في يوم السيادة.. هل نستعيد كرامتنا..؟
غداً، يوم 30 حزيران، وهو يوم السيادة العراقية الوطنية الكاملة، هذا هو الاسم الذي أظن أنه الرسمي والذي تعاملت معه كل وسائل الاعلام العراقية.. يوم السيادة، يوم خروج القوات الأجنبية من المدن حسب ما تضمنته اتفاقية سحب القوات والتي وقعت في الأشهر الماضية بين العراق وامريكا.. وهناك من سماه (اليوم العظيم) مع ملاحظة أن اليوم العظيم والنصر العظيم و..و.. الى آخره كنا نسمعها خلال الحروب الماضية ولم نحصد منها سوى الدمار والخراب في النفوس والديار..
يوم السيادة الكاملة سيكون يوماً حافلاً بلا شك بالنسبة للأوساط الرسمية.. فهل سيكون كذلك بالنسبة للعائلة العراقية البسيطة التي تنتظر قوت يومها..؟ وهل سيكون كذلك بالنسبة للعامل الذي اكل وجهه لهيب الشمس وهو يبحث عن لقمة حلال لعياله..؟
اقولها جازماً وبناء على ما لمسناه من قبل أن هذا لا يثير اهتمام العائلة التي تقبع في اقاصي البلاد وادناها.. فهل أن مشكلتنا الكبرى تكمن في وجود القوات الأمريكية فقط.. وهل أن خروج هذه القوات ستفتح ابواب العمل للعاطلين من أبنائنا، وهل ستقضي على الفساد المنتشر في دوائر دولة السيادة الوطنية.. وهل ستوفر دخلا للفرد يجعله يعيش كريماً عزيزاً.. وهل ان خروج هذه القوات ستمنع عنا شر دول الجوار وشر بعض من يأوي القتلة في داره من سياسيين وغير سياسيين..؟
يوم السيادة الكاملة يبدأ بشعور المواطن بكرامته.. وعزته.. حينما يذهب لدائرة ما ولا يجد أحداً يصرخ في وجهه.. وعندما يكتب طلباً لمسؤول ما لا يرد طلبه أو يلقى في (تنكة الزبالة).. وحينما يتخرج ولده يجده يلتحق في المعامل والمصانع والدوائر لا ان يجمع ماله من اجل اعطائها (رشوة) لهذا المسؤول أو المعقب لتشغيله.. يوم السيادة هو أن لا نرى نساءنا يتوزعن في بلدان لا تشرفنا.. وان لا نرى الأرامل بلا ماوى ولا راتب.. وأن لا نرى الأطفال الايتام يُستخدمون كورقة لهذه الانتخابات أو تلك.. ففي عيد الانتخاب يوزعون عليهم الملابس أمام كاميرات الصحافة والتلفزة واذا حصلوا على ما أرادوه غابوا عنهم وتركوهم بلا اعانات او هدايا.. يوم السيادة للعراقي هو ان لا يضطر خريج الكلية والحاصل على شهادة البكالوريوس او الماجستير الى العمل (زبال) لدى مقاول البلدية بينما (الأمي) والذي لديه اقارب في السلطة يختار أفضل الوظائف.. يوم السيادة هو اليوم الذي نشعر به ان العراق لنا، لنا وحدنا، وليس للطامعين في خيراته.. ويوم السيادة هو أن لا نرى من العراقيين الذين وبغفلة من الزمن صاروا يمتلكون السلطة والمال يتحكمون بنا ويذلوننا في وقت أننا اشرف واطهر منهم بكثير..
يوم السيادة الوطنية هو بتخليص شوارعنا من القذرات وتخليص مؤسساتنا منها ايضاً..
يوم السيادة الوطنية هو بالولاء للعراق وليس لغيره من الدول القريبة او البعيدة..
يوم السيادة الوطنية هو بالاعتزاز بالجنسية العراقية وليس الاعتزاز بحمل الجنسية الأخرى ومن أي بلد كانت.. فما دامت جيوبنا تحتلها تلك الجناسي فلن نشعر بسيادتنا ابداً..!
يوم السيادة الوطنية هو العمل المخلص للوطن وابنائه وتنفيذ الوعود الانتخابية لا أن نجلس ونشرب نخب موت الشعب..
يوم السيادة الوطنية هو أن نتخلص من وباء الحقد والضغينة وكره الناس وتحقيرهم..
يوم السيادة الوطنية هو أن نتحلى بأخلاق الآباء (هذا الكلام لمن لهم آباء فقط).. وأن لا نترحم على سعادات الأمس بل ان نعيش سعادات اليوم في وطن حر وشعب سعيد..
يوم السيادة الوطنية هو يوم يحصل فقراء الأمة على حقوقهم، وأن يوزع مال العراق بالتساوي على كل العراقيين الذين شبعوا ذلاً وتحقيراً..
يوم السيادة الوطنية هو اليوم الذي يفكر فيه العراقي بالحياة لا أن يتمنى الموت وهو يرى وطنه يتمزق..
هذا هو يوم السيادة الوطنية.. فهل من مستجيب..؟