ماذا عن قصيدة النثر الشعري؟!
فالحضور المكثف لمقومات هذا الشعر يدعونا الى التوقف عند كل مقوم منه لان مثل هذه الكثافة من خصائص النص الشعري فهل يكون لونا من الوان الكتابة الشعرية غير الخاضعة للاوزان الشعرية المعروفة ؟!
واذا كان كذلك فما هو هذا اللون ؟!
للاجابة على هذا السؤال نبدأ بوصف بنية النص الايقاعية ، بحثا عما قد يتوفر فيه على هذا الصعيد من خصوصيات تميز فعلا الشكل الذي ينتمي اليه عن الاشكال الشعرية الاخرى الخارجة عن الوزن الخليلي . والا فانه ينتمي الى احدها ، فلا يكون ثمة داع عندئذ الى وسمه بهذه التسمية التي تبدو في صيغتها العربية على الاقل تسمية فضفاضة .
ولعل من اهم الادوات المحققة للايقاع الغير العروضي التناسب التركيبي فهذه الاداة قد استعملت على نحو مكثف جدا في هذه النصوص الشعرية وذلك في مستويين : مستوى الجمل ومستوى التراكيب .
وفي ذلك تقوية للحدس الايقاعي في اذن السامع او القارئ ، لكل هذا يمكننا القول ان هذه النصوص الشعرية التي لم يسبق ان تطرق لها سابقا أي شاعر غير شاعرنا العقراوي موقعة توقيعا صوتيا عاليا على الرغم من ورودها على غير بحور الخليل لكنها خاضعة لقواعد التقفية المتبعة في قصيدة الشطرين والقصيدة العمودية في نفس الوقت واذا كانت هذه النصوص الشعرية مستجيبة للشرط الاول الذي به يكون الكلام شعرا وهو الايقاع فهل يتوفر فيه الشرط الثاني وهو الصورة الشعرية المكثفة ؟
كل هذا يثبت لنا ان النصوص التي بين ايدينا يحضر منها الشعرية بقوة وعلى نحو مكثف جدا ومثل هذا الحضور علامة دالة على كونها قصائد شعرية لانها هي التي تروي احداثا كثيرة العدد منذ القديم في الشعر العربي والعالمي .
فهي اذا قصائد سردية غير خاضعة للوزن العروضي المعروف وهذا ما يدعونا الى تحديد الصنف الذي تنتمي اليه ضمن انواع الشعر غير الموزون وهي كثيرة منها (قصيدة النثر الشعري) وغيرها .
بذلك يمكن القول – وهذا يقال لاول مرة – اننا اول من كتبنا في هذا اللون الشعري في العراق وكذلك على مستوى الوطن العربي ككل وهذه حقيقة ذات اهمية بالغة من الناحية التاريخية !
حيث كان ذلك بداية السبعينيات من القرن الماضي والمراد منا هذا ولكننا لم نفصح عن هذا الخلق الشعري الجديد في حينه لاسباب عديدة لسنا بحاجة لذكرها الان ههنا ؟!
اذا الشعب اراد اسقاط النظام
فلابد ان يستجيب له الطغام !
ولابد ان ينحسر الظلم والظلام
ولابد للوطن ان يتحرر من الخزي والعار
ومن لم يقتنع بالثورة والخلاص
يظل يعيش كالعبيد في ذل واندثار
فويل لاذناب الطواغيت وعملاء الاستعمار
من هدير الثورة وضجيج الثوار
فسِر في دروب الحرية والنضال
مرفوع الهام متين الفؤاد حاملا مشاعل النار
فلا تظل تطرق رأسك للمجهول
والعن صفير الابالسة والاشرار !
=================================
(اذا ما قدر للثورة الكوردية ان تكرم ابطالها ، فان في مقدمة من ستكرمهم هو الشهيد – هرمز ملك جكو وذلك باقامة تمثال له يخلد ذكراه الى الابد )
– من حديث للزعيم الكوردي الخالد الملا مصطفى البارزاني عام 1971 –
(المسيحييون اخواننا … وهم مواطنو كوردستان ولا شائبة في مواطنتهم … يحاربون كالاسود الضراغم ولا يتقاعسون عن تقديم الضحايا من الشهدا ء)
– من حديث للزعيم الكوردي الخالد الملا مصطفى البارزاني … مع الصحفي الفرنسي رينيه موريس صاحب كتاب (كوردستان او الموت) المطبوع في باريس عام 1967 .
=======================================
في كلمة للسيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان يوم الجمعة 23/1/2009 في محافظة دهوك مع الاخوة المسيحيين النازحين الى هذه المدينة نتيجة للعمليات الارهابية ، اكد ان الاخوة المسيحيين يشكلون جزءا اصيلا من شعب كوردستان والعراق حيث جاء فيها ( انتم اصحاب هذه الارض وهذا البلد ومنذ الاف السنين تعيشون في هذه المنطقة ونفتخر بان ثقافة التسامح هي السائدة في كوردستان على مر التاريخ ) !
( ونؤكد لكم انه لا يمكن ان يكون هناك تمييز بين مسيحي ومسلم وبين كوردي وعربي وبين تركماني وكوردي وبين يزيدي وشبكي واشوري وكلداني في كوردستان . كلنا مواطنون ومتساوون في الحقوق والواجبات ويجب ان يكون كذلك في العراق ايضا ) !
=======================================
قول هام ومؤثر للكاتب السرياني (يوسف مالك / بيروت في 5 ايار 1945) :
((( ولد هذا الكاتب المتميز في قضاء تلكيف في آذار1899=== وتوفي في مدينة بيروت في حزيران عام 1959)))
اذا استقلت كوردستان – ولها ملء الحق بذلك – فانها ستكون صديقة لسائر البلدان المجا ورة ، بخلاف ما هي عليه اليوم ، تملأ نفسها الشكوك والريبة فلا ترتاح ولا تريح … وكيف تستطيع ان تريح او لا تشك والقوة التي تستمد عناصر حياتها من العسف هي التي تتحكم بها ؟ اننا نطلب المستحيل !
يا ابناء كوردستان ! اياكم واليأس لانه يزيد من تذليلنا . ما من امة استمرت في طلب حقها الا ونالته مهما طال الزمن . وما من شعب ضحى كما ضحيتم الا ووصل الى استقلاله . امامكم التاريخ . قد يكون الطريق طويل ولكنه قصير في حياة الامم الناشئة وقد يكون اقصر مما تظن . ( الاتكال على النفس هو سر نجاحكم) فاسعوا الى جمع كلمتكم . وضعوا كوردستان فوق جميع الاعتبارات لانها امكم . فهي الان في حالة تستغيث بكبيرنا وصغيرنا لانقاذها . وكل تضحية توؤل الى حريتها هي قليلة لا تذكر .
ان الكوردي في تركيا كالكوردي في ايران والعراق وسوريا لا يفرق بينهم سوى حواجز اصطناعية . لاشك في انها ذائبة ، لانها غير طبيعية وكل مشروع لا يضع نصب عينيه استقلال الشعب الكوردي ضمن اراضيه الكاملة يجب اهماله !
يا ابناء كوردستان ! مسيحيين كنتم او مسلمين ، كوردستان وديعة مقدسة في اعناقكم ، اورثكم اياها الاباء والاجداد ، فحافظوا على هذا التراث لكي يكون باستطاعتكم واستطاعة احفادكم المحافظة على كل عزيز في الحياة ضمن اطار كوردستان .
لتعش كوردستان حرة طليقة في ظل علمها المثلث الالوان الرامز الى الطبيعة والحياة والطهارة !
========================================
ولد القائد هرمز ملك جكو عام 1933 في قرية (كوريت كافانا) القريبة من ناحية زاويتة واستشهد في 1/12/1963 في معركة ( الوكا قرب مدينة دهوك ) .
في السنوات الاولى من ثورة ايلول الكبرى وبالاخص الاعوام (1961-1963) استطاع البيشمركة الابطال من توجيه عدة ضربات قوية ومؤثرة للعدو حيث قام بالعديد من العمليات العسكرية في عقر دارهم منها معركة الاستيلاء على سيطرة الموصل القريبة من جامعة الموصل الحالية وضرب شركة النفط في عين زالة ومراكز الشرطة في القوش وتلسقف ووحدات الجيش السوري المرابط في محيط مدينة دهوك عام 1969 .
بلاشك فان القيام بمثل هذه العمليات العسكرية في ذلك الوقت كان يعد ضربا من البطولة والشجاعة لان قدرات البيشمركة كانت قليلة جدا وخاصة ان تلك المناطق كانت بعيدة عن مواقع البيشمركة وكمثال على ذلك ( فان قوات البيشمركة كانت تقطع تلك المسافات الطويلة سيرا على الاقدام لعدم امتلاكهم سيارات تقلهم ، كما ان بنادقهم كانت من الطراز القديم جدا وكانوا يفتقرون الى الاسلحة الحديثة والعتاد والاجهزة اللاسلكية ) .
ولكن قداسة وحلاوة القتال تحت راية البارزاني الخالد كانت اكبر من هذه الصعاب والعقبات التي كانت تصادفهم فكان البيشمركة كلما يذهبون للقيام بعملية فكانهم كانوا يذهبون الى عرس ولم يكن يهابون مدرعات العدو وطائراتهم ) !
========================================
(((((((((( الثائرة الكوردستانية الشهيدة البطلة // ماركريت جورج برواري)))))
تلك الشابة المغرمة بالحرية و الطموحة ماركريت جورج برواري المقاتلة التي اشتهرت بشجاعتها الفائقة واستماتتها في الكفاح المسلح بحيث انها حملت لقب (جان دارك كوردستان ) التحقت هذه المناضلة المتميزة منذ عام 1961 بصفوف البيشمركة واستشهدت بتاريخ 26/4/1969 .
واشتهر ايضا (توما توماس) المقاتل الباسل من بلدة القوش الذي قاد هو الاخر مجموعات مقاتلة من البيشمركة حيث نجح في كسب العديد من المعارك بشجاعته النادرة ….
يذكر القائد الاسطوري مصطفى البارزاني وهو يتحدث عن الملحمة التاريخية الكبرى التي خاضها الكورد متحدين مع الكلدو اشوريين السريان قائلا ( المسيحييون والمسلمون متحدون الى الابد ، بدفعه سوية ضريبة الدم الطوعية وفي خضوعهم لنفس الواجبات سيحصلون على الحقوق نفسها ) .
=======================================
لحن اثوري على قيثارة كوردية قول د. رياض السندي :
للبطولة طعم خاص ، والباحث عن تاريخ أي بطولة كمن ينقب بحثا عن حجر ماس في جبل شاهق ، بهذا القدر من الصعوبة اكتنفت محاولته بالبحث عن اسرار قصة مناضل من التاريخ القريب تناثرت اجزاؤها شظايا في ذاكرة الناس وتغدو محاولة جمع تلك الشظايا كالبحث عن واقعة محددة لدى عدد من فاقدي الذاكرة ، حتى يخال للمرء انه يبحث عن اسطورة قديمة في عصور ما قبل التاريخ .
ذلك هو المناضل الاشوري الشهيد هرمز ملك جكو عام1963
تهنئة من البارزاني الخالد للقائد هرمز ملك جكو على انتصاراته المتلاحقة على ذلك العدو يقول فيها ( بورك جيش بمقاتل مثلك . ولو كان فيه خمسة اخرون لحررننا كوردستان ! ) .
========================================= كتب الاستاذ عبدالغني علي يحيى يقول : عن الثائر الاسطوري هرمز ملك جكو
حيث ان نبأ ( يقصد نبأ هرمز ملك جكو حينذاك) تنقلاته و.
تحركاته سرعان ما كان ينتشر بسرعة البرق ويبلغ مسامع الحكومة ودوائرها الامنية والمخابراتية وكذلك الموالين لها من الذين كانوا بمثابة الطابور الخامس في المنطقة وذلك بدءا بالقوش وانتهاءا بقصبة تلكيف . وفيما بعد علمت من قادمين الى المناطق الكوردستانية المحررة ومن التقارير التي كانت المنظمات الحزبية السرية ترفعها من المدن والمناطق الخاضعة للحكومة العراقية . ان الاخيرة كانت تضع قواتها المسلحة من جيش وشرطة ومرتزقة كورد في حالة شبه انذار اضافة الى اتخاذها الاجراءات الاحترازية الاخرى اتقاءا من ضربات محتملة يوجهها البطل (هرمز ملك جكو) وقوته الاشورية الثائرة وكان العديد من الموالين للحكومة يغادرون المنطقة الى الموصل عندما كان نبأ وصول هرمز ينتشر في تلك القرى والقصبات الكوردية .
كان يرتدي طاقية الاشوريين الشهيرة دوما ويتمنطق بصف من الرصاص ورأيت احد مرافقيه يحمل له السلاح فلقد كان هرمز لا يحمل السلاح في معظم الاحوال الا عند الدخول في المعركة … وكان في مشيه سريعا يسير في مقدمة مقاتليه الشجعان ولم اجده ابدا يستعمل حصانا او دابة في تنقلاته المستمرة هنا وهناك كما لم اعثر طوال تواجدي في مناطق الثورة الكوردية ببهدينان يومذاك على سيارة او وسيلة نقل متقدمة !
كان يريد من مقاتليه الابطال الاقدام والجرأة والاستعداد الدائم لخوض المعارك ورغم هذه الصرامة فلقد كان محبوبا جدا من قبل مقاتليه المتميزين الذين كانوا معجبين به ايما اعجاب بشجاعته وبطولاته النادرة والذي عرف عنه اثناء المعارك كان يقاتل واقفا ويهاجم خنادق الجيش العراقي ومفارز الحكومة والقوافل العسكرية ويتقدم باتجاهها من غير ان يتخذ من صخرة او حاجز ستائر او ينبطح على الارض عملا باتباع القواعد الدفاعية والقتالية كان يواجه النار وجها لوجه وكان انصاره يسيرون على النهج نفسه مراعاة له !
لقد دوت شهرة الشهيد هرمز ملك جكو في وقت قصير من اشتراكه الفعلي في الثورة الكوردية التي قضى فيها نحو سنتين على وجه التقريب وبمصرعه خسرت الثورة الكوردية المعاصرة واحدا من ابرز واشجع رجالاتها الميامين .
=======================
ايها الوطن الكوردي الحبيب …
لا تسخر بقلة حيلة شعب مظلوم
وكف المحتل مخضوبة بدماه
==========================
(اعلم ايها القارئ ان الحق اشرف ما في هذا العالم واقدس ما في هذا الوجود)
===============================
* من اهم منابع شعري هو (ضعف الشعب) ذلك الموضوع الذي اشغلني كثيرا وكذلك اتعبني جدا فقصائدي عموما صرخة في سماء الامة وتنبيه لها ودعوة خالصة الى الثورة وهي مليئة بالغصص والالام التي تعتصر قلبي وهو يضج بالحسرة ويغمره ايقاع شديد تتفجر من اعماقه لتعلو في جو السماء ويسمعها الشعب العراقي من بينهم حاقدون و معادون الداء لشعبي الكوردي !
فالتهميش والتعتيم الاعلامي والاجتماعي والغبن الذي واجهته في مسيرتي الشعرية كانت قوية صارخة من أبناء وطني الحبيب /العراق عموما وكذلك من أبناء جلدتي الكورد في كوردستان العزيزة خصوصا… !
* يقول العبقري الفذ ابو القاسم الشابي : (( اذا تيقظ الاحساس في قلب الشاعر الفنان كان له استقلاله الذاتي الذي يشعره بانه قوة حية – منتجة … عليه واجب السعي والعمل في سبيل كمال الانسانية … كما يقول عن الشعراء … الشعراء هم اولئك الموهوبون الذين يسبقون عصورهم فيغنون اغان الجمال واعذب اناشيد القلب البشري لاجيال لم تخلق بعد … وهم اولئك الذين لا يصورون عادات العصر المتعثرة المتحولة بل عادات الحياة الخالدة كما يروي في مذكراتهم رؤيته للشعر والشاعر قائلا : (( تسمع هذا الشاعر فاذا انت امام روح … تسمو بنفسك الى افاق الحق والفن والجمال ، وتسمع الى اخر فترى انك تسمع حديثا ساذجا لا يميز عن احاديث الناس العادية الا رنة النغم وتواتر القوافي وجمال العبير … ) !
* اكره ما اكرهه في الحياة هي الوظائف الحكومية والاعمال الادارية ذلك انها تبعدني عن عالم الشعر وتحرمني من التحليق في الفضاءات الواسعة والعالية وتقتل في نفسي الخيال والحلم والامل وتجعلني كسيحا عليلا غارقا في تفاهات الحياة اليومية حيث (البشر الجوف) بحسب تعبير س. اليوت !!
* اكره ما اكرهه هم اولئك المداحين الذين لا هدف لهم من وراء ما يقولون او يكتبون الا التمسح باعتاب اصحاب الجاه والثروة ومن اصحاب السلطة والنفوذ من محدودي الافاق ومن الذين لا يتقنون غير النفاق والرياء والكذب على انفسهم وعلى الاخرين—-
بقلم الشاعر الاعلامي رمزي عقراوي
من كوردستان – العراق