نظم قسم الفنون السمعية والمرئية التابع لكلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة ، عرضاً لفيلم حمل عنوان (انها بيضاء) على قاعة الكلية، للمخرج السينمائي الدكتور سرمد ياسين التميمي الذي كتب قصة وسيناريو الفلم الكاتب والمخرج المسرحي زياد العذاري ،بعد فلمين روائيين طويلين للمخرج :الاول (سماء الخوف السابعة )، والثاني (الرجل الاحمر) ، والافلام الثلاثة من انتاج جامعة البصرة ، وفيلم انها بيضاء المرشح للمشاركة في مهرجان الخليج السينمائي.
شارك بتمثيل الفلم مجموعة من الشباب الواعد بحرفية عالية جدا،وهم رشا رعد ومحمد العلي وعلي عصام حيث اعتمد المخرج في الفيلم طريقة حديثة جداً
و بصورة صورية مكثفة, بالتركيز على الصورة وجماليتها,.
قال عنه القاص لؤي حمزة عباس إن “هذا العمل قدم فرصة كبيرة للاطلاع على طاقات بصرية إبداعية متجددة” مشيراً إلى إن “هذا الفيلم يتعدى كونهُ معالجة لمسألةٍ راهنةْ لها علاقة بحياتنا, ليصل الى القدرة على ابتكار الجمال والمعرفة وقال الدكتور ماهر الكتيباني التدريسي في كلية الفنون الجميلة ” يأتي فلم ( انها بيضاء) القصير نسبيا، للمخرج د. سرمد ياسين ، ، تجسيدا واضحا، وسطوة لثيمة الحرب بمنعكساتها السلبية التي تطمغها في حياة الانسان العراقي”
ويشير الكتيباني ” لكن المثير في فلم ( انها بيضاء) ، هو التناول الساحر لفكرة (الحرب ) وظفها عبر تكنيك اخراجي ينتمي الى اسلوب ( الواقعية السحرية )، حيث يطلق تلك المنعكسات الحادة للحرب من خلال (خوذة بيضاء اللون ) ، وبياضها من غير شك يدلل على استسلامها في المغامرات كافة التي القيت قسرا بها، يمنحها المخرج روحا لتشكل بؤرة تحرك الاحداث بوصفها الشاهد، والمراقب ، الذي ينظر المواقف كلها عبر حركتها في مياه النهر ، ومن خلالها ترسل الرسائل ، وعبر تفرعات الحبكة، ثيمة ساندة تتمثل بجنديين ينتظران في موقعهما، فضلا عن فتاة تنتظر بقاياه ، تمر الخوذة تنقلها مياه النهر لتحكي اكثر من قصة يستعرض المخرج تلك الحالات على وفق حركة متميزة لزوايا التقاط اللحظة المشهدية ، وبتكنيك زماني ومكاني ، مع حيوية اللعب بشكل ومضمون الصورة يمنحك احساسا يذوب باحساس الفعل الدرامي ،ومايستتر فيه من معان، في ضوء تراتبية مشهدية ، ذات ايقاع منوع ،” يدخلك المخرج في لجة (الحرب) ومتاهاتها من غير ان يكون هناك حشد لجيوش او آليات ومجنزرات، يرسم الاحساس الرمانسي لعلاقة المراة بالاخر ، عبر انسيابية مرنه لعدسة الكاميرا، ما يجعل المتلقي يتماهى مع حركة (الخوذة
البضاء) التي ينقلها النهر من موقع لاخر ، ليمنح النهر حياة بوصفه ، معادلا موضوعيا لحركة مجتمع كامل، وقع في اتون حروب، ماء النهر ، هو نهر الدماء التي انهمرت هكذا من غير ان يكون له ذنب ، فكانت بيضاء بريئة، وما يعزز ذلك ، هو اغتيال الجنديين الذي جسد دوريهما الممثلان البارعان : محمد العلي وعلي عصام ، ليعكس المخرج في بنائه البصري قدرة وكفاءة بفعالية منتجة في خلق التكوين البصري المعزز بالمؤثر الموسيقي ، الذي ساند الايقاع الجاذب لمخيلة التلقي التي حشدها الفلم بالاحساس الغامر غير المنفصل عن لحظة الفعل الدرامي الذي يتصل بتطور الفكرة ، وصولا الى انصهار الفتاة ( رشا رعد) مع انهر مع خط الافق الذي يستحيل مثل راية بيضاء كبيرة، ليحيل على مايمكن ان يحركة اللون من دلالات ، بحسب الفهم الجمالي لروح المضمون الذي جسدته تلك الطاقات الخلاقة لعناصر العرض البشرية والمادية ،، يعد فلم انها بيضاءانتقالة بسرعة ضوئية ، في منجز المخرج المتعلم والمثقف د. سرمد ياسين ، وهو فتح في عالم التجسيد السينمائي العراقي من حيث تصميماته الاخراجية ، وفي نسجه الزماني والمكاني لمتحركات الفعل دراماتيكيا ، عبر لغة العدسة، فضلا عن انتخاب اللقطات ، والمواقع ، ناهيك عن الزمن المتنوع لشكل الصورة ، ذلك يدلل عن موهبة ، فنية ، عالية الجودة .
وقال سيف الكنعان : انها بيضاء فلم فاق كل التوقعات بأن البصرة تقدم فلم بهذا الجمال. الفلم يحكي عن الحرب التي صورها المخرج بأسلوب جميل لم ينقل الواقع بل نقل جانب اخر اختزل فيه كل اثار الحروب من خلال خوذة جندي والتي كانت بطل الفلم….صور المخرج من خلال هذا الفلم كل صور الحروب البشعه بجمال العشاق وبرائة الأطفال .لذلك هو فلم خالد وهو درس في الأخراج السينمائي والتصوير والمونتاج .اما التمثيل فكان الاداء رائع وبمنتهى الدقة في تعامل الممثلين مع الكاميرا وقال مخرج الفلم سرد ياسين ” الرؤيا الاخراجية فهي تنحصر وفق مفهوم ان نعاج الحرب ونظهر مأسيها من غير اللجوء لمشاهد العنف والدم والقتل فكانت الخوذه بطل الفلم التي تعبر عن الراس وترمز للانسان المستلب الحرب ليس بها خاسر او رابح وهذا المفهوم تجسد في الفلم الحياة والانوثه والمرأة المضطهده محور اخر في الرؤيا الاخراجية يعالج الفلم هذه المفاهيم ويتحدث عنها بصدق تام