أشار محللون سياسيون أن هناك احتمالات أكيدة بتفكك دولة اقليم كردستان بعد إعلانها مباشرة .. وذلك للمعطيات السياسية والجيوبولتيكية والأثنية في كردستان العراق الذي يسعى به زعماؤه إلى الانفصال عن الوطن الام ، مستغلين الظروف التي يعيشها العراق ابشع استغلال مروجين لتفكيك الدولة العراقية . والمحللون السياسيون الذين أكدوا ذلك اعتمدوا حسب الظاهر على النظرية البرزانية ، التي تقول: “بأن كل بلد فيه قوميات متعددة وطوائف متعددة ، إنما هو ماضٍ إلى التفكك لولادة دويلات جديدة تحمل اسم القوميات والطوائف” .. وبين المحللون السياسيون أن دولة كردستان لن تستمر طويلا إذا ما أعلنت ، وربما لا يمضي أكثر من عام واحد حتى تتفكك إلى أربع دويلات ، في كل من السليمانية ، وأربيل ، ودهوك ، وكركوك التي ضمها مسعود مؤخراً إلى كيانه الجديد .. واعلن بناء على هذا الضم انهاء مفعول المادة 140 ، موضحين أن في الاقليم أكراد وعرب وتركمان وسنة وشيعة ومسيحيين ، لذلك فأن هذه المكونات ستسعى إلى إقامة دولها الخاصة والانفصال عن الاقليم تبعاً للنظرية البرزانية آنفة الذكر .. وعلى ضوء هذه النظرية فأن العراق سيقسم إلى ثلاث دويلات هي كردية وسنية وشيعية ، وهي مطابقة جداً لنظرية الاميركي بايدن سيئة السمعة والصيت ، الذي وضع بموجبها خارطة تقسيم العراق وسلم بعض مفاتيح التقسيم إلى مسعود البرزاني حسب ما يبدو .. وعلى ضوء هذه النظرية فأن تركيا حليفة مسعود ماضية إلى التجزئة ، وإيران ماضية إلى التجزئة ، وكل من السعودية وسوريا ومصر ماضون إلى التجزئة ، بل أن نظرية برزاني تشمل الدول الأوربية فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والنمسا وألمانيا ، وصولاً إلى أمريكا التي ستصبح يوما ما (50) دويلة لأنها مكونة من خمسين ولاية .. ومن المحتمل لمسعود برزاني أن يصبح أميراً أو رئيساً لدولة أربيل التي تضم أكثرية كردية ، إذا بقي على قيد الحياة .. فيما سينصب أمراء ورؤساء آخرين على بقية الدويلات ، أو أنها تطالب بالعودة إلى العراق الدولة الأم ندما .. ورجح المحللون السياسيون أن الدويلات التي سيتكون منها الاقليم ستعاني من أزمات عدة أهمها الاقتصادية .. وانها ستخضع إلى ابتزازت من دول الجوار لصغر حجمها وضعف امكانياتها .. كما انها محاصرة بدول عظمى بالنسبة لها .. ويبدو أن نزعة التقسيم والانفصال نابعة من انفعالات شخصية ، تريد ان ترجع عجلة التأريخ إلى الوراء .. فتنتج لنا دويلات المدن ودويلات المناطق والطوائف والعشائر .. وهذه النزعة عادة تنمو وتتعاظم لدى بعض المسؤولين الذين يصابون بداء العظمة إضافة إلى احساسهم بالعنصرية والشوفينية .. بحيث انهم لا يستطيعون العيش مع الآخر والتفاعل معه ، وانهم سيعمدون إلى تجزئة الأرض التي يقفون عليها ، ويسمون كل جزء من ذلك دولة .. مسعود برزاني أفصح عن نظريته الجديدة خلال حوار له مع صحيفة (welt am sonntag) الألمانية وأوردت وكالة الأنباء الألمانية (dpa) أجزاء من النظرية التي من المحتمل أن تصدر في كتاب لتعمم على الشعوب ، اسوة بالكتاب الاخضر الذي اصدره معتوه ليبيا ، وذلك للإفادة منها في تجزئة العالم . فقد أكد البرزاني في لقائه مع الصحيفة الالمانية أن “الاسقلال حق طبيعي لأية أمة” في إشارة إلى الأمة الكردية طبعاً ، مؤكداً أن أمريكا لا تعارض مشروع الانفصال .. وكانت كل من اسرائيل وتركيا قد ايدتا انبثاق الدولة الكردية على أرض عراقية ، وليست (تركية أو إيرانية أو سورية) .. وقد بشر برزاني العالم بأن العراق سيفكك ، وأن تركيا جار (جيد) وربما اسرائيل حليف استراتيجي .. وشجع برزاني الأمة السنية في العراق على اعلان استقلالها ، فهو حق طبيعي بالنسبة لها (الاستقلال حق طبيعي لأية أمة) وهكذا فأن البرزاني ماضٍ في مشروعه وتطبيق نظريته ولا أحد يقف في طريقه ، بل أنه وجد حلفاء له في الداخل ومؤيدين لإنفصاله ومشجعين على خطواته .. وباقي الناس في العراق نيام حتى يصحوا يوما ما على البيان الأول لإعلان الدولة الكردية ..!!!! كما صحونا على البيان الأول لدولة داعش في الموصل وكل هذا بسبب النوم العميق لجامعة الدول العربية التي لا تؤمن إيماناً حقيقياً بالدول العربية ووحدة أراضيها وشعبها لأنها هي الأخرى نائمة .. فما عساكم فاعلين ..؟؟
عبدالزهرة الطالقاني
القاهرة