لمياء حسين:
كم كنت واهمة
حين استعرت من النوارس اجنحتها
كم كنت واهمة
حين افرغت من حقائبي غبارها
يا أنا يا جزيرة الاحزان النائية
المملوءة بالشظايا
جراحي منذ الازل لم تلتئم
دامية الخطوات
عجباً.. كيف استطاعت
اشجاري ان تتعرى
وعن عبق المسامات تتخلى
كم أضئت الزوايا بشموع عطرته
ونسجت من ردائي الابيض
لعبا طفولية
فسلخت انسجتي ووهبتها لاكف بيض
تبحث بين الصفحات عن اثار حقيقية
حين اجلت الصبايا نثر ظفائرهن
وشهرزاد لم تعد تسرد الحكايات
استبدل العشاق طعم اللمى
بلثم الدخان من شفاه
اليتامى الصدئات
كيف نلملم احزاننا
من بين الهياكل الجوف؟
وكيف سنعيد للنخلات شموخها
لم تعد تعنينا الحكايا ولا سرد الروايات
حين تجرأت أياد آثمة
تنبش قبور الاحياء
بكت الارض ثراها المغتال
فلفها صمت الصرخات
تساقطت النجمات فوق
رداءات الارامل
تلعق من اثدائها نزف عشق
من بين رماد العبرات
يتعالى صدى الدعاءات
فقضيتنا اكبر من ان تقال
وباتت بحناجرنا تحتضر الكلمات
…..
أنا مدينة هشمتها الريح
في أزمنة الانتظار
….
لا تطفئني ..فلن تنقذ ما كان
ولن تمنع حرائق الغابات
فتحت الرماد جذور
تضمها اجساد زجاجية
وقضايا تبحث عن حلول خرافية
صرخاتي لم تعد تسمع
وصدى الهمسات
يسكن شوارعي الحجرية
غرست قمحا وسنابل ربيعية
قبل ان تطأ حقولي
أقدام همجية
حين افترشت أديمي ببقايا
جذور
كانت قد خبّأتها
أوراقي الخريفية.
—————-
* لمياء حسين: شاعرة وتشكيلية عراقية