرس وما خفي كان أعظم وكأن الدجال على الأبواب يطرق .. وصار الماسك على دينه وأخلاقه ومبادئه وستر نفسه كالماسك على جمر .
وعلى الرغم مما نسمعه ونراه ونستشعره لم يزل الكثيرون نيام مغمضة أعينهم في راحة وسبات كأنه في غيبوبة المريض.
خلقنا أحرارا وخيرنا الله لحمل أمانة الحياة وما دمنا أحرارا ونعرف أننا نحيا ثم نموت فمن حقنا أن نمارس حريتنا بكل الحق الذي كفله الشرع الديني والقانوني الدنيوي وأن يدافع الانسان عن كلمة الحق وإن مات في سبيل الحق ومواجهة الباطل.
ولكن الحرية تحتاج إلى قوة معرفية ونحن نعرف أننا لا قوه لنا إلا بالتمسك بالله الحق وإحقاق الحق.
ونحن إذا خفنا أن نقول الصدق والحق سنترك العنان للباطل لأن يستشري ويستمر ثم يسود فيقود.
خلقنا لنعبد ونعمل لا أن نجري وراء أهوائنا ومشاغلنا التي لا تغني من ظمأ ولا تسمن من جوع والغنى الحقيقي في الاستغناء والرضا لا في أموال نجمعها ونظل عبيدا لها طوال حياتنا ..ولا أهوائنا التي تسقطنا في بئر الجحيم.
لكي نعرف حقيقة حياتنا؟ لابد من المعرفة..الوعي الفكري .. العقل المستنير .. وإلا فما الفرق بيننا وبين باقي دواب الأرض.
وإذا كان هناك نائمون في غيبوبة فعلى الجانب الآخر يوجد المتيقظون يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم فمثلا تلك المظاهرات أو الثورات التي قامت في البلاد تعلن احتجاجا ورفضا للسلبية أو لظلم واقع أو رفض لإستعمار واحتلال أو جبروت وهي في بعض الأحيان تكون تعبيرا عن كلمة حق وعدل -خاصة- عندما تكون ليست مجرد شعارات أو هتافات تمثيلية وتباهي بالقوة والوطنية أو لأغراض غير فحواها وإنما تكون كلمة حق تفيق النائمين واللاهين والساهين عن أنفسهم والغافلين عن حريتهم وحقهم المشروع إنها وسيلة من الوسائل للتعبير عن الحق شرط أن تكون الكلمة ضد الطغيان لا ضد الأوطان وإلا ستكون في عداد المؤامرة على الوطن.
ولكن قبل كل هذا وقبل أن تقوم بثورة على شيء فلتكن ثورتك الحقيقية والأولى على نفسك صحح ما بها وانفض غبار الغفلة عن عقلك وإذا رأى كل منا نفسه فى مرآته على حقيقتها وأصلحها ستجد مع الوقت أنك لست بحاجة إلى مظاهرات وثورات.
إن قضايا المجتمع حولنا والفرد كثيرة غير أن الذين يقفون مكتوفي الأيدي عميان البصيرة يعيشون في غيبوبة اللهو والعبث والعالم العاري من الستر تلك سلبية العقل والقلب والنفس.
ونحن في هذا العصر في أمس الحاجة إلى تيقظ الإنسان القوي ذو الإرادة الصلبة لنكون مستعدين لمواجهة أي خطر يداهمنا بالوعي والمعرفة وادراك سبل الدفاع عن أنفسنا وأهلنا ووطننا.. لن نفقد الأمل أبدا ما دام الله معنا ونحن في معيته فالأمل موجود والقمر يلوح في الأفق يعلن تصحيح المسار.