![](https://i0.wp.com/basrayatha.com/wp-content/uploads/2015/02/waleed-alzubaide.jpg?fit=235%2C314&ssl=1)
أراد شباب من مدينة البصرة في أقصى جنوب العراق تشييد جسر للحب، فرحوا به وسارع الكثيرون لوضع لبنة في أركان الجسر، كتبوا عباراتهم ووضعوا أقفالا ترمز للحب، لكن ثمة من سارع لهدم حلم هؤلاء، وفي أحد الصباحات البصرية وجد عشاق جسر الحب دمارا وتخريبا متعمدا لجسرهم – الحلم.
لم أشاهد الجسر ولم أعرف عنه الكثير، لكن الصحفي العراقي عبدالكريم العامري من ابناء البصرة حدثني عن هذا الجسر، يقول: الحب الذي تغنى به الشعراء على مدى العصور وتناقلت قصصه الأجيال جيلا بعد جيل لم يمثل مشكلة بصورته المعروفة لدى أي من المجتمعات، بل إن كثيرا من تلك الأمم هي بحاجة إلى تعزيز قيم الحب فيها كي يسمو إنسانها، وتنوعت أشكال التعريف بالحب وصار الإنسان يتفنن بطرقه وأساليبه، فكان عيد الحب الذي يحتفل به العامة في كل الدول بتواريخ مختلفة، فهناك من يحتفل في الرابع عشر من فبراير وآخرون يحتفلون به في مارس ومنهم من يحتفل به في نوفمبر، كما برع الإنسان في إحياء الحب والتمسك به من خلال مبادرة (أقفال العشاق) أو (جسر الحب) وانتشرت في بقاع مختلفة من العالم، ويضرب امثلة على ذلك، يقول، ففي فرنسا يتوجه العشاق إلى جسر “بونت دي آرت” على نهر “السين” في باريس حيث بدأت تلك الطريقة الرمزية للتعبير عن الحب منذ عام 2008 فيما يقيم العشاق في ألمانيا طقوسهم الرمزية على جسر هوهنزولرن في مدينة كولونيا على نهر الراين وفي ألمانيا ايضا يضع العشاق اقفالهم على جسر ميلفان التاريخي والذي بني في عام 115 قبل الميلاد، وكذا الحال بالنسبة لبقية الشعوب ومهما تغيرت الأساليب والأمكنة يبقى الحب كما هو يتشكل من حرفين كما كان يغنيه الراحل وديع الصافي (الحب هالحرفين مش أكثر) إلا أنه بالرغم من اختزال أحرفه يجمع كل المحبين حتى في المجتمعات المتشددة.
للأسف الشديد لم يتمكن أحبة هذا الجسر من اكمال مشوارهم الذي أرادوه ردا على اولئك الذين يسعون لبناء جسور التعصب والقتل والدماء ويرغبون بالخراب والدمار.
في البصرة، الفيحاء بصرة السياب وغيره من العمالقة يتقدم الغبار القوافل، لكن الذين بادروا وأطلقوا جسرا للحب وسط هذه الفوضى سوف لن يتخلوا عنه لأنه المشروع الآخر، وعبر التاريخ تندرس مشاريع الكراهية ويبقى مشروع الحب والصفاء.
* عن صحيفة الوطن العمانية..
—